مذكرات البرنس عادل أدهم

مذكرات (البرنس) عادل أدهم!

مذكرات (البرنس) عادل أدهم!

 العرب اليوم -

مذكرات البرنس عادل أدهم

بقلم : طارق الشناوي

ربطتنى صداقة أعتز بها مع الفنان الكبير عادل أدهم. الدخول إلى قلب عادل هو الوسيلة الوحيدة لكى يفتح لك باب شقته، وكنت أصعد فى العمارة القديمة بحى الزمالك إلى (الروف) طابقًا بالسلم لأن الأسانسير نهايته الطابق الأخير، وهو يقطن فوق الأخير، كان الطرف الثالث فى تلك الصداقة زوجته السيدة لمياء السحراوى.

فى منتصف التسعينيات قرر عادل بمبادرة منه أن نسجل مذكراته، وفى كل زيارة يصحبنى جهاز تسجيل صغير وأملأ شريط كاسيت، واستمر هذا الأمر خمس أو ست مرات، وبدأ عادل يعانى من تداعيات السرطان، وتوقف المشروع بعد أن أنجزنا الجزء الأكبر منه.

كان عادل فى أكثر من مناسبة، عندما يسألونه عن مذكراته يجيب أنه سجلها معى، كما أن الراحلة زوجته كررت ذلك فى أكثر من برنامج، وأغلب الأصدقاء والزملاء كثيرًا ما يسألوننى عن مصير المذكرات.

ما حدث هو بعد رحيل عادل، كانت هناك إحدى الشركات الإعلامية قد طلبت هذه الأشرطة لطبعها تتخللها مقاطع من أفلامه، ولأن المشروع له شق مادى، وجدت أن من أولى بالتوقيع على الاتفاق هى السيدة لمياء، ومر زمن ولا جديد، حتى رحلت السيدة لمياء قبل ست سنوات، ولا أدرى بالضبط ما مصير الأشرطة، وهل تنبه مثلًا أحد الورثة لأهميتها، أم تم التخلص منها، مثلما رأينا من قبل مذكرا ت أحمد زكى ألقيت أمام باب شقته.

كما أن مذكرات نور الشريف وعدد من صفحات كتبها بخط يده وجدناها بعد رحيله، مع باعة (الروبابكيا) رغم أن زوجته بوسى تبرعت بمكتبة نور لمكتبة الإسكندرية، إلا أن هناك أوراقًا ربما تركها فى المكتب وجدت طريقها لبائعى الأرصفة، أتذكر أننى التقيت الموسيقار الكبير منير مراد قبل رحيله بأشهر قلائل وأمسك بيدى واصطحبنى إلى غرفة صغيرة فى منزله بشارع عدلى فى وسط المدينة.

ووجدت أشرطة من السلك قال لى إن تلك أساسًا كانت فى حوزة والده المطرب والملحن زكى مراد، وتحوى تسجيلات لكل عمالقة الزمن الماضى، بتلك التقنية التى سبقت اختراع الأسطوانة، وكان منير يحتفظ بجهاز يستطيع فك شفرتها وتشغيلها، قبل سنوات تذكرتها وسألت الأستاذ أشرف أباظة ابن ليلى مراد عن تلك التسجيلات النادرة التى تركها خاله الموسيقار الكبير، فقال لى إنه لا يعلم عنها شيئًا.

أغلب الظن أنها وجدت طريقها إلى أحد بائعى الروبابيكيا أيضًا.

كان ينبغى مثلًا أن أحتفظ بنسخة فى منزلى من الأشرطة، التى سجلتها لعادل أدهم، أقول ذلك الآن، بينما وقتها اعتبرت هذا الفعل ضد شرف المهنة، لأن حق التصرف فقط لزوجة عادل أدهم.

شىء من هذا القبيل حدث مع شريط كاسيت سجلته للفنانة القديرة سناء يونس فى أعقاب رحيل الفنان الكبير محمود المليجى 1983، حكت فيه كل تفاصيل زواجها السرى من محمود المليجى. الحوار تم فى بيت الراحل صلاح عبدالصبور، حيث كانت أرملته السيدة الإعلامية سميحة غالب صديقة مقربة لسناء يونس، وربما هى أيضًا التى اقنعتها بإجراء الحوار.

عدت للبيت سعيدًا بهذا السبق، تلقيت فى المنزل- قبل زمن المحمول- اتصالًا هاتفيًا، من سناء تطلب منى أن أعتبر التسجيل كأنه لم يكن، وألقيت بالشريط فى سلة المهملاتـ، وبدلًا من أن أحتفظ به كما هو من المفترض. الاتفاق فقط ألا أذيعه، إلا أننى خشيت مع الزمن أن تدفعنى حاستى الصحفية للنشر، ولا أستطيع السيطرة بحكم المهنة على هذا النهم.

التقيت سناء يونس بعدها عشرات المرات، ولم نتحدث مجددًا فى موضوع محمود المليجى، إلا بعد 19 عامًا فى عزاء الفنانة الكبيرة سناء جميل بالكنيسة، وذكرتها بالموقف فقالت لى (ياريتك ما سمعتش كلامى ونشرت)، وسألتنى عن الشريط لتستعيد الحوار بصوتها، أخبرتها بمصيره الحزين، وتعجبت سناء يونس وتعجبت أنا أكثر منها!.

 

arabstoday

GMT 05:57 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

آيسلندا... غريبة الأجواء

GMT 05:47 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

حلال على “الإخوان” حرام على غيرهم!

GMT 05:41 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

دام هو فدامت هي

GMT 05:36 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

«كورونا» كان أرحم!

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذكرات البرنس عادل أدهم مذكرات البرنس عادل أدهم



هيفاء وهبي بقطع أزياء جلدية أنيقة تناسب أجواء الصيف

القاهرة ـ العرب اليوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab