ملاذات «حماس» و«حزب الله»

ملاذات «حماس» و«حزب الله»

ملاذات «حماس» و«حزب الله»

 العرب اليوم -

ملاذات «حماس» و«حزب الله»

بقلم: نبيل عمرو

«حماس» والحلفاء...

بعد أن أحدثت أكبر زلزال هزّ أساسات الدولة العبرية، ووصلت تداعياته إلى جميع غرف صناعة القرار في العالم، دخلت «حماس» في حربٍ هي الأطول والأشرس والأشد فظاعةً لتجد نفسها تحارب وحيدةً في أضيق بقعة جغرافية من دون مددٍ كافٍ يعوّض ما فقدت من سلاح وعتاد ورجال.

صبيحة الزلزال الذي صنعته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وجّه قادتها نداءات «للساحات الشقيقة» لاستغلال الإنجاز المبهر والدخول في حرب تحرير واسعة مع إسرائيل، وبفعل تلك النداءات، تمت استجابات متفاوتة، كان أضعفها الموقف الإيراني الذي حمّل حركة «حماس» المسؤولية الكاملة عمّا فعلت، لكنها وازنت هذا الموقف، بالتأكيد على التعاطف والدعم، مع الإيعاز للأذرع في الساحات المخلفة بأن يعمل كلٌ قدرَ ما يستطيع، من دون إلزام ووفق قرارات خاصة به.

العبء الأكبر الذي فرضته الجغرافيا وقع على عاتق «حزب الله»، الذي فتح الجبهة الشمالية من خلال جهد إسنادٍ ذي طابع تضامني، إلا أنه ظلّ تحت الأسقف المتكرسة والتي توصف بقواعد الاشتباك، التي صممت وجرى التقيد بها تحت عنوانٍ متفقٍ عليه هو عدم السماح بتطور الاشتباك إلى حربٍ إقليمية.

جبهة إسناد «حزب الله»، أحدثت مفاعيل موجعة لإسرائيل، أهمها اضطرار أعداد كبيرة من سكان القرى الحدودية إلى الهجرة بعيداً عن مرمى قذائف «حزب الله»، إلا أنها لم تكن ذات تأثير حاسم في مجريات الحرب على غزة.

بعد نحو سنة من حرب التدمير والإبادة الإسرائيلية والتي قابلتها مقاومة عنيدة من قِبل «حماس» ومن معها، وجدت الحركة نفسها أمام أسئلة لم تجب عنها، إلا من خلال تصريحات غامضة لا يُبنى عليها.

سؤال الأسئلة... ماذا ستفعل الآن وفي اليوم التالي؟ وحتى إذا ما وضعت الحرب أوزارها، واستبدلت إسرائيل العمليات القتالية الجارية على أرض القطاع، بحصار أشد إحكاماً وقسوةً من كل الحصارات التي سبقت.

ثم... ماذا ستفعل فيما هو الأشد إلحاحاً بالنسبة لملايين الغزيين، وهو إعادة إعمار القطاع ولو بالحدود الدنيا التي تسمح بمواصلة العيش فيه؟

ثم... ماذا ستفعل بشأن حكمها لغزة ما دامت علاقاتها مع السلطة في رام الله في أسوأ حالاتها، وكذلك مع منظمة التحرير التي لم تنفع مبادرة الصين في إعادة «حماس» إليها؟

بعد سنة من الحرب، بما يسجل لـ«حماس» فيها من صمودٍ وقتال، وبما فعلته إسرائيل من دمارٍ شاملٍ وقتل، فاقت غزارة الدم فيه كل ما سبق من حروب، فما هو يا ترى الملاذ المتاح للحركة الإسلامية كي تواجه منه الوضع الجديد الذي آلت إليه، وقد يحمل إجابات أكثر واقعيةٍ وإقناع عن الأسئلة المطروحة عليها.

يُقترح على «حماس» أن تندمج في منظمة التحرير وأن تُعلن صراحة تخليها عن حكمها لغزة، وأن تلتزم قولاً وفعلاً بما التزمت به منظمة التحرير وأن تكون جزءاً من التركيبة الفلسطينية وليست بديلاً عنها. وكل تأخير عن الإقدام على هذه الخطوة يعقد الأمور عليها وعلى غيرها.

«حزب الله» وإيران...

الحرب الإسرائيلية عليه لا تزال في بداياتها، والنتائج الأولية لها تسجل في غير مصلحة «حزب الله» وأجنداته ونفوذه وتحالفاته.

الجدار الإيراني كما بدا من خلال حرب السنة، ليس بالكفاءة التي تحسم حرباً ليست إسرائيل طرفها الوحيد ولو أنه المباشر، وعلى الرغم من أن الحزب هو التشكيل الأقوى على الساحة اللبنانية والذراع الأهم لإيران، فإنه في حاجة إلى الإجابة عن سؤال الأسئلة المطروح عليه...

هل سيواصل «حزب الله» الحرب رغم غموض المشاركة الإيرانية ومحدوديتها، وإحجام الحليف السوري عن التدخل فيها؟

ليس مطلوباً من الحزب رفع الراية البيضاء؛ فهذا يحمل ضرراً ليس عليه وحده وإنما على كل من له صلة قربى بلبنان وأهله، لكن السياسة لا تنحصر بين راية بيضاء وأخرى حمراء، بل هنالك مساحة توفر مخرجاً مضمون النجاعة والفاعلية، وهو اندماج الحزب بإيجابية أكثر في مؤسسات الدولة اللبنانية التي هو شريكٌ أساسي فيها، وأن يجسّد مع جميع مكونات الدولة قول رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه برّي، بتجنب الوقوع في مصيدة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي يعمل على جعل لبنان كغزة وقوداً لحرب إقليمية يسعى إليها.

 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاذات «حماس» و«حزب الله» ملاذات «حماس» و«حزب الله»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab