يقلم - طارق الشناوي
الكل ينتظرها، أقصد ضربة الحظ، إنها تلك التى تحيلك فى لحظة من خانة «المديونيير» إلى قائمة «الملياردير»، من غياهب الظلام إلى طاقة النور، من مجرد «كومبارس»، إلى نجم يشار له بالبنان، الفنانة الكبيرة سميرة أحمد قالت لى إنها بدأت حياتها الفنية فى نهاية الأربعينيات، كومبارس صامت تتقاضى جنيها واحدا، لكنها فى أحد الأفلام صارت «كومبارس» متكلم، أى أن أجرها فى هذه الحالة يجب أن يصعد إلى رقم 2 جنيه، ماطلها الريجيسير، ذهبت تشكوه إلى المنتج أنور وجدى، فوجدته يتهلل فرحا، فلقد كان يبحث عن وجه جديد لبطولة أحد أفلامه، وجد فى طلتها ما يبحث عنه، ليتعاقد معها على بطولة الفيلم الجديد مقابل 200 جنيه، وظل أنور وجدى حتى رحيله عام 1955 محتفظا فى جيبه بجنيه سميرة.
كان عادل إمام فى بداية المشوار قد ذهب للمخرج حسين كمال، عندما علم أنه يجرى بروفات ثورة قرية، كان يأمل أن يحصل على دور فى هذه المسرحية التراجيدية، حسين اعتذر لسببين، الأول أنه كان قد قام بالفعل بتسكين كل الأدوار، أما الثانى فإنه لم يقتنع بعادل فى أى دور تراجيدى، بل غير له البوصلة ليتوجه صوب الكوميديا، وأضاف له دورا صغيرا، يقول كلمتين: معايا عسلية بمليم الوقية، وأثناء العرض صارت الجماهير تردد وراءه تلك الجملة، بينما (اللزمة) التى ارتبطت ببدايات عادل هى (بلد شهادات صحيح) فى مسرحية (هو وهى)، لأن العرض تم تصويره تليفزيونيا، بينما (ثورة قرية) التى سبقتها، سقطت مع الأسف من التوثيق، لكن (العسلية) واسمها الشائع، عادل إمام لم يتوقف عن منحنا أطنانا لا تنفد من سكر الضحك والبهجة.
عادل إمام هو الذى رشح محمد جابر ليشارك فى بطولة فيلم قصر الشوق الجزء الثانى من ثلاثية نجيب محفوظ التى أخرجها حسن الإمام، عندما علم عادل أن الإمام يبحث عن وجه جديد، فاقترح عليه أن يذهب ليشاهد محمد جابر الطالب فى معهد المسرح، فمنحه اسمه الفنى نور الشريف، قبل خمسة عشر عاما كان محمد رمضان يقف على باب مسرح سعيد صالح منتظرا اللحظة التى يغافل فيها حارس الباب، فيتسلل إلى بطل العرض، ويعرض عليه أن يمنحه الفرصة، فاصطحبه سعيد إلى الخشبة مباشرة، بلا بروفات، وأجرى معه حوارا تلقائيا فضحك الناس. كانت نبيلة عبيد تقف أمام المحل تشترى ساندويتش طعمية، وقبل أن تهم بأول قضمة، لمحت المخرج عاطف سالم، جريت إليه تطلب منه أن يمنحها فرصة للتمثيل، فأحبها عاطف من أول قضمة، وأسند لها دور ابنة الجيران فى فيلم (مفيش تفاهم) بطولة سعاد حسنى، تؤدى دور فتاة حسناء تمارس (الأيروبك)، يتابعها من الشباك ابن الجيران حسن يوسف، وقالت له لماذا لا أتكلم؟ أجابها بعد الفيلم (مصر كلها ح تتكلم عنك). ملحوظة: كل المعلومات السابقة سبق أن أكدتها نبيلة ما عدا ساندويتش الطعمية، وأصرت أن ما تناولته (جبنه رومى)، بينما عندما سألت عاطف قال لى (طعمية والله العظيم طعمية)!!