معانا ريال معانا ريال

معانا ريال... معانا ريال

معانا ريال... معانا ريال

 العرب اليوم -

معانا ريال معانا ريال

بقلم - طارق الشناوي

أخلت النيابة مؤخراً سبيل أم وأب بكفالة مالية، التهمة ترويع ابنتهما ذات العامين، وتصويرها على «يوتيوب» بغرض التربح، كنت بالطبع منزعجاً لما فعلاه، إلا أنني انزعجت أكثر بسبب قرار النيابة بحبس الأب والأم لأن العقاب الأكبر ستناله الطفلة، عندما تصحو من النوم فلا تجد كما تعودت حضن الأم ولا قبلة الأب.
ما حدث للطفلة «نكتة سخيفة»، وأغلبنا تعرض لشيء مماثل، قبل زمن «النت» كان الرعب مختلفاً، يدفع الأب أو الأم الطفل لأعلى حتى يقترب من السقف ثم يلتقطه قبل أن يصل إلى الأرض والطفل يبكي هلعاً، كما أننا كنا نذهب مع العائلة لما يسمي «بيت الرعب» ونظل نصرخ طوال الرحلة من الخوف، حتى نخرج من الباب الثاني سالمين آمنين ضاحكين.
في كل الأحوال تعهد الأب والأم للنيابة بعدم الإقدام على هذا الفعل مجدداً، وننتظر مع الأيام إغلاق ملف تلك القضية.
بمجرد أن قرأت الخبر تذكرت الطفلة «ياسمين» في الفيلم الذي حمل اسمها، ولعبت دورها فيروز التي كانت تلقب بالمعجزة، وغنت مع أنور وجدي، الدويتو الشهير «معانا ريال... معانا ريال»، أنقذ الفنان الفقير الذي قدم دوره أنور وجدي، تلك الطفلة التي كانت تمارس السرقة، قبل أن تعود إلى أسرتها الثرية، وكانوا قد تخلصوا منها بمجرد ولادتها لأنهم يرفضون إنجاب البنات.
عندما تمثل طفلة في عمل فني يعدّ جريمة، رغم أن مئات من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات قائمة أساساً على الأطفال، مثل سلسلة «وحيد في المنزل»، بطولة ماكولي كولكين، ومجموعة أفلام «هاري بوتر»، ومن أشهر القصص «أوليفر تويست» لتشارلز ديكنز، التي قدمت عشرات المرات في العالم وبمختلف اللغات، وكلها تقع أيضاً تحت طائلة قانون استغلال الأطفال.
عدد كبير من أشهر المطربين غنوا في طفولتهم المبكرة، وتربحت منهم أسرهم مثل أم كلثوم التي كان يصطحبها أبوها الشيخ إبراهيم للقرى والنجوع للغناء، وكانت المكافأة التي تحصل عليها طبق مهلبية ثمنه «مليم»، بينما يحصل هو على الجنيهات.
محمد عبد الوهاب بدأ حياته وهو طفل يغني في الموالد مقابل قروش قليلة، وباسم حركي «محمد البغدادي»، وكان يتلقى الضربات والصفعات المبرحة من شقيقه الكبير حسن عبد الوهاب الذي أراد له أن يُصبح مثله قارئاً للقرآن، وعندما شاهد شاعرنا الكبير أحمد شوقي هذا الطفل في إحدى الحفلات، لجأ للنيابة وتقدم ببلاغ لمنعه، لأنه كان يغني قبل مرحلة البلوغ، وهو ما يؤثر سلباً على أحباله الصوتية.
الغريب أن أحمد شوقي أصبح هو الأب الروحي لمحمد عبد الوهاب، بل ومن أجله قرر أمير شعراء الفصحى، أن ينزل من عليائه، ويكتب له أغاني باللهجة العامية.
ويمر زمن ويشاهد الموسيقار محمد عبد الوهاب في منتصف الأربعينات طفلة موهوبة «نجاة الصغيرة»، وهي تغني، ويكرر الموقف نفسه ويقيم دعوى قضائية لمنعها، وتقرر الدولة رعايتها مادياً، ويسخر منها أشقاؤها قائلين عنها «ابنة الحكومة»، والغريب أن عبد الوهاب كان هو أقرب الملحنين إلى صوتها، ولها النصيب الأكبر من ألحانه.
هل من الممكن أن نستغني عن وجود الأطفال في الأعمال الفنية؟ من المستحيل، إلا أن الأمر بحاجة إلى غطاء قانوني لمنحها مشروعية، وفي الوقت نفسه يحمي الطفل من أي استغلال مقصود أو غير مقصود.
أنا سعيد بالإفراج عن الأب والأم وعودتهما للابنة، وأظن - وليس كل الظن إثماً - أنها غلطة ولن تتكرر!!

arabstoday

GMT 03:47 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كلهم يستعدون لنظام عالمى جديد

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بدأت تشعر لاول مرة بأن ورقة لبنان بدأت تفلت من يدها

GMT 04:20 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

هفوات الزمن الكبير

GMT 03:53 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فاروق حسنى.. (شاهد شاف كل حاجة)!!

GMT 03:33 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معانا ريال معانا ريال معانا ريال معانا ريال



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:13 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 العرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 العرب اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما

GMT 01:53 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يرد على منتقديه في تجمع انتخابي بولاية جورجيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab