زمن جمعية فناني الجيزة

زمن جمعية فناني الجيزة

زمن جمعية فناني الجيزة

 العرب اليوم -

زمن جمعية فناني الجيزة

بقلم - طارق الشناوي

فى الثمانينيات كان للفنانين قبيلة وشيخ كلمته نافذة على الجميع، وهكذا انطلقت جمعية فنانى وإعلاميى وأدباء الجيزة لتضم أغلب فنانى مصر، توافقوا جميعًا على أن الملك فريد شوقى هو القائد والأب الروحى، كانت روح الهواية لا تزال قابعة فى الأعماق، ومن حسن حظنا أن المخرج التليفزيونى الكبير جميل المغازى استطاع أن يوثق بكاميرا الفيديو العديد من هذه الأعمال، وبين الحين والآخر يبثها عبر قناته الخاصة.

الجمعية لا تزال مشهرة تحت مظلة القانون ويرأسها حاليا الموسيقار الكبير حلمى بكر، ولكن لا حس ولا خبر.

لا أتصور أن الأمر له علاقة مباشرة برحيل فريد شوقى عام 98، وإذا لم تخنّى الذاكرة فلقد تم اختيار محمود ياسين ليتولى مقعد الرئيس بعد الملك، ومع مرور السنوات انفرط العقد.

شىء ما تضاءل تواجده فى الوسط الفنى، وهو الإحساس الجماعى صاروا الآن لا يفكرون إلا فى مشروعاتهم الخاصة، بينما فى ذلك الزمن من الممكن أن يذوب فى لحظات التنافس والصراع لتجد أن محمود عبدالعزيز يغنى على المسرح بينما الكورس محمود ياسين ونور الشريف وفاروق الفيشاوى، أو عندما تغنى لبلبة (معانا ريال) وخلفها مديحة كامل ونجلاء فتحى وميرفت أمين كورس. وبمناسبة حصول نجيب محفوظ على جائزة (نوبل) أعدوا رواية (بداية ونهاية) لتقدم على المسرح ويشارك فيها كل هؤلاء العمالقة.

حصيلة الإيرادات تذهب لصالح صناديق النقابات الفنية من أجل الإنفاق على زملائهم الذين أقعدهم المرض أو الشيخوخة.

لا أرتاح أبدا لهذا الكليشيه (زمن الفن الجميل)، وكأن القبح حكر فقط على هذا الزمن، الجمال والقبح وجهان لكل الأزمنة، عيننا أحيانا تلتقط فقط الجمال وأحيانا أخرى لا ترى سوى القبح، وعندما يتعلق الأمر بالزمن الماضى لا نرى فى العادة سوى الجمال، بينما يشغل القبح الآن تقريبا كل المساحة.

الجمعية تحتاج إلى جهد لتوثيقها وأتمنى من المخرج الكبير جميل المغازى أن يبدأ فى تجميع كل ما هو متوفر لديه من أوراق ووثائق وشهود، أتذكر مثلا حفلا قديما شاهدته مؤخرا على (اليوتيوب) لنور الشريف وهو يعزف على الأورج ثم نكتشف فى نهاية العرض أنها أصابع هانى مهنا، وعلى المسرح نرى فريد شوقى يكرم أستاذيه نجيب الريحانى ويوسف وهبى ويقدم بصوته مقاطع على المسرح من أعمالهما الشهيرة.

من الذى كان يرصد الأموال لكى نتابع كل هؤلاء العمالقة؟ كانوا جميعا متبرعين بوقتهم وإبداعهم لإنجاز هذه المهمة، التى اعتبروها مقدسة، لم يكن قد بدأ بعد زمن الفضائيات، فلا تسويق ولا عائد مادى ولا شىء سوى أن روح الهواية قد سكنتهم جميعًا.

من الذى يقود المسيرة الفنية الآن؟ من هو الذى يجلس على مقعد الملك؟ لا يوجد بين الفنانين من ينطبق عليه توصيف الأب الروحى، وليس هناك أمل فى عودة تلك الجمعية لنشاطها، إلا أن توثيق هذه التجربة واجب، أتمنى من الصديق كاتب السيناريو محمد الباسوسى، رئيس المركز القومى للسينما، أن يضعه على قائمة أهدافه، مثل هذه الومضات الاستثنائية فى حياتنا يجب أن نرصدها، قبل أن نكتشف مع الأيام أن بقايا الزمن قد تبخرت من بين أيدينا وذاكرتنا

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن جمعية فناني الجيزة زمن جمعية فناني الجيزة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab