آدم فقط هو البرىء

آدم فقط هو البرىء!

آدم فقط هو البرىء!

 العرب اليوم -

آدم فقط هو البرىء

بقلم: طارق الشناوي

الوحيد الذى أبدع بدون أن يتأثر بأحد هو (آدم) عيله السلام، لأنه ببساطة أبو البشرية، مادون ذلك وعلى مختلف المجالات ستكتشف أن هناك، فى كل تفاصيل الحياة، مرجعية مباشرة أو غير مباشرة.

لا يمكن لمبدع الادعاء أنه جاء بما لم يأت به الأوائل، ستجد أن أحدا من هؤلاء الذين سبقوه أو عاصروه أو حتى جاءوا بعده، تركوا لمسة منهم ظلت ناضحة على إبداعه.

عندما تجلس إلى كبار الموسيقيين تكتشف الكثير، وكان من حسن حظى أنى لحقت عددا منهم.

مثلا من الممكن أن يمسك الملحن الكبير محمود الشريف بالعود ويقدم مقطعا موسيقيا لأغنية، لموسيقار كبير، ثم يتبع ذلك بالأصل لفنان آخر مصرى أو عالمى، سبق الموسيقار الكبير لتلك الجملة، ليس بالضرورة أن تتطابق بالضبط ولكنك كحد أدنى ستلاحظ أن هناك تأثرا ما.

السرقة الموسيقية تقتضى ضرورة، تتابع أربعة موازير، كما يقضى القانون الدولى، المازوة فى الموسيقى تعنى الجملة فى الكتابة، حتى لو حصل السارق على براءة قانونية، لأنه مثلا لم يتجاوز الموازير الأربع، فهو أول من يعرف أنه كحد أدنى تأثر.

كان الموسيقار الكبير كمال الطويل يقول لى إن ذاكرة الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب مثل (النشافة)- وهى أداة كانت تستخدم فى الماضى بعد الكتابة بالريشة المغموسة فى قارورة الحبر الأسود، من أجل تثبيت الكلمات على الورق- مما يعنى أن تحتفظ ببعض بقايا الحبر، ما كان يرمى إليه الطويل، أن هناك شيئا من موسيقى الآخرين يتبقى فى ذاكرة عبد الوهاب، يستدعيها عند الضرورة، الأمر لا ينطبق فقط على عبد الوهاب، ولكن الكل ومع اختلاف الدرجة لديهم (نشافة)!!.

هل تلك بالضبط هى الحقيقة أم أن هناك أشياء أخرى؟، إنه (موسيقار الأجيال) اللقب الذى صار لصيقا به، وهو ما يعنى عبوره من جيل إلى جيل، متصدرا الصف، وهكذا تتابع فى حياة عبد الوهاب ملحنون من أصحاب المواهب الرفيعة مثل رياض السنباطى وفريد الأطرش ومحمود الشريف ومحمد فوزى ومحمد الموجى وكمال الطويل ومنير مراد وسيد مكاوى وبليغ حمدى وهانى شنودة، وسبقه سيد درويش وكامل الخلعى ومحمد عثمان وداود حسنى ومحمد القصبجى وغيرهم، استوعب عبد الوهاب موسيقى كل هؤلاء، كما أنه أنصت لما يردده الناس فى الشارع، واستمع بإمعان حتى إلى أغانى أحمد عدوية، التى احتلت القمة الرقمية نهاية الستينيات، إلا أنه ظل محتفظا ببصمته الوهابية، عندما تستمع إلى موسيقاه تكتشف أنه الأكثر عصرية، وآخر ألحانه (أسألك الرحيلا) شعر نزار قبانى وغناء نجاة ستجد فيه نبض التسعينيات، لديه قدرة فائقة على هضم ما يجرى فى الحياة، يمارس عمليا مقولة أستاذه أمير الشعراء أحمد شوقى (كن كالنحل يأخذ من رحيق كل الزهور ليعطى عسلا شهيا).

شىء من هذا من الممكن أن تجده فى بقاء عادل إمام أربعة عقود من الزمان على القمة الرقمية، ما منح عادل كل هذه السنوات من التألق أنه يمتلك دائما عقلا يقظا، يتابع الخريطة الفنية والإيرادات بشغف، ليهضم كل المفردات الجديدة.

عادل لم يهاجم أبدا ممن جاءوا بعده، مثلما كان يفعل بعض المخرجين، الذين كانوا يصفون الجيل التالى لهم بأنهم مخرجو (الصراصير)، لأنهم يقدمون أفلاما بها فقر وعشوائيات.

أغلب كبار المبدعين الذين ظلوا متربعين على القمة عقودا متعددة، ستكتشف أنهم لا يتعالوا أبدا على ذائقة الجمهور، بل يهضمون بسرعة (الشفرة) الجديدة، يقدمونها بأسلوبهم وكأنها (النشافة) التى أشار إليها فى البداية الموسيقار كمال الطويل.

لا يوجد بيننا من يدعى أنه (آدم الفن)!!.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آدم فقط هو البرىء آدم فقط هو البرىء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab