جيهان بريئة من اضطهاد ثومة

جيهان بريئة من اضطهاد ثومة!

جيهان بريئة من اضطهاد ثومة!

 العرب اليوم -

جيهان بريئة من اضطهاد ثومة

بقلم - طارق الشناوي

نستسلم للحكاية الشائعة، تبعاً للمثل السائر «كذب مرتب أفضل من صدق منعكش»، وهكذا يُجمع الكل أن جيهان السادات وضعت أول أهدافها، بمجرد أن دخلت القصر الجمهوري أن تمحو اسم أم كلثوم من المشهد تماماً، صارت جيهان تحمل لأول مرة لقب «سيدة مصر الأولى» فلا يمكن أن تسمح بوجود «سيدة أولى» ولو حتى في الغناء.
أم كلثوم لعبت دوراً اجتماعياً مؤثراً في زمن عبد الناصر، خاصة أن السيدة تحية زوجة ناصر، لم تكن تُسهم بأي قدر في هذا الشأن.
تنازع أم كلثوم وعبد الناصر في الضمير الجمعي الشعبي لقب «الهرم الرابع»، ثومة الفن، وناصر السياسة.
تعاظم دور أم كلثوم في الغناء للثورة، وللزعيم وفي كل الملمات العربية تجدها أيضاً حاضرة، وهكذا أطلقوا عليها «سيدة الغناء العربي».
جاءت هزيمة 67 لتسخر صوتها من أجل المجهود الحربي، تجوب المحافظات المصرية والعواصم العربية ووصلت إلى باريس، وأنشأت دار «أم كلثوم للخير»، وعندما رحل ناصر، كادت تعتزل.
هل كان الصدام متوقعاً، سيدة قوية تتمتع بـ«كاريزما» استثنائية، مدعمة برئيس جمهورية حقق أهم انتصار عربي في 73، والطرف الثاني، مطربة استثنائية في التاريخ العربي كله، تحتل مساحة من الحب والتقدير، لم يصل إليها أي فنان آخر.
تردد وقتها أن السيدة جيهان منعت أغاني أم كلثوم من التداول عبر الإذاعة والتلفزيون، لم تكن هناك أوراق رسمية، والتعليمات الشفهية في مثل هذه الأمور تسري بسرعة «الفيمتو ثانية» حتى قبل اكتشافه، كما أن التزيد في تطبيق المنع يُصبح هو الهدف، من أجل الحصول على رضا القيادات.
قال لي الفنان سمير صبري إنه أثناء تقديمه مطلع السبعينات لبرنامجه الشهير «النادي الدولي» كان يحرص في كل حلقة على تقديم أغنيتين، واحدة لأم كلثوم والثانية لعبد الوهاب، حيث لاحظ سمير أن موظفاً يأتي إليه قبل بث البرنامج بدقائق يطلب منه استبدال صوت أم كلثوم ولا يسمح بمناقشته.
في حفل رسمي أقامته رئاسة الجمهورية شارك فيه سمير، وكان يشغل الصف الأول بجوار الرئيس والسيدة حرمه، كل من أم كلثوم وعبد الوهاب ويوسف وهبي وتوفيق الحكيم وأثناء مصافحة جيهان السادات للمشاركين، تجرأ سمير وسألها عن حقيقة منع أم كلثوم؟
أخذت جيهان يد سمير، وتوجهت رأساً لأم كلثوم قائلة بصوت عالٍ: «من يستطيع أن يمنع أم كلثوم هو عدو لمصر. هل نضحي بصوتها لكي تبث إسرائيل أغانيها ليل نهار»؟، وقالت لوزير الإعلام: «لا أحد يتحدث باسمي بعد ذلك.. كيف تمنعون أغاني الست»؟، ثم قبلتها على رأسها.
الإقصاء الشفهي وهو آفة الإعلام، نعلم أن بعض دول العالم تلجأ إليه والمبعدون آخر من يعلم. مثلاً في مطلع ثورة 23 يوليو (تموز)، أوقفوا تداول أغنية المطربة رجاء عبده «البوسطجية اشتكوا من كُتر مراسيلي» بحجة أن والد عبد الناصر بوسطجي، كما أنهم صادروا أغنية شادية «أحب الوشوشة» لأنها من وجهة نظرهم تمنح شرعية لسريان الشائعات ضد ثورة يوليو بالوشوشة، مع الزمن سقطت كل تلك الاجتهادات المريضة، بل أنتجت الدولة في زمن ناصر فيلم «البوسطجي»!!
الغريب أن الناس لا تزال حتى الآن تصدق أن أم كلثوم رحلت مقهورة بسبب جيهان السادات، يبدو أنهم لا يزالون يفضلون الكذب حتى لو كان «منعكش»!!

 

 

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيهان بريئة من اضطهاد ثومة جيهان بريئة من اضطهاد ثومة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 02:34 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

شهيد في قصف للاحتلال شرق رفح

GMT 16:22 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 160 ألف شهيد ومصاب

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

الكشف عن البرومو الأول لبرنامج رامز جلال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab