الحمد لله رب العالمين

الحمد لله رب العالمين

الحمد لله رب العالمين

 العرب اليوم -

الحمد لله رب العالمين

بقلم - مشعل السديري

بما أننا تجاوزنا منتصف شهر رمضان الفضيل، وبحكم قراءتي وقعت على شخصية تاريخية، ذكرها عبد الله بن مبارك وهو في طريقه عائداً من الحج، وقال:

شاهدت عجوزاً عربية لا تتكلم إلا بالقرآن وهي جالسة إلى جذع شجرة في طريق الحج، فقلت لها: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، قالت: (سلامٌ قولاً من رب رحيم)، وسألتها: ماذا تصنعين هنا؟ قالت: (مَن يضلل الله فلا هادي له)، فسألتها عن وجهتها فقالت: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، وسألتها: وكم لبثتِ هنا؟ قالت: (ثلاث ليالٍ سوياً)، وعدت سألتها: وأين طعامكِ؟ قالت: (هو يطعمني ويسقين)، وكررت السؤال: وأين ماء الوضوء؟ قالت: (... فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً)، وقدمت لها طعام، قالت: (ثم أتموا الصيام إلى الليل) فنبهتها: ليس هذا شهر رمضان؟ قالت: (ومَن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم) فقلت لها: ورخصة الإفطار في السفر؟ قالت: (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)، فطلبت منها قائلاً: تكلمي بمثل لهجتي، قالت: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه)، ولما جاءوا بالطعام قالت لابن المبارك: (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية)، وإلى هنا انتهى هذا الحوار الممتع.

غير أن ابن مبارك لم يتركها ويمضي، بل إنه أكمل معروفه معها إلى أن أوصلها إلى أولادها، الذين فرحوا بها وشكروه وأكرموه، وعرف منهم أن أمهم الصالحة تلك مضى عليها إلى الآن أكثر من أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن الكريم.

ما أروع تلك المرأة، ويمين بالله لو أنني كنت مرافقاً لابن مبارك لقبّلت يديها تقديراً واحتراماً، وهذا يدفعني الآن لأن أعطيكم الفارق الكبير بين تلك العجوز (الصالحة) وبين امرأة أميركية (جايبة العيد)، وموقفها يدل على السلطان المتزايد للمرأة الأميركية في دنيا الأعمال والسياسة، ويذكر النائب الأميركي بوكس هايز قصة سيدة من بروكن ذهبت إلى إدارة المدافن العامة قائلة:

إنني لم أستطع أن أجد قبر زوجي مع أنه مدفون هنا، فسألها المدير: ما اسمه؟ فقالت له: توماس جاكسون، فرجع الرجل إلى سجلاته ثم قال: سيدتي ليس لدينا اسم توماس جاكسون، ولكن لدينا إليزابيث جاكسون فقط، فأجابت السيدة: هذا هو قبر زوجي، فإن كل شيء كان يتم باسمي أنا حتى القبر – بمعنى أنه كان مجرد (شرّابة خرج)، حتى في موته.

والآن لا أملك إلا أن أقول: الحمد لله رب العالمين.

arabstoday

GMT 01:09 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إيران... الرئاسة مرآة القيادة

GMT 01:07 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

على أي رف...؟

GMT 01:04 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

مجرمون... ولكن!

GMT 01:02 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ألغاز أخرى في حرب غزة الخامسة

GMT 00:59 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الجنائية الدولية... مساواة متجنية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمد لله رب العالمين الحمد لله رب العالمين



 العرب اليوم - أول تعليق من حماس على إعلان "فلسطين دولة مستقلة"

GMT 09:00 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن
 العرب اليوم - وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن

GMT 04:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

قمة البحرين

GMT 00:24 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

نسيج العنف... ما بعد حرب غزة؟

GMT 10:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

إطلالات تراثية ملهمة للملكة رانيا

GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 08:58 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي

GMT 22:59 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

إسرائيل تعترض هدفا جويا من الأراضي السورية

GMT 07:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

زلزال يضرب محيط مدينة نابولي بجنوبي إيطاليا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab