نتنياهو وغانتس وكابينت الحرب

نتنياهو وغانتس وكابينت الحرب

نتنياهو وغانتس وكابينت الحرب

 العرب اليوم -

نتنياهو وغانتس وكابينت الحرب

بقلم - نبيل عمرو

ليس معلوماً على وجه اليقين متى ينتهي عهد نتنياهو في إسرائيل، فكل التقديرات حول مستقبله تشير إليها استطلاعات الرأي التي لا تزال تُجمع على أنه مغادر لا محالة، إلا أن ما يضعف هذا الاستنتاج أنه مبني على «لو»؛ أي لو جرت الانتخابات اليوم فسيحصل كذا وكذا.

نتنياهو ليس غافلاً عن عدادات استطلاعات الرأي فلديه مناعة من تأثيرها السلبي عليه، يستمدها من صعوبة وربما استحالة إجراء انتخابات مبكرة ما دام قرارها بيده وبيد تحالفه، وإلى أن يأتي موعد الانتخابات العادية فلديه مساحة من الوقت والاستفراد بالقرارات، بما يكفيه للتفاؤل بوقف التدهور في مكانته وإعادة الرهان عليه.

يدرك نتنياهو أنه بحاجة إلى ما يقنع الناخبين بإعادة انتخابه ولذلك ممر إجباري هو تحقيق انتصارات مقنعة على الجبهتين الأساسيتين اللتين تؤثران في المزاج والتصويت الإسرائيلي... جبهة غزة وجبهة جنوب لبنان.

مجريات الحرب على غزة لم توفر له مسوغات واضحة لتحقيق انتصاره المطلق، ولكنه وبفعل كون هذه الحرب مصيرية بالنسبة إليه فليس أمامه من خيار سوى إطالة أمدها لعلها تنتج فرصاً معقولةً لانتصاره المطلق، الذي لن يكتمل إلا إذا أبلغته الاستطلاعات بأنه عاد لاحتلال مكانته السابقة ليس بصفته رئيساً لأغلبية برلمانية، بل بصفته ملكاً متوّجاً ومنقذاً لإسرائيل.

إذن... هو مضطر للمجازفة والمقامرة فهذا هو الحال حين يقود الرجل معركة وجوده ومصيره.

أمّا فيما يتصل بالحرب على جنوب لبنان، حيث «رهائن حزب الله» يضغطون عليه لتخليصهم مما هم فيه، وما أعنيه بـ«رهائن حزب الله» هم سكان البلدات والمستوطنات الحدودية الذين نزحوا إلى أماكن بعيدة ويواصلون الصراخ طالبين العودة إلى منازلهم ونتنياهو يدرك كم هي باهظة فاتورة إشعارهم بالأمان المطلق، فإمّا تسوية سياسية تزيل بصورة نهائية الخطر الكامن على الحدود الشمالية، وإمّا حرباً شرطها أن توافق أميركا عليها أو أن تتورط بصورة أو بأخرى فيها، ولأن نتنياهو يخوض حرب بقاء ومصير فلا مانع لديه إن لم يُقنع أن يورّط.

لقد فعل ذلك حين بادر بتدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أوصل الأمور إلى حافة حرب، لولا الانضباط الإيراني والتدخل الثلاثي المباشر الأميركي والفرنسي والبريطاني، لاختلطت الأوراق على نحو يقدّر نتنياهو أنه المستفيد الأول وربما الأخير منه، وحتى الآن ورغم زيارات المبعوثين الأميركيين والفرنسيين وجهودهم الحثيثة، فلا ضمانات كافية لئلا تتطور اللعبة إلى خارج حدودها المسيطر عليها وبيد نتنياهو صاعق التفجير وبيد «حزب الله» وإيران حجم الرد.

آخر ما فعل، حكاية غانتس وآيزنكوت، لقد أتى بهما في الأيام الأولى من الحرب ليس للاستفادة من خبراتهما بصفتهما جنرالين قادا جيش إسرائيل فعلاً بل بوصفهما «ديكوراً» لا غنى عنه لإظهار قيادته للحرب كما لو أنها عملٌ مشترك بينه وبين معارضيه.

لقد أحضر الرجلين إلى كابينت الحرب ليكتشفا بعد تجربة طويلة أنهما خاسران في لعبة الذكاء، فلقد وفّرا له الغطاء من دون أن يوفر لهما المشاركة، حتى أضحى خروجهما المبكر معضلة، أمّا خروجهما المتأخر الذي تم فقد كان بمثابة إزالة للديكورات عن الجدران ليزال معهما كابينت الحرب.

نتنياهو معضلة غاية في التعقيد، وغاية في الخطورة كذلك، وفي عهده وخصوصاً في ولايته الراهنة، ما زال يحقق خططه من دون عوائق جديّة، فلقد حصل من الأميركيين على أعظم دعم سياسي وتسليحي ومالي من دون أن يتأثر بالقشرة الرقيقة التي غلّفت هذا الدعم والتي تتجسد بالمبالغة في إظهار خلافات معه، وها هو يتأهب لزيارة ثمينة لواشنطن، سبقها إقرار من الكونغرس بأكبر صفقة طائرات أبرمت مع إسرائيل، لم يعد مهماً لنتنياهو أن يشرب القهوة في المكتب البيضاوي إذ يكفيه خطاب الكونغرس وصفقاته وما قبله وما بعده.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو وغانتس وكابينت الحرب نتنياهو وغانتس وكابينت الحرب



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab