بقلم - طارق الشناوي
تعددت الأخبار المتناثرة عن استعداد عمرو دياب لتقديم عمل درامى، هذه المرة جاء الاتفاق المبدئى مع (نتفليكس)، عمرو شاهدناه كثيرا مع مخرجين وكتاب، مثل الكاتبين مدحت العدل وتامر حبيب والمخرجين طارق العريان وساندرا نشأت وغيرهم، وعندما ظهرت معه فى إحدى هذه الصور لأول مرة دينا الشربينى، قال وقتها مداعبا جمهوره إنها من فريق العمل فصار تعبير فريق العمل (إيفيه) له ظلال أخرى!!.
ثم يمضى زمن أسابيع أو أشهر قلائل، وتكتشف أن العمل (معمول له عمل)، فى العادة لا نقرأ أن المشروع تم إيقافه أو تغييره، لكن فقط (لا حس ولا خبر)، البداية رغبة لعمرو والنهاية أيضا رغبة عمرو، فهو الذى يملك القرار، فى الحالتين، لايزال عمرو يشكل قوة جذب درامية تدفع شركات الإنتاج للتعاقد معه، إلا أن مساحات التردد وأشواك الخوف مع مرور الزمن تزداد شراسة.
التجارب الدرامية التى قدمها من قبل لم تحقق النجاح الجماهيرى المتوقع، وآخرها فيلم (ضحك ولعب وجد وحب)، القمة الغنائية التى تربع عليها منذ منتصف الثمانينيات، تؤهله للقمة الدرامية، وأتصور أن تلك هى النقطة الفارقة والصخرة التى كثيرا ما يتحطم عليها مشروعه الفنى، لأنه لن يتنازل عن حقه فى اعتلاء القمة الدرامية.
ليس مطلوبا من المطرب أن يمتلك قدرة موازية على الأداء الدرامى، شادية بين المطربين حالة استثنائية، قدم فريد الأطرش مثلا أكثر من 30 فيلما وحققت أفلامه الإيرادات الأعلى وظل مطلوبا حتى النهاية أمام الكاميرا، رغم انه لا يجيد فن الأداء.
الجمهور فى تلك السنوات كان يكفيه أن يرى مطربه المفضل على الشاشة، رؤية المطرب وقتها كانت لا تتحقق إلا فى الحفلات الغنائية، وهى قطعا متاحة لشريحة اقتصادية معينة بينما السينما بمقابل مادى زهيد تمنحه شعبية أكبر، اغلب المطربين بداية من عبد الوهاب وأم كلثوم وليلى مراد قدموا أفلاما شكلت ذاكرتنا وساهمت فى تغيير المسار الغنائى، بعض الملحنين وقفوا أمام الكاميرا وأسندت لهم البطولة، وهكذا تابعنا أفلاما لرياض السنباطى ومنير مراد ومحمد الموجى.
لم تنجح تجاريا أفلام الملحنين، إلا أنها أكدت أن المزاج النفسى للجمهور يتوجه للفيلم الغنائى، مع الألفية الثالثة صار لدينا (الفديو كليب)، إنه أشبه بكبسولة مرئية مكثفة لا تتجاوز بضع دقائق، وهو ما يضع أمام صُناع الدراما الغنائية تحديا صعبا، فما هو الجديد الذى سيقدمونه للجمهور ليشغل هذه المساحة الدرامية التى يقدر زمنها بالساعات.
عمرو يبدو هذه المرة متحمسا لأن الشركة العالمية لديها البوصلة التى دفعتها إليه، وذلك من خلال قياس استطلاع الرأى العام وتوجه الجمهور.
طبقا لمسيرة عمرو فإن المخرج الأقرب لتحقيق المشروع هو طارق العريان، هل يأتى الفصل النهائى، ونتابع عمرو وهو ينسحب فى هدوء؟ أتصور هذه المرة أن إجراءات عملية ستبدأ فورا.
عمرو لا يبحث عن لقطة ولا هو من الذين يبددون وقتهم فى سرقة الكاميرا، بداخله رغبة ملحة فى التواجد الدرامى، كما أن بداخله مساحة لا يمكن إنكارها من الخوف، هل يقهر هذه المرة أشواك التردد؟!.