بقلم : طارق الشناوي
لعبت الصدفة دور البطولة فى إطلاق اسم هذا الفيلم، عاش المخرج الأكاديمى فى مأزق، رغم أنه يحمل شهادة درجة الدكتوراه فى السينما من روسيا، قرر بعد سنوات من الانتظار، طالت أكثر مما ينبغى، أن يقدم أولى تجاربه على الشاشة.
شرع بالفعل فى التنفيذ، ومعه كوكبة من النجوم، ومع بدايات التصوير اكتشفوا أن النظرى غير العملى، والمخرج (حافظ مُش فاهم)، يعرف القاعدة ويدرسها للطلاب ولكنه لا يجيد توظيفها عمليا.
تأكدوا بمتابعة العديد من التفاصيل أنه يفتقد أهم سلاح؛ ضبط الإيقاع. لم يكن المخرج فى تلك اللحظة، مشغولا بأى شىء آخر، سوى البحث عن عنوان جاذب للفيلم، طلب من الأبطال مساعدته فى العثور على الحل، وبينما هم حائرون يفكرون يتهامسون فى جنون عن المستوى الردىء للعمل الفنى- وصفه أحدهم بـ(الفضيحة)- التقطت أذن المخرج الاسم، واعتقد أنهم يرشحونه له، شكرهم على حسن تعاونهم، وعند عرض الفيلم تأكد الجميع أن الفضيحة فضيحة بجلاجل!.
هذا هو نصف الكوب الفارغ، أقدم لكم الآن النصف الملآن، عندما تأتى الصدفة وتضيف الكثير، مثلا فيلم (أنت حبيبى)، مع اقتراب نهاية الشريط نكتشف أن أنجح أغنيات الفيلم (زينة والله زينة) وجدت طريقها للفيلم بالصدفة، بل ضد رغبة المخرج يوسف شاهين، عندما شاهد فريد الأطرش بطل ومنتج الفيلم النسخة قبل النهائية خلسة بدون علم المخرج، فاكتشف أن زمن الشريط لا يتجاوز فقط ساعة ونصف الساعة، وقال للجميع: «فيلم فريد يجب أن يصبح الأطول»، وهكذا أصروا أن يبحثوا عن موقف يملأون به الزمن، وأضافوا للأحداث عُرسا لأهل (النوبة)، من الممكن دراميا حذفه تماما، شارك فى أدائه بالغناء كل من فريد وشادية وبالرقص هند رستم، وأدى هذا المشهد المقحم لرواج الفيلم، وكان يوسف شاهين يعتبره فى البداية أفشل أفلامه بسبب إقحام تلك الأغنية.
وعن طريق الخطأ، أثناء إقامة أسبوع لأفلامه فى باريس، اكتشف أن الجمهور الفرنسى يردد تحديدا (زينة والله زينة) فأحب الفيلم.
قال لى محمد صبحى إنه ذهب مع رفيق رحلة الكفاح الكاتب لينين الرملى إلى محمد عوض، وكان فى السبعينيات أحد أهم نجوم الكوميديا، ليتفقوا معه على بطولة مسرحية (انتهى الدرس يا غبى)، كان صبحى سيؤدى دورا ثانويا بجوار عوض، إلا أن عوض طلب تغيير الفصل الثالث، رفض لينين إجراء أى تعديلات، وأسند المخرج إنقاذا للموقف الدور لصبحى، وتم تدشينه بعدها نجما جماهيريا، ذهب عوض لمشاهدة العرض، وصعد لتحية الأبطال، وعلى المسرح طلب الكلمة قال للجمهور مازحا: «اعترف لكم أننى طلعت (...)».
عندما استمع محمد رشدى إلى لحن (بهية) اعتذر لبليغ حمدى قائلا غنيت لـ (وهيبة) و(عدوية) و(نجاة ) و(نواعم) وغيرهن من النساء وأخجل أن أضيف لهن (بهية)، فكانت من نصيب منافسه التقليدى محمد العزبى وحققت نجاحا استثنائيا.
تخوف عادل إمام كثيرا من أداء دور (الشيخ حسنى) الكفيف فى فيلم (الكيت كات)، وذهب الفيلم إلى محمود عبد العزيز، قال عادل إمام بعد النجاح الجماهيرى والنقدى للفيلم إنها بالفعل شخصية درامية رائعة، وأثنى أيضا على أداء منافسه محمود عبد العزيز، وكانت تلك أهم غلطة سينمائية ارتكبها عادل لتصبح أهم أدوار محمود عبد العزيز، وكررها فى (رأفت الهجان) اعتذر عادل ليصبح (الهجان) أهم أدوار محمود التليفزيونية.
عرض لينين الرملى ثلاثية بخيت وعديلة بداية على أحمد زكى، تمهل أحمد فى الموافقة، منحه لينين ثلاثة أيام، وعندما لم يأته الرد القاطع، عرض المشروع على عادل إمام وتعاقد على الفور (أخطاء نجم عند نجم فوائد)!.