حياة المدنيين البقاء للأجدر بالعدالة

حياة المدنيين: البقاء للأجدر بالعدالة!

حياة المدنيين: البقاء للأجدر بالعدالة!

 العرب اليوم -

حياة المدنيين البقاء للأجدر بالعدالة

بقلم - يوسف الديني

ما تثبته تحولات القضية الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أن مقولة «البقاء للأقوى» وسيادة «شريعة الغاب» التي يحاول الكيان الإسرائيلي فرضها كأمر واقع، لا يمكن لها أن تقود إلا لمزيد من التأزم والابتعاد عن مسألة التعايش، فضلاً عن السلام المنشود بمسافات طويلة بقدر حجم الألم والمعاناة للمدنيين في غزة، وبقدر التأثير العكسي لعسكرة المنطقة وإعطاء الميليشيات والمشاريع التقويضية ذريعة ليست في صالح مكتسبات الاستقرار التي تسعى دول الاعتدال وفي مقدمتها السعودية إلى الرهان عليها والبرهنة على أنها الخيار الوحيد كما هو الحال في القضية وقف الحرب فوراً.

اليوم انتقلت المخاوف لدى عقلاء العالم من شقها الإنساني المتصل بحماية المدنيين إلى مناطق جديدة في دراسات الدفاع والأمن والقضايا الجيوسياسية، هناك العديد من الأوراق حول اليوم التالي والأجيال الجديدة ومنسوب العنف المتوقع، وربما ولادة حواضن للتطرف من السهل تغذيتها من المشاريع التي لا تريد للمنطقة أن تستقر، ولذلك فإن الإصرار على مسألة إيقاف الحرب والعدالة والإصرار على معطيات القانون الدولي هو أفضل نموذج مع كل ما يقال عن عدم فاعليته، ومن هنا يمكن أن نفهم تثمين قرار المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرات توقيف بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت باعتبارهما يتحمّلان المسؤولية الجنائية عن جرائم مُرتكبة في فلسطين، كما الحال ما أثاره ذلك من ردود فعل سلبية جداً في التداول السياسي الغربي خصوصاً في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

التمسك بالنظام الدولي رغم كل نقائصه أو هزالة تطبيقاته هو تمسك بالقواعد الدولية التي تقتضي الالتزام من قبل كل الأطراف، ولذلك نرى أن كل خطابات ومواقف السعودية ودول الاعتدال تنادي بضرورة الاحتكام إلى تلك القواعد؛ لأنها من جهة تضع الأزمة في مسارها القانوني وتقطع الطريق على المزايدات، ومن جهة ثانية لأنها منطق كاشف للتناقضات الدولية في المواقف، فأن ترفض الولايات المتحدة قرارات المحكمة الجنائية الدولية تجاه الكيان الإسرائيلي لكنها تدعو إلى تطبيقها في أزمة أوكرانيا؛ فهذه ازدواجية صارخة، ومن هنا يمكن أن نفهم مقاربة دانيال ليفي بمجلة «The Nation» حول تصاعد رمزية القضية الفلسطينية ليس في دول العالم الثالث فحسب، وإنما في الحراك المجتمعي والمؤسساتي في العواصم الغربية؛ لأنه يشكل وفق وصفه: «تجسيداً للتمرّد ضد النفاق الغربي ونظام ما بعد الاستعمار الظالم».

اليوم يمكن العودة إلى أعمال تأسيسية لمسألة أهمية التمسك بالعدالة العالمية وفقاً للفتوحات التي قدمها جون راولز والتي وصفها بـ«قانون الشعوب»، ويعد هذا العمل مهماً بشكل خاص؛ لأنه يشرع نوافذ الأسئلة للتفكير حول النماذج المختلفة للعدالة العالمية، كما ساهم العديد من الأسئلة في المناقشات بما في ذلك الأسئلة التالية: ما هي المبادئ التي ينبغي أن يسترشد بها العمل الدولي؟ وكان مثل هذا السؤال ومحاولات الإجابة عنه هو أن عالمنا اليوم يتغير حيث منسوب الحالات الموسومة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وأشكال الإرهاب التي لم تكن شائعة قبل عام 2001. وما هو الحال في زيادة الاهتمام بانعكاسات الهجرة إلى البلدان المتقدمة الغنية، وزيادة الاعتماد على العمالة الوافدة من البلدان النامية الفقيرة، والتهديدات الهائلة للرفاه والأمن والبيئة، وقد مثلت تلك الأحداث محفزات تتطلب المزيد من العمل على مفهوم العدالة العالمية.

اليوم إنهاء الحرب التعسفية تجاه أهل غزة انتقل من مطلب العدالة إلى مأزق التأثير على الأمن المجتمعي لكثير من الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة الأميركية، والعودة مثلاً إلى الخلاف الذي نشأ حول اللغة التي استخدمتها حركة «Black Lives» (حياة السود) في برنامجها، والذي كشف عن تاريخ طويل من العلاقات المتوترة بين اليهود والسود في الولايات المتحدة الأميركية وكيفية تصاعدها، وهو جزء من قصة تحولات كبيرة جداً. وللحديث عنها بقية.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة المدنيين البقاء للأجدر بالعدالة حياة المدنيين البقاء للأجدر بالعدالة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab