الإجابة تحت الأرقام

الإجابة تحت الأرقام

الإجابة تحت الأرقام

 العرب اليوم -

الإجابة تحت الأرقام

بقلم -طارق الشناوي

خدعوك فقالوا (الجمهور عاوز كده) دلالة على الفن الردىء، والحقيقة أن ذوق الجمهور لا يمكن وصفه أبدا بالردىء، هناك شىء آخر جاذب، لم يفطن إليه النقاد، يحطم الفيلم الإيرادات تحطيما، مؤكد ليس بسبب الرداءة، فتش عن البُعد الاجتماعى، لديكم مثلا أفلام مثل (إسماعيلية رايح جاى) و(صعيدى في الجامعة الأمريكية) و(اللمبى) و(عبده موتة) وغيرها، وجدت فيها الجماهير توجها مغايرا، يُشبه جمهور الشباب الذي يقطع تذكرة السينما، فهو الذي يحدد ملامح النجم الجديد، مثلما حدث مثلا مع محمد هنيدى ومحمد سعد ومحمد رمضان، ويبقى استمرارهم أو توقفهم له علاقة بفن إدارة الموهبة، وهو الدرس الذي أتقنه عادل إمام على مدى 40 عاما.

يسعى الفنان للجمع بين الحسنيين، أقصد أن يقدم فيلماً يحقق أعلى الإيرادات وأن يحظى بتأييد وتعضيد النقاد واحترام الناس، البعض يرى أن هذا هو المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والصديق الوفى!!

ليس صحيحا أن المسافة شاسعة بين ذائقة الناس وما تفضله المهرجانات، لو ألقيت نظرة عين الطائر الخاطفة على أفضل 100 فيلم عربى طوال تاريخنا السينمائى، وهو الاستفتاء الذي أعلنه مهرجان (دبى) السينمائى الدولى 2013، ستكتشف أن 50% منها حققت درجة جماهيرية ضخمة، أي أنها قدمت لغة سينمائية استوعبها الجمهور وانطوت في نفس الوقت على أسرار إبداعية جمالية، منحتها مع الزمن عمرا جديداً، أفلام مثل التونسى (صمت القصور) للمخرجة الراحلة مفيدة تلاتلى والمصرى (الكيت كات) لداود عبدالسيد واللبنانى (بيروت الغربية) لزياد الدويرى وغيرها، حققت مراكز متقدمة في قائمة العشرة الأوائل طوال تاريخنا السينمائى العربى، وكان لها في نفس الوقت مردود ضخم في الشباك.

لو تتبعت أكبر المهرجانات مثل (كان) و( برلين) و(فينسيا) ستكتشف أن الأفلام الجماهيرية ليست بعيدة عن المشاركة واقتناص الجوائز، وفى العادة فإن الفيلم الحاصل على سعفة (كان) أو دب (برلين) أو أسد (فينسيا) يحقق أعلى الإيرادات بعد عرضه جماهيريا. التجارب المعزولة عن الحس الجماهيرى لا أنكر وجودها عبر التاريخ وفى كل دول العالم، ولكنها في إطار الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، وهى أن السينما فن شعبى لا يتنفس بعيدا عن الناس!!

المسافة تقلصت أو في طريقها لذلك، ثم من قال إن أفلام الجوائز تخلو بالضرورة من الحس الجماهيرى؟! لديكم مثلاً (تيتانيك) الحاصل على الأوسكار 1998 حقق أعلى أرقام في الشباك، بينما هو مرصع بـ11 جائزة (أوسكار)، ويعد الآن من بين الأعلى في الإيرادات على مستوى العالم طوال تاريخ السينما، ومن فرط نجاحه أعاد المخرج جيمس كاميرون تقديمه بتقنية الأبعاد الثلاثة 2012 وذلك بمناسبة مرور 100 عام على كارثة السفينة (تيتانيك).

وفى تاريخنا السينمائى عدد من الاستثناءات، وهى تلك الأفلام التي ناصبها الجمهور في البداية العداء، بل وقصف دار السينما عام 58 بالحجارة احتجاجاً عليها، مثل (باب الحديد)، ومع مرور السنوات أصبح فيلماً جماهيرياً، وحظى بالمركز الثانى عربيا بعد (المومياء) المركز الأول، الذي لم يحقق بدوره أيضا عند عرضه مطلع السبعينيات إيرادات تذكر، إلا أنه وعلى مدى نصف قرن عندما يعرض في المهرجانات أو عبر الفضائيات يكتسب (المومياء) أرضا جماهيرية جديدة.

خدعوك فقالوا «الجمهور عاوز كده» والحقيقة أنه (عاوز كده وعاوز كمان كده)، فتش عن البعد الاجتماعى ستجد أن الإجابة كامنة تحت سطح الأرقام!!

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإجابة تحت الأرقام الإجابة تحت الأرقام



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab