التاتو الملعون

التاتو الملعون

التاتو الملعون

 العرب اليوم -

التاتو الملعون

بقلم - طارق الشناوي

كلما قرأت أن النجمة الصاعدة قررت أن تمحو التاتو (الوشم)، عند جراح تجميل، تذكرت رشدى أباظة وهو يزيل من صدره صورة (تمر حنة) نعيمة عاكف، بينما فايزة أحمد التى تؤدى دور شقيقته، تغنى باكية بكلمات مرسى جميل عزيز وموسيقى محمد الموجى (قلبى عليك يا خى من حر قولة أى/ قل للطبيب يا طبيب الجرح جرح صعيب)، طبعا بلا بنج ولا أى احتياطات احترازية، والجرح معرض للتلوث، والقسوة تغلف العيون ودماء (تمر حنة) تنزف على صدر رشدى أباظة، ولكنها واحدة من عادات الغجر، ربما ليست تلك هى الحقيقة، ولكن هكذا تصور مؤلف ومخرج الفيلم حسين فوزى، الذى كان زوجا فى الواقع لنعيمة عاكف، فأضاف هذا المشهد المؤثر الذى أبكانا (من حر قولة أى) التى لم ينطق بها رشدى أباظة، إلا أن عينيه كانتا تصرخان بـ(الأى).

رسم (التاتو) على الجسد ثقافة ضاربة فى العمق المصرى، اكتشفوا عددا من المومياوات الفرعونية عليها عين (حورس) للحماية من الحسد ترسم على الرقبة والأكتاف والظهر، الأوشام تتعدد ملامحها على الجسد ما بين آلهة وحيوانات مثل الثعابين والأسود والنسور.

أغلب من ينتمى للريف أو الصعيد، يتعاملون ببساطة معها، تضآلت فى السنوات الأخيرة إلا أنها لم تختف، قرأت مذكرات أباظى آخر وهو الضاحك الباكى الكاتب الكبير فكرى أباظة، قال إن من أسباب عزوفه عن الزواج هى تلك الحسناء القاهرية التى التقى بها فى حمام سباحة وشعر بأنها هدية من السماء أرسلتها له يد العناية الإلهية، وهى أيضا انجذبت إليه، فقرر الزواج منها، إلا أنها بمجرد أن لاحظت الوشم على قدمه اعتبرتها علامة مؤكدة أنه فلاح ابن فلاح، وقطعت تماما علاقتها به.

فى أعقاب رحيل (اليوتيوبر) الشاب مصطفى حفناوى انتشرت الدعوة لإزالة الأوشام، وهو ما يعد مكسبا إضافيا لجراحى التجميل (اللهم لا حسد)، ولكن ما سر هذه الحملة؟، وما هو السبب الذى دفع عددا لا بأس من الشباب لسرعة التخلص منها؟.

قبل تشييع جثمان مصطفى بدأ يتردد أن الوشم حرام، وقرر الورثة إزالة اسم (آلاء) الطفلة، ابنة شقيقته، التى دفعه تعلقه بها إلى كتابة اسمها على أجزاء متفرقة من جسده، فهل تلك حقا معصية؟، قال لهم أحد المشايخ لا داعى لإزالة الوشم قبل دفن الجسد، لأنه أخذ الذنب فى الدنيا.

هل نصدق أن تراثنا فى الوشم كله حرام فى حرام، ولم نكتشف ذلك فقط إلا قبل أسابيع قلائل؟.

أنا لا أرتاح مثلا إلى كل هذا الصخب الجسدى على أحمد الفيشاوى، لا أرفضه من زاوية دينية حلال أو حرام، فقط أشعر بأنه مبالغ فيه وشكله منفر بالنسبة لى، لماذا صرنا نُخضع كل شىء فى حياتنا لرجل الدين؟!، نسأله فى السياسة والاقتصاد والطب والهندسة والفن والكرة وركوب الدراجة ثم ننتظر المباركة!!.

الموضة فى العالم بين الحين والآخر تسيطر على مفردات ثم تختفى، وبالطبع كل ظاهرة لها أسبابها الاجتماعية والنفسية، سواء فى الانتشار أو الانحسار، وعلينا أن ندرسها ونفهمها لا أن نحرمها أو نجرمها و(قلبى عليك يا خى من حر قولة أى)!!

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاتو الملعون التاتو الملعون



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab