سقوف حوار افتراضي مع «حزب الله»

سقوف حوار افتراضي مع «حزب الله»

سقوف حوار افتراضي مع «حزب الله»

 العرب اليوم -

سقوف حوار افتراضي مع «حزب الله»

بقلم - سام منسى

وسط الانسداد الحاصل في لبنان، يكثر الحديث عن الحوار وسط خلافات بشأن طبيعته: أهو حوار أم تشاور؟ بين جماعات أم ثنائي؟ لتعود البلاد إلى دوامة معرفة جنس الملائكة. يواكب هذه الملهاة حراك اللجنة الخماسية، وزحمة مبادرات وطروحات أميركية وفرنسية ومشتركة، يهدف بعضها إلى تهدئة الحدود الجنوبية عبر صفقات أو تفاهمات، وبعضها الآخر إلى معالجة معضلة انتخابات الرئاسة.

مع زخم هذه المبادرات ومناخات التسوية في المنطقة التي لا بد أن تصل رياحها إلينا، الموضوع الذي بقي خارج نطاق البحث هو مستقبل دور «حزب الله» وموقفه الفعلي من هذه الطروحات، وكلها دوران في حلقة مفرغة دون انخراطه فيها. لنحاول دخول عالم افتراضي تكون فيه جبهة المعارضة اللبنانية متماسكة، ذات مصداقية وأوزان سياسية ثقيلة، وقررت أن تحاور الحزب. ما سيناريوهات الحلول التي يتوقع من الحزب الانخراط فيها من الأقصى تشدداً إلى الأكثر ليونة؟ وما المساحات التي يمكن للحزب أن يتحرك ضمنها، منطلقين من فرضيتين رئيسيتين هما علاقة الحزب العضوية بإيران، وعدم شن إسرائيل حرب على لبنان؟

بداية، لا بد من الأخذ في الحسبان أنه ستمر سنة كاملة قبل أن ترسو الأمور على ضفة في المنطقة وفي غزة خصوصاً. خلال هذه السنة، ستصعب التفاهمات والصفقات بانتظار معرفة كل فريق مصيره. الأميركي منشغل بالانتخابات الرئاسية وبما بدأه في الإقليم على أصعدة ثلاثة: وقف الحرب واليوم التالي في غزة، والعلاقات الاستراتيجية مع السعودية، ومتابعة التطبيع العربي - الإسرائيلي وتوسيعه نحو التسوية الشاملة. إسرائيل بحاجة إلى سنة بعد وقف الحرب لمعالجة تداعياتها ومشكلاتها الداخلية المتشابكة، والعلاقات مع الأميركيين ومع المجتمع الدولي. إيران قلقة على مصير «حماس» ومستقبلها في غزة وخارجها، بصماتها مبعثرة في أنحاء المنطقة، ملفها النووي لا يزال مفتوحاً، إضافة إلى شؤونها الداخلية المعقدة التي زادتها تعقيداً حادثة مقتل رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، واستحقاق مجهول التاريخ هو خلافة المرشد.

على خلفية هذا المشهد، ما سيناريوهات مواقف «حزب الله» من دخوله في تسوية جدية ومستدامة مع شركائه اللبنانيين؟ السيناريو الأول هو قبول الحزب جراء ضغوط إقليمية ودولية بترتيبات عسكرية لا سيما في الجنوب اللبناني مقابل تسوية لبنانية تعيد النظر بتركيبة النظام السياسي، وتوزيع المناصب، لا تخلّ بقواعد حقوق الطوائف وتمثيلها في مختلف السلطات، لكنها تأخذ في الحسبان المتغيرات السياسية والديموغرافية في الداخل ومستجدات الإقليم حتى لو كانت هذه المتغيرات ليست كلها لصالح الراعي الإيراني وانعكاسات ذلك عليه. هذه التسوية تحتاج لكثير من الدراسات والفذلكات القانونية والدستورية، لكنها توفر للحزب الأمان والاطمئنان اللذين يريدهما؛ لأنها تشرّع سلاحه وقواه المسلحة بصيغة أو بأخرى، وتسمح له بالإمساك بالحد الأدنى الذي يقبل به لتوجيه السياسة الخارجية وعلاقات لبنان الدولية والسياسة الدفاعية. هذا السيناريو هو الأكثر تشدداً؛ لأنه يضرب الصيغة اللبنانية.

السيناريو الثاني، هو تمسُّك «حزب الله» بوضعه الحالي بوصفه قوة سياسية - عسكرية بيدها القرارات الرئيسية أمنياً وسياسياً، وكل ما يتعلق بهوية لبنان ودوره الإقليمي والدولي، من دون أن يكتسب الصفة الرسمية الشرعية التي تحمله بوصفه مهيمنَ مسؤوليةٍ سياسيةٍ، ويسمح له الانخراط بتسويات أو تفاهمات على غرار ما حدث بترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. هذا السيناريو هو الأكثر رجحاناً في حال بقيت أمور المنطقة على حالها.

السيناريو الثالث، من غير المرجح أن يحدث قريباً؛ لأنه يحتاج للتوصل إلى تسوية شاملة في المنطقة تكون إيران من ضمنها، دون أن يحتم ذلك دخولها في سلام مع إسرائيل بل الاقتصار على تفاهمات على الأمن الإقليمي وأدوار الدول الفاعلة. هذا السيناريو يضمن لـ«حزب الله» حصة وازنة في الحياة السياسية نتيجة الوقائع التي حققها على الأرض والمتغيرات الحاصلة في لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مقابل معالجة ما لقضية السلاح بعد التسوية الإقليمية؛ لأنه من المرجح أيضاً أن تحتفظ إيران بمكتسباتها في إطار السلام الإقليمي؛ لأنه الأقدر على معالجة سلاح «حزب الله»؛ كون التهدئة تطول علاقة لبنان مع إسرائيل بالعودة إلى اتفاقية الهدنة لسنة 1949، أو اتفاقات جديدة مشابهة.

الأهداف من هذا التمرين الافتراضي متعددة، الأول إدراك أن لا سبيل لحل معضلة «حزب الله» في لبنان من دون تسوية تطول إيران وأدوارها في المنطقة، والثاني هو تبيان أن كل الحراك الحادث في لبنان وحوله لا يتناول هذه المسألة إلا من زاوية أمن إسرائيل دون مراعاة الارتدادات على الداخل اللبناني، والثالث، لا مخارج متاحة دون حوار، لكن الحوار مع غياب التوازن السياسي لا فائدة مرجوة منه. والهدف الأخير هو استعراض الحدود القصوى والدنيا لما يمكن أن يقدمه الحزب، لعل المعارضة بدورها تستطيع تصوّر ما يمكن أن تقدمه للحزب ليعود إلى حضن الوطن إذا كان ذلك ممكناً.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوف حوار افتراضي مع «حزب الله» سقوف حوار افتراضي مع «حزب الله»



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab