بقلم - وليد خدوري
عُقد الأربعاء الماضي 31 مارس (آذار) 2021 عبر الفيديو كونفرنس مؤتمراً لوكالة الطاقة الدولية (الممثلة للدول الصناعية) وفريق الأطراف للأمم المتحدة 26 (المسؤول عن مؤتمرات تحسين المناخ الدولية الذي حقق اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015). تركز النقاش على درجة النجاح في تحقيق الهدف الطموح للوصول إلى عالم خالٍ من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، والعراقيل التي تواجه تحقيق هذا الهدف.
شارك في المؤتمر الافتراضي وزراء ومسؤولون كبار من أكثر من 40 دولة، منها: كندا، والصين، والاتحاد الأوروبي، واليابان، ونيجيريا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية، ورؤساء شركات صناعية والمنظمات غير الحكومية. شكّل المؤتمر الافتراضي خطوة مهمة في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة المناخي الـ26 الذي سيعقد في غلاسكو، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ليبحث ما يتم تنفيذه فعلاً من قبل الدول والشركات الصناعية في محاولة الوصول إلى كرة أرضية خالية كلياً من الانبعاثات بحلول منتصف القرن. برزت أثناء المناقشات مخاوف من تأخر مواعيد تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها بعض الدول. كما التأثير السلبي الذي يتركه تقاعس بعض الدول في التعاون مع الدول الأخرى (في المجالات العلمية والاقتصادية)؛ مما يؤخر من إمكانية تحقيق الأهداف المرجوة في الأوقات المحددة لها.
وبحسب رئيس فريق الأطراف للأمم المتحدة للمؤتمر المناخي الـ26، اتوك شارما «لقد آن الأوان لدول العالم للانتقال من عقد البحث في التغيير المناخي إلى العمل على تنفيذ الالتزامات للوصول إلى عالم خالٍ من الانبعاثات بحلول عام 2050. هذه فرصة يمكن تحقيقها إذا عملت الدول، الواحدة مع الأخرى. إذ باستطاعتنا من خلال هذا التعاون المشترك أن نلتزم بمواعيد الاستحقاقات التي تعهدت بها الدول، وسنستطيع أن نسرّع بمرحلة التحول، خلق وظائف أكثر، تحقيق الرفاهية، ونحمي الكرة الأرضية للأجيال المقبلة».
كما صرح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، بأنه بنهاية عام 2020 «ارتفع الانبعاث الكربوني العالمي عما كان عليه قبل نشوب الجائحة، وأن العام الماضي شهد أبطأ تقدم في ترشيد الطاقة مقارنة بالسنوات الماضية». وأضاف، أن «تحليلنا واضح جداً. فمن دون مبادرات لدعم فاعلية وكفاية الطاقة عالمياً، فلن تتوفر لنا إمكانية تحقيق أهدافنا الطاقوية والبيئية». وناشد بيرول «الدول في تحسين كفاية السياسات الحالية المعتمدة من أجل الوصول إلى مجموعات جديدة من السياسات. وهناك إمكانية تحقيق هذا التطور من خلال الاستعمال الأمثل للحاسوب والشبكات الذكية وغيرهما من التقنيات الحديثة».
تعهد بيرول، أن وكالة الطاقة الدولية ستنشر في 18 مايو (أيار) المقبل أول خريطة طريق مفصلة وشاملة لمحاولات قطاع الطاقة العالمي الوصول إلى مجتمع دولي خالٍ كلياً من الانبعاثات عام 2050. يكمن الهدف من التقرير في تحديد ما هو مطلوب عمله من كل من الحكومات والشركات والمستثمرين والمواطنين لتقليص الانبعاثات لكي لا تزداد الحرارة سنوياً عن 1.50 درجة مئوية. وسيشكل التقرير أول كشف حساب من نوعه لما تقوم به الأطراف أعلاه في هذا المجال، من أجل مساعدة مؤتمر غلاسكو تحديد الأولويات والمسؤوليات. كما، في نفس الوقت، يتوقع أن يكشف التقرير عن الجهات المقصرة في تعهداتها والتزاماتها.
من المعروف أن الاهتمام بمؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ أخذ أبعاداً واهتمامات واسعة، بعد نجاح مؤتمر باريس للمناخ في عام 2015، حيث التزمت الأغلبية الساحقة لدول العالم في العمل على عدم ارتفاع درجة الحرارة السنوية عن 1.5 درجة مئوية.