دور شركات البترول في الطاقات المستدامة

دور شركات البترول في الطاقات المستدامة

دور شركات البترول في الطاقات المستدامة

 العرب اليوم -

دور شركات البترول في الطاقات المستدامة

بقلم: وليد خدوري

تتيح مرحلة تحول الطاقة الفرصة للشركات البترولية، ليس فقط في ولوج قطاع الطاقات المستدامة حديثة العهد، بل أيضاً في تنويع مجالات أعمالها، ولعب دور أساسي في نمو صناعات حديثة العهد مؤهلة للتوسع الكبير مستقبلاً، حسب دراسة صدرت عن المكتب الاستشاري «مكنزي».

يكمن السبب الرئيس لهذا التحول الصناعي بعد قرن تقريباً من نشوء الشركات البترولية إلى الاهتمام العالمي، في تغير المناخ. فهناك تغيرات مناخية بدأت تؤثر في المجتمعات الإنسانية (ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة في غير الفصول المعتاد عليها أو إلى معدلات قياسية).

تحاول الشركات البترولية التي تزوّد الوقود الأحفوري منذ قرن تقريباً، التعامل الآن مع دول وأسواق تطالب بتقليص الانبعاثات الكربونية.

تشير دراسة «مكنزي» إلى أن النفط والغاز سيستمران في لعب دور مهم في سلة الطاقة المستقبلية بحلول عام 2050. والسبب في ذلك أن البترول وقود متوفر ومعروف على الصعيد العالمي بأجمعه، وبأسعار في متناول اليد.

كذلك، فإن تأهل شركات النفط والغاز للعب دور رئيس في تحول الطاقة، يعود إلى خبرة وتجربة هذه الشركات عبر قرن من الزمن وعلى الصعيد الدولي برمّته، وإلى استعدادها للمخاطرة واتخاذ القرارات الاستثمارية باهظة الثمن والجريئة، ويعود كل هذا إلى ضخامة ومتانة موازناتهم السنوية والسيولة المالية المتوفرة لهم. هذا ناهيك بتعامل الشركات البترولية مع المستهلكين مباشرةً، بالإضافة إلى درايتها بصناعة الطاقة عموماً ومستهلكيها والمستثمرين فيها.

توفر العوامل أعلاه للشركات البترولية الاستفادة منها في التنافس مع بقية الشركات، والتنافس مع حديثة العهد منها في مجال الطاقة. فلدى شركات البترول خبرة واسعة في مجال الإدارة الناجحة لمؤسساتها والدراية بالمخاطرة في قرارتها، والتعامل مع دول ذات سياسات متناقضة الواحدة مع الأخرى، هذا ناهيك بإدارة الاستثمارات في المشاريع الضخمة وتحقيق الأرباح للمساهمين.

تطرح المرحلة المقبلة لفترة تحول الطاقة تحديات متعددة، بحلول الأعوام 2030 و2050، تتمثل في كيفية التحضير مسبقاً ولاحقاً مع هذه الفترات الزمنية، وفي كيفية التعامل مع متغيرات أساسية وعالمية للطاقة.

فهناك، مثلاً، الدور المتنامي للصناعة الكهربائية. وهنا يتوجب التنويه إلى دور الشركات البترولية في تغذية محطات الكهرباء بالوقود. وهذا ليس بالأمر الجديد عليها؛ إذ استثمرت الشركات البترولية منذ عقود، في تزويد وقود قليل الانبعاثات الكربونية لمحطات الكهرباء.

مثلا، بدأت شركة بترولية عملاقة، منذ عقد الثمانينات، تزويد وقود منخفض الانبعاثات لمحطة كهرباء. بدأت هذه الشركة أولاً في تصنيع الألواح الشمسية لنصبها في محطة كهرباء ومن ثم توسع عملها هذا، لتصبح لاحقاً واحدة من كبرى شركات تصنيع الألواح الشمسية الأوروبية.

ومؤخراً، أعلنت واحدة من كبرى شركات النفط الوطنية في العالم هدفها لتصفير الانبعاثات في بلدها بحلول عام 2050. هذا، بالإضافة إلى استثمارها في سلسلة مرفقات الطاقات المستدامة. وقد تبنت شركات بترولية أخرى استثمارات تقدر بنحو 500 مليار دولار خلال السنوات القريبة المقبلة في مجالات ترشيد الطاقة، والحلول للطاقات المستدامة.

تختلف تجارب الاستثمارات في الطاقات المستدامة، من نجاح أو إخفاقات. لكن، من الواضح، أن الطلب على الطاقة يزداد سنوياً وباستمرار، مصحوباً بالأوامر التنظيمية والتشريعات لتقليص الانبعاثات الكربونية وإعطائها أولوية الاهتمامات. على ضوئه، تبنت الأسواق الاستثمارية الأولوية التالية في منح قروضها: ضرورة تقليص الانبعاثات في تمويل المشاريع المقترحة.

 

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور شركات البترول في الطاقات المستدامة دور شركات البترول في الطاقات المستدامة



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab