الفن والرياضة ومحاولات التسييس
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الفن والرياضة... ومحاولات التسييس

الفن والرياضة... ومحاولات التسييس

 العرب اليوم -

الفن والرياضة ومحاولات التسييس

بقلم : فهد سليمان الشقيران

لا بد من التفريق بين التضامن مع قضيةٍ، وبين الاستثمار بالقضية، وذلك عبر عددٍ من الوسائل، إما استعمالها كأداة تسويق، أو الاستنهاض بها من فشلٍ معين، أو تحويلها إلى خطابٍ هو دعاية للذات، لا انتصار للقضية.

الآن تقام الكثير من الأنشطة الرياضية والفنية في المنطقة، بطولات كروية آسيوية وأفريقية، مهرجان ترفيهي خيالي في «موسم الرياض». مثل هذه التجمعات الأممية يجب على الحاضرين إليها الالتزام بالمعايير الأخلاقية والأدبية، والحرص على تبنيّ الذوق الرفيع، لأن حضورها من مختلف الأعراق والحضارات والشعوب والأديان. محاولة اختطاف أيّ فرصةٍ لتمرير أجندةٍ كما حاول البعض في الرياضة، عبر تعليق صور زعيمٍ، بينما حاول بعض آخر بمهرجانٍ فني، أن يسوّق لنفسه عبر الحديث عن موضوعاتٍ سياسية يمكن أن يعبّر عنها بكامل حريته في منتدى استراتيجي أو سياسي أو صحافي، أو أن يكتبه في منصته على «إكس» (تويتر سابقاً) أو «فيسبوك».

سلّ السيوف الخشبية، وامتطاء خيول من ورق بذريعة الدفاع عن هذا الموضوع أو ذاك فيه ضعف في الذوق وعدم احترامٍ للفرصة المتاحة والثقة التي أسديت لأي شخصٍ لمخاطبة عشرات الملايين، من الطبيعي أن يفقد ثقة الآخرين من لم يحترم قواعد الضيافة، إذ لا يمكن الوثوق بمن يتطبّع بهذه التصرفات في قادم الأيام، ما الذي يضمن ألا يهاجم الحضور أو الضيوف أو المجتمع أو القادة؟

لا بد من فصل الجماليات (فنون - رياضة) وغيرها عن الآيديولوجيا. نحن نعلم أن مفهوم «الآيديولوجيا» مرّ بعددٍ من الأطوار، كما يشرح أستاذنا الراحل محمد سبيلا في كتابه عن المفهوم تمرحل المفهوم على النحو التالي.

المرحلة الأولى كونها: مجموعة الأفكار والآراء والتمثُّلات والتصوُّرات التي تتَّخذ إلى حدٍّ ما طابعاً متناسقاً، والتي تعبِّر عن وضعيَّة وطموح مجموعة اجتماعية ما (مهنية أو سياسية أو عرقية، أو طبقية، أو غيرها)، وتقدِّم لهذه الجماعة تصوّرات تدعم وحدتها وهويتها وربما رسالتها، كما تكون بالنسبة إلى هذه الجماعة بمثابة مخزون من الأفكار الموجِّهة للفعل، والمزوَّدة بالمعنى والغايات، والمقدمة إمّا تفسيرات ملائمة لوضعيتها أو تبريرات لمواقفها وتوجُّهاتها، هذا هو المصطلح في نشأته الأولى مع دستون دوتراسي في فرنسا سنة 1796 في كتابه «مذكرات حول ملكة التفكير» في جزئه الثاني: عناصر الآيديولوجيا، حيث كان يعني به دراسة الأفكار وسِماتها وأصولها والقوانين التي تحكمها، وكذا علاقتها بالكلمات والعلامات التي تعبِّر بها. وقد اندرج هذا المسعى في سياق تطور العلوم الوضعية القادرة على توضيح الأفكار وتنوير العموم، حيث انبرى تيارٌ من المثقفين سُمِّي بالآيديولوجيين (Les ideologues) ترأّسه دستورت دوتراسي (D. de Tracy) لإقامة علم للأفكار (المعنى الحرفي لكلمة آيديولوجيا) بهدف تبديد الأساطير والقضاء على النزعات الظلامية والقيام بتحليل علمي للأفكار.

المرحلة الثانية: تزامنت مع شيوع مصطلح الآيديولوجيا، وبخاصة في الحقل السياسي، إلى الماركسية، وإنْ بشحنة نقدية. فالآيديولوجيا عند ماركس هي المنظومة الفكرية التي تعكِس واقع وطموح طبقة اجتماعية ما، وذلك من حيث أن إنتاج الأفكار والتصوّرات والقيم في كل مجتمع مرتبط بالنشاط الاجتماعي وبالإنتاج والتبادل الاقتصادي. غير أن ماركس، الذي يتحدَّث عن كون الآيديولوجيا تعكس واقع فئة اجتماعية معينة يرى أن انعكاس الممارسة الاجتماعية في التمثُّلات والأذهان هو انعكاس معكوس، وهو ما يسميه أحياناً بعملية «القلب الآيديولوجي»، فالآيديولوجيا تعكس الواقع الاجتماعي عكساً مشوَّهاً أو مقلوباً بما يخدِم ويدعم ويرسِّخ للوضعية الاجتماعية للطبقة المؤمنة بهذه الآيديولوجيا. لذلك يقترح ماركس أن ننطلق في دراسة الواقع الاجتماعي لا ممّا يتصوّره الناس أو يقولونه عن أنفسهم أو من خلال ما يتخيلونه، بل من خلال واقعهم العيني كما هو. ومن المؤكَّد أن هذا التصوُّر الماركسي للآيديولوجيا يُضمر نوعاً من التمييز بين التصور الآيديولوجي الذي هو وعي مغلوط (fausse conscience)، والتصوُّر العلمي الذي هو تصورٌ وصفيٌّ يعكس صورة الواقع كما هو.

لاحقاً تشعّب المفهوم وتداخل مع عددٍ من المجالات، ولا مساحة لشرح ذلك عند فلاسفةٍ مثل مانهايم، ورايمون بودون، وألتوسير، وغيرهم.

لكن مع كل حومة هذا المفهوم بقي المفهوم يطرح بالشكل التقني البسيط، أي الآيديولوجيا المعنيّ بها الأفكار المتبناة بناءً على أدواتٍ غير علمية بالضرورة.

وعليه أقول: لا بد من تنحية الآيديولوجيا - ما أمكن - عن الفنون والجماليات، لأنها تشوّه الموضوع الرئيسي للفن، بعض المفكرين ينافحون عن فكرة توظيف الفنون لصالح مطامعهم ومطامحهم السياسية، ولذلك يحرصون على المحتوى الآيديولوجي للمسرح والسينما والفن. حين تكون الفكرة آتية في سياق المتعة الفنية لا مانع، لكن حين يكون الفن هو العربة، والفكرة هي الحصان، يتحوّل المنتج إلى موعظة من عرض المواعظ.

عبر التاريخ المعاصر ارتبطت الخطابات الصوتيّة بالشجاعة، لكن على من يتبنّى قضية معينة أن يذهب معها حتى النهاية، لا يمكنك أن تحشد لقضية وتريد من غيرك أن يقاتل عنك، لا يمكنك أن تكون «غيفارا»، بينما تعيش حياة «توم كروز». الذين يتبنّون قضايا سياسية معينة لا بد لهم من الدفاع عنها بالنفس أولاً إذا كان يقتنع بذلك ويتحمس، وبالمال أو بالجوائز الممنوحة كما يفعل بعض الفنانين، لكن أن تزايد على الآخرين وأن تستعملها ضدهم في مجامعهم، هذا فيه ضعف في الذوق، وبخاصةٍ حين تكون تلك القضية مخدومة ومحل اهتمامٍ عند الطرف الآخر، إن هذا مثل من يأتي إلى بلدٍ نظيف ومرتب ثم يحاضر على أهله بأهمية نظافة الشوارع وترتيبها، هذه مزايدة لا معنى لها، ولغو من القول، وتضييع للوقت.

الخلاصة؛ إن هذه الكرنفالات الرياضية والفنيّة ذات بعد جمالي، على الحاضرين إليها تنحية الجوانب السياسية والآيديولوجية، والتفريق بين خطابات «السوشيال ميديا» و«الفيسبوك»، وبين المنصات الراقية المرصّعة بالفخامة والجمال، وأن ينتخب المتحدث كلماته التي وُثق به ليلقيها على مرأى ومسمع من مئات الملايين، علينا أن نميز بين لا وعينا من وعينا، وعلى حدّ تعبير الفنان السير أنتوني هوبكنز: «لدينا بحيرة من اللاوعي تكمن داخل جماجمنا».

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن والرياضة ومحاولات التسييس الفن والرياضة ومحاولات التسييس



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025
 العرب اليوم - نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab