ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»

 العرب اليوم -

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»

بقلم - يوسف الديني

في أكثر التعبيرات وضوحاً عن توجه وشفافية رؤية 2030، واستراتيجيات السعودية المتجددة بدعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتوجيهات عراب الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصدرت وزارة المالية وثيقة استثنائية للميزانية السعودية تحت عنوان «نسخة المواطن»، وهي شديدة الأهمية على أكثر من مستوى تعبيرها ولغتها وواقعيتها، والأهم دلالاتها السياسية في تكريس أكثر العلاقات بين السلطة والمواطنين شفافية ورعاية للصالح العام «التمركز حول المواطن»، ما يعرف بـ«Citizen centralization»، وقد عبرت عنه القيادة السعودية بشكل واضح وصريح، كما جاء في تصدير التقرير، حيث أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن الميزانية المعلنة جاءت: «تأكيـداً للنتائـج المتحققـة مـن الإصلاحـات الاقتصادية والمالـية الهادفة إلى تعزيز النـمـو الاقتصادي والاستدامة»، وهو ما يختزل ثلاثية الرؤية السعودية التي تحولت إلى أنموذج ملهم للعمل في المؤسسات بالداخل حتى الخاصة منها، ولكثير من المجتمعات في دول المنطقة التي بدأت تلمس تأثير الرؤية الهائل.. هذه الثلاثية تستند إلى ثلاثة أركان تعبر عن مستقبل الرفاه الذي تطمح له المملكة: مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطـن طمـوح.
الشفافية باتت جزءاً أساسياً في لغة التواصل المجتمعي في السعودية، مستلهمة الصراحة والوضوح من تصريحات القيادة السياسية التي أكدت أن دور المواطـن اليـــوم أصبح محورياً فـــي التنمية الاقتصادية، فهو يسـاهم مباشـرة فـي تحقيـق الإنجـازات فـي مختلـف المجـالات والقطاعـات الواعـدة.
الميزانية الجديدة جاءت لتعزيز نمو اقتصادي وحالة تعافٍ رائدة على مستوى إدارة الأزمات وبمستوى يفوق العديد من الدول المتقدمة، فمرحلة ما بعد جائحة «كورونا»، هي مرحلة حصاد لأكثر التجارب نجاحاً على مستوى «المصلحة العليا» وسلامة المواطنين لتضاف إلى فضيلة الاستقرار الذي تنعم به السعودية، حيث سخرت الدولة مواردها المالية إبان تحدي «كورونا» غير المسبوق على الصحـة والتعليـم وتطويـر الخدمـات الأساسـية، بالإضافـة إلى استمرار الدعم والإعانـات الاجتماعية، لكنها أيضاً ساهمت في تأسيس ثقافة جديدة على مستوى الإنفاق والمشاريع قوامها مفهوم مالي بات مهماً اليوم في الدول التي تفكر في المستقبل «الاستدامة المالية» على المدى المتوسط وقد تجلى في مواجهة المتغيرات الطارئة، وامتص الصدمات بشكل سلس ومثير للإعجاب بشهادة العقلاء والمنصفين في العالم.
العنوان العريض للميزانية الجديدة الثقافة التشاركية والتمحور حول المواطن، وانعكس ذلك على التخطيط، إضافة إلى العمل التشاركي بين منظومة المؤسسات والأجهزة الحكومية المدعمة بتقنيات وتطبيقات رقمية، وبحشد من الإمكانات والطاقات التي تسعى إلى تحقيق مستهدفاتها الاستراتيجية.
فيما يخص الرسائل السياسية التي يمكن قراءتها في هذا التقرير، وهي التي عادة لا يسلط عليها الضوء بسبب التركيز على الجوانب الاقتصادية والمالية، هي أولوية الاستثمار في المواطن، والتمركز حول المواطنة باعتبارها رأس المال الأهم للقيادة السياسية ورؤية 2030، لذلك نصت الوثيقة على أن الشفافية والوضوح في الحديث عن الخطة المالية، بما في ذلك التحديات والعوائق، جاء استجابة لالتزام الحكومة المباشر ببناء هذه الثقة المتبادلة، والصراحة فيما يخص الأوضاع المالية والاقتصادية عبر التقارير المرتبطة بالميزانيات.
والحق أن الاستراتيجية الجديدة والشفافية الهائلة، وآخرها طرح نسخة المواطن من الميزانية جزء من تأثيرات رؤية 2030 التي لا ينقطع الحديث عنها في المجالس والمنتديات في السعودية وخارجها، فالرؤية أسست وألهمت لمنهجية جديدة تسعى إلى القطيعة مع غياب دور الفرد - المواطن، الذي كان سمة معطلة في الثقافة العربية وسبباً في تأخر المشروع الحداثي، بعكس السياق الغربي الذي كانت العلاقة فيه طردية بين تطور مفهوم الفرد وقوة الدولة وازدهارها الاقتصادي، نحن بهذا الفهم للفردية أو الفردانية نتحدث عن فرد جديد في الزمن ما بعد الصناعي القائم على المبادرة الفردية، والابتكار الشخصي، وحرية الناس في التعبير والاتصال وشعورهم بذواتهم؛ حيث باتت هذه المسائل تلعب دورها في الاقتصاد أكثر من السابق بعيداً عن الطروحات الشمولية والجمعية التي عادة ما تنتج قطيعاً من «المؤمنين بالآيديولوجيا»، لا بالوطن الذي يستثمر في أبنائه ويتمحور على أحلامهم وتطلعاتهم.
وإذا كان عام 2020 قد شكل نقطة تحول فاصلة واستثنائية بالنسبة للسعودية بكل المقاييس، رغم التحديات التي يعيشها العالم في محاولة التعافي والتأقلم مع تداعيات جائحة «كورونا» التي لا تزال قائمة، فإن العام القادم يشي بالمزيد من الآمال والطموحات لتحسن الأوضاع والتعافي التام من تأثيرات «كورونا»، وهو ما سيساهم في تأكد وصلابة إيمان السعوديين وفخرهم ببلادهم وهم يشاهدون رأي العين ملامح التحول الوطني الكبير سنة تلو أخرى، الأمر الذي يسهم في منحهم مناعة صلبة ضد حملات الاستهداف والتشويه والاستعداء والتنميط، وهي محاولات باءت بالفشل سابقاً، وقدرها أن تضمحل مع ولادة أصوات منصفة وعاقلة حول العالم لا يمكن لها أن تكذّب هذا الصعود السعودي على مستوى صناعة المستقبل والاستثمار في تجديد الدماء وبث روح جديدة في المجتمع وقطاع الأعمال والحوكمة والشفافية ما عبرت عنه «بلومبرغ» في تقريرها الذي كتبت عنه «جرعة المستقبل في أوردة السعوديين».

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن» ميزانية 2022 ومفهوم «التمركز حول المواطن»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab