تضاعفت أرقام شباك التذاكر فى ٢٤ مقارنة بـ ٢٣، عدد الأفلام ٤٤ يقترب من العام الماضى، يجب أن نضع فى الحسبان أن سعر التذكرة زاد بنسبة ٢٥ فى المائة، لا نزال نعانى من تضاؤل فى دور العرض، كما أن ساعات الإشغال لا تتجاوز ١٥ فى المائة، وبالتالى لا يتوجه القطاع الخاص لإنشاء دور عرض جديدة، المشروع اقتصاديًا غير مشجع لرجال الأعمال، كيف تتعدل تلك النسبة؟ يجب التفكير جديًا فى تخفيض سعر التذكرة فى الحفلات الصباحية لجذب شريحة اقتصادية تستطيع التعامل مع التذاكر المخفضة، وطبقًا للقانون الاقتصادى القائم على تلك المعادلة (هامش الربح ومعدل الدوران).. من الممكن أن يتناقص هامش الربح ولكن مع توافر معدل دوران متزايد فى إيقاعه، تنتعش دار العرض بالجمهور وفى نفس الوقت تحقق مردودًا اقتصاديًا معتبرًا وترتفع نسبة الإشغال على الأقل للضعف.
يجب ألا ننسى أن فى (المحروسة) عديدًا من المحافظات خالية حتى الآن من الشاشات، ثقافة التعاطى مع السينما أساسًا غير متوفرة مع قطاع من الجمهور، وهى كارثة بكل المقاييس، بنظرة بانورامية سريعة نوقن أن هناك أزمة... ولكن لا يزال هناك أيضًا وميض من أمل، علينا ألا نفرط فى الإمساك به.
تواجدنا فى العديد من المهرجانات العالمية وحصلنا أيضًا على جوائز، مثل (كان) الفيلم التسجيلى (رفعت عينى للسما)، وتمت الحفاوة فى مصر بالفيلم، والصوت إياه المتوجس دومًا بمجرد حصولنا على جائزة عالمية، حاول فى البداية إطلاق (كرسى فى كلوب الفرح)، باءت محاولاته بالفشل، لا نزال نتطلع لانفراجة رقابية، دائمًا هناك سقف لكل شىء، مأزق الرقابة أنها تهبط بعيدًا عن السقف، المفروض أن تصل لذروة المسموح وتتلامس مع السقف، وبهذا يزداد هامش المتاح للتشابك مع المجتمع، وهو ما نترقبه فى الأيام القادمة.
أرقام السينما يؤثر فيها قطعًا بالإيجاب توفر هذا الهامش، نحاول فى عجالة أن نُطل على السينما من خلال مقياس (شباك التذاكر).
المؤكد أن الرقم الذى حققه (أولاد رزق) فى الجزء الثالث عصى على التكرار، تجاوز فى الداخل ربع مليار جنيه، قطعًا الأسباب تتكئ على تواجد مخرج موهوب طارق العريان يدرك كيف يصنع فيلمًا على مقاس الجمهور، مؤكد توافرت إمكانيات ضخمة رصدتها هيئة الترفيه، وأثبتت تلك الشراكة أنك تستطيع أن تتجاوز ما هو متوقع، عندما تمتلك الإرادة، وأظنها على المستوى الإنتاجى معادلة اقتصادية صحيحة تدفع لمزيد من الجرأة لشركات الإنتاج والرسالة أنك من الممكن أن تضخ أموالًا أكثر مما هو متعارف عليه وتضمن أيضًا مردودًا أكثر مما هو أيضًا متعارف عليه، أنتظر أن تتحمس شركات سينمائية لتكرار التجربة بعد أن عاشت كثيرًا مرحلة التردد، التجربة العملية قالت ممكن، عندما نمتلك العقل القادر على إدارة المشروع، قطعًا اختصار الأمر فى ميزانية ضخمة يعنى قراءة خاطئة وقصورًا فى التحليل، الدرس الأهم هو كيف تقدم عملًا فنيًا مبهجًا وملفتًا؟، هذا هو السر، سنكتشف أن أغلب الأفلام التى حققت إيرادات، جمعت بين الأكشن والكوميديا، وبالطبع (أولاد رزق٣) على رأسها.
الجمهور متعطش لكسر النمط، ذهابك للسينما له ثمن، وهو أن تعدك الشاشات بأنك سترى ما هو مختلف عن الفضائيات والمنصات، ويستحق أن تغادر من أجله موقعك من تحت اللحاف.
السينما هذا العام كانت تحمل أملًا، دفعت للمقدمة عددًا من المخرجات، بعضهن فى تجربتهن الأولى، وهو ما يشير إلى أن السينما المصرية التى بدأت على أكتاف النساء (الست)، أطلقنا عليهن (ست ستات)، عزيزة وبهيجة وأمينة وآسيا ومارى وفاطمة، استطعن اقتحام المجهول، لا أنكر أن هناك رجالًا من الباطن لعبوا أدوارًا، ولكن الجرأة والإقدام تكمن فى المرأة.
هذه المرة نحن مع نساء، القسط الأكبر منهن مبدعات ولسن فقط مغامرات، السينما فى هذا العام أعادت مجددًا ليلى علوى للتواجد بقوة فى ثنائية مع بيومى فؤاد الذى لا يزال يحظى بالمركز الأول فى عدد الأفلام التى يشارك فى بطولتها، الوجه الكوميدى الذى تمتلكه ليلى، منحها فيضًا من الألق.
بين النجمات الجدد أتوقف أمام أسماء جلال، فهى الأقرب لتحقيق حالة فتاة الأحلام التى كانت ولا تزال السينما تبحث عنها، لم تقدم أسماء حتى الآن الفيلم الذى يحقق لها تلك الصورة الذهنية، هذه حقيقة، ولم نلمح بعد المخرج المتحمس لهذا الهدف، مشاركتها فى الأفلام لا تزال بجوار النجم البطل، إلا أن فى المشاركات التى شاهدتها لها حتى كضيفة شرف مثل (الحريفة ٢)، تقدمت فيها الصف، وأنتظر فى ٢٥ أن تقدم فى إطار فنى صحيح، فهى حتى كتابة هذه السطور مشروع فنى ممكن فى انتظار من يحيل الممكن إلى واقع.
عودة المرأة كبطلة تكررت أكثر من مرة وليست فقط ليلى علوى، لدينا منى زكى ومنة شلبى، ليلى انتعش معها شباك التذاكر فى الأفلام التى قدمتها خاصة التى جمعتها مع بيومى فؤاد دويتو بينهما كيميائية، منى قدمت أداءً متميزًا فى (الرحلة ٤٠٤)، من أصعب الأدوار، منة شلبى دفع بها الإنتاج فى (الهوى سلطان) للصدارة وحققت الشباك، وهى من الحالات النادرة فى هذا الزمن، التى يقطع فيها الجمهور تذكرة للنجمة، قطعًا أحمد داود شريكها فى البطولة، صارت شركات الإنتاج تثق فى قدرته على الجذب.
السينما المصرية تعودت أن يقود المسيرة فى الكوميديا نجم جماهيرى، وهكذا انتقلنا من نجم إلى آخر حتى توقف القطار عند أحمد حلمى، منذ خمس سنوات وحلمى فى حالة اغتراب عن الجمهور، ولم ألمح منه أى محاولة جادة للعودة، ولم يتواجد بعد الكوميديان الذى يقف على عرش الأرقام ويكتسب حضوره ترقب الجمهور، محققًا السعادة والبهجة، هشام ماجد استطاع بعد مشوار ٢٠ عامًا، أن يصبح هو الورقة الكوميدية الأولى الآن التى يتم الرهان عليها، تواجد فى ثلاثة أفلام، لحق فيلمه الأخير (بضع ساعات فى يوم ما) بآخر أيام العام ٢٤، حتى كتابة هذه السطور لم أشاهده، إلا أنه قدم فيلمين جيدين (فاصل من اللحظات اللذيذة) و(إكس مراتى) الفيلم الأول هو الأفضل، أحمد عز تسيد عرش الإيرادات بين النجوم بفيلم (أولاد رزق) يتمتع بقدرة على الجذب، أداؤه يحمل دائمًا خفة ظل، قطعًا الشريط السينمائى بكل عناصره الفنية والإنتاجية، لعب الدور الأكبر فى تحقيق هذا الرقم، إلا أن عز هو العنوان.
(سينما ٢٤) دفعت بقوة قبل نهاية السباق (الحريفة ٢) باثنين فى كشوف الناجحين، الأول مشروع نجم شباك قادم (نور النبوى)، والثانى كوميديان على الطريق (كزبرة)، على نور إجادة اختيار فيلمه القادم، أما (كزبرة) فهو لا يملك سوى أن يظل متمسكًا بحالة الفطرية التى تحققت له مع الجمهور، ليس هذا هو فقط ما أشارت إليه السينما فى هذا العام الذى أوشك على الرحيل، لا يزال لدى أقوال أخرى، تحدثنا هذه المرة عن كشف الناجحين، المرة القادمة نتناول كشف الراسبين.. ما رأيكم؟!.