بقلم - حسن المستكاوي
** كم هدفا أهدر لاعبو الأهلى أمام بطل أمريكا الجنوبية وفى أى توقيتات من المباراة؟
** قلت بعد فوز الأهلى على فريق الاتحاد السعودى أن الأهلى مازال فى حاجة إلى مهاجم محترف بدرجة ذهنية عالية. وصحيح أن مهاجمى الأهلى أحرزوا ثلاثة أهداف فى تلك المباراة، وكان ذلك أمرا إيجابيا إلا أن من يمارس عملية تقييم الأداء بشكل عام يجب أن ينظر بعمق، ودقة إلى الأهداف التى هزت شباك المنافس وإلى الأهداف التى لم تهز شباكه.. والموضوع ليس نداء يختفى حين يفوز الأهلى ويسجل، ونداء يعود ويظهر حين يخسر الأهلى.؟
** أهدر بطل إفريقيا فرصة حقيقة للعب المباراة النهائية أمام فريق فلوميننيسى وله أسلوبه الفريد لكنه كان فى متناول الأهلى لاسيما فى الشوط الأول. وإهدار الأهداف ضيع الفرصة بنسبة 50% لكن لبطل أمريكا الجنوبية نسبة 50% أخرى تفوق فيها. حيث أهدر الشحات وكهربا وبيرسى تاو فرص تهديف محققة، ومكررة، ثم عادوا وضيعوا فرصا أخرى وبالمثل طاهر محمد طاهر. وفى المقابل أهدر بطل أمريكا الجنوبية فرص تهديف وتصدت قوائم مرمى الشناوى لكرات خطيرة. إلا أن سباق ضياع الفرص بدأ من الأهلى وهو ما كان يمكن أن يساعد الفريق على الصمود أفضل. ** لماذا خسر الأهلى؟ الإجابة: «لأنه لم يحرز أهدافا من ستة أو خمسة فرص للتهديف. بجانب القرار الخطأ. ومن القرارات الخطأ محاولات حسين الشحات الانفراد بالتسجيل، وإصراره على أنه اللاعب الذى يستطيع أن يحقق الفوز دون غيره من زملاء له كانوا فى مواقف أفضل. ولا أنكر جهد حسين الشحات وتحركاته، لكنه فى لحظات حاسمة اتخذ قرارات خاطئة..
** على الرغم من ذلك قدم الأهلى مباراة جيدة على المستوى الجماعى والتكتيكى والجهد البدنى، وجرى لاعبوه كثيرا وصنعوا الفرص، وأهدروا كل الفرص. وهذا يرجع إلى الضغط والمبالغة فى النظر إلى الكأس بعد عبور الاتحاد. وقد أدى لاعبو الأهلى المباراة بحماس بالغ أفقدهم الهدوء والتركيز، وشتت أذهانهم فى الاوقات الصعبة، وأصعب الأوقات هى مواجهة مرمى المنافس، فى مباراة كبيرة وحاسمة، فتكون النتيجة تسديد الكرة فى يد حارس المرمى بدلا من تسديدها فى أى مساحة خالية بجوار يد الحارس. وهذا فارق كبير وشاسع بين لاعب يملك أعلى درجات التركيز والاحترافية، وبين لاعب يفقد تركيزه فى حالات الاختبار، خاصة حين يكون واعيا بأنه فى حالة اختبار أمام الملايين من أنصاره.
** من أهم ما قرأت خلال المتابعة للبطولة ما صرح به محلل الأداء بالفيفا
هارى لوى: « أن أهم ما يميز كأس العالم للأندية هو توقيته، حيث تجرى البطولة بينما لا تزال بعض الأندية المشاركة فى منتصف مواسمها المحلية، على عكس المسابقات الدولية التقليدية التى تخوضها الفرق فى كثير من الأحيان بعد الانتهاء من مواسمها المحلية.
فأندية مثل مانشستر سيتى الإنجليزى وفلومينينسى البرازيلى تخوض البطولة وهى فى لياقة منتصف الموسم، حيث تتنافس محليا ودوليا. ما يعنيه هذا من الناحية العملية هو أن الفرق تلعب وهى فى ذروة أدائها».
وأوضح لوى: «ما يميز البطولة أيضا أن الفرق التى اعتادت على مواجهة خصوم مألوفين أسبوعا تلو الآخر تجد نفسها فجأة فى مواجهة أندية نادرا ما تواجهها. هذه الديناميكية تضيف طبقة إضافية من الإثارة إلى البطولة، حيث يفكر فريق التحليل فى كيفية تكيف هذه الأندية التى ما تزال تلعب محليا مع التحديات الفريدة التى يفرضها المنافسون غير المألوفين».
** ويذكر أن مجموعة الدراسات الفنية لمونديال الاندية تتشكل من فريق مكون من شخصين هما باسكال زوبيربوهلر وكريستيان جروس»، والأخير لديه معرفة واسعة بالفرق الموجودة فى مصر».
** هل يلعب الأهلى محليا بهذا الإيقاع؟ هذا كلام مهم لعل مدربى الأندية فى مصر يدرسونه ويراجعون ويقرأون ما يصدر عن مجموعات الدراسات الفنية فى جميع البطولات، ففيها ما يحب أن يعرفه الممارس عن العمل الذى يشتغله وعن اللعبة التى يحبها..
** يبقى أن موقع الاتحاد الإفريقى أشاد بأداء الأهلى ووصفه بالرائع فى الشوط الأول ولكنه وصف الخسارة أمام بطل أمريكا الجنوبية بأنها مؤلمة. ولعل التعبير الرياضى الأفضل هو «هارد لك».