زمزمية الطبطبة

زمزمية (الطبطبة)!

زمزمية (الطبطبة)!

 العرب اليوم -

زمزمية الطبطبة

بقلم - طارق الشناوي

بين الحين والآخر تصعد كلمة لتحتل (التريند)، نعيش حاليا تحت ظلال (الطبطبة) التى غناها حسين الجسمى بألحانه وتأليف أيمن بهجت قمر، أطلق عليها (بالبنط العريض)، ولكن الناس وجدت (آه لقيت الطبطبة) هى الأكثر تعبيرا، بين الحين والآخر تكتب أغنية باسم ولكن الناس لا تلتزم به، (أنت فين والحب فين) لأم كلثوم هو الاسم الرسمى لـ(حب إيه). أيمن من أكثر شعراء الأغنية فى الألفية الثالثة، إن لم يكن أكثرهم، قدرة على اختيار الجملة العصرية المشاغبة التى تعرف طريقها للقلب، مثل (فيها حاجة حلوة) متحدثا عن مصر.

(الطبطبة) كانت السبب الأول قبل نحو 15 عاما لذيوع وانتشار اسم نانسى عجرم عندما غنت أيضا لأيمن (أطبطب وأدلع).

أتصور أن الاحتياج لفعل (الطبطبة) السادة بدون حتى معلقتى دلع لعب دورا رئيسيا فى انتشار أغنية الجسمى، الأمر ليس متعلقا فقط بطرافة الجملة لأن (ضحكتك فيها كهربا) ممكن تكسب فى هذه الحالة.

بين الحين والآخر تجد جملة تبحث عنها الناس، مثل (وأنا كل ما أجول التوبة) التى رددها محمد رشدى منتصف الستينيات فى أغنية (حسن المغنواتى) شعر حسن أبو عتمان وتلحين حلمى بكر، وفى نفس التوقيت كانت عنوان أغنية عبد الحليم تأليف عبد الرحمن الأبنودى وتلحين بليغ حمدى، تمكن عبد الحليم من حجب أغنية رشدى بضعة أشهر، حتى تأخذ أغنيته فرصتها منفردة فى الانتشار.

أتذكر أن كلمة الناس كانت هى الموضة فى منتصف السبعينيات، اتصل أحد الملحنين بالشاعر الكبير مأمون الشناوى قائلا: (ياريت يا أستاذ تكتب لنا أغنية فيها كلمة الناس)، فسخر منه قائلا (يعملها زى الناس) ولم يدرك الملحن المعنى فقال له حلو قوى كمل يا أستاذ!!

لو تأملت الموقف واتسعت الرؤية ستكتشف أن كلمات مثل شفافية ومصداقية ارتفعت أسهمها فى السنوات الأخيرة محققة درجات عالية من الذيوع والانتشار لم تحظ بها أبدا من قبل، رغم أنها كانت تستخدم باعتدال فى العقود الماضية، إلا أن الشهرة دانت لها فقط مؤخرا، حيث تتداخل عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية فى تحقيق ذلك.

لديكم تعبير (مُزة) ظهر فى الألفية الثالثة وانتقل من مصر للعالم العربى، بينما هى صفة شعبية متداولة موغلة فى القدم، وتابعوا حوار (خاللى بالك من زوزو) عندما زار سمير غانم تحية كاريوكا، مصطحبا معه أكثر من فتاة جميلة من شارع محمد على، فقالت له تحية (إيه المُزز اللى معاك دول)، مُزة صفة أكثر مباشرة ومادية تتناسب مع هذا الزمن الذى أسقط المراوغة، كان عبد الغنى السيد مثلا يغنى بكلمات أبو السعود الإبيارى وتلحين محمود الشريف (يا ولا يا ولا) لأنه لا يجرؤ أن يقول يا بنت، كما أننا فى أغلب أغانينا نقول حبيبى ونحن نقصد حبيبتى، لو استمع أجنبى للأغنيات وتمت ترجمتها حرفيا لاعتبرها دعوة صريحة للمثلية الجنسية.

فى ظل التباعد النفسى الذى عشناه قبل كورونا، أصبح الآن بحكم الإجراءات الاحترازية تباعدا مزدوجا، جسديا ونفسيا، صرنا جميعا نحتاج إلى جرعات مكثفة من الدفء وهو ما أتاح الفرصة للجسمى لكى ينتشر ويتوغل وهو يحمل (زمزمية) الطبطبة!!

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمزمية الطبطبة زمزمية الطبطبة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 02:34 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

شهيد في قصف للاحتلال شرق رفح

GMT 16:22 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 160 ألف شهيد ومصاب

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

الكشف عن البرومو الأول لبرنامج رامز جلال

GMT 02:32 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

انفجارات تهز مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab