أوزبكستان ترقص على إيقاع فريد الأطرش

أوزبكستان ترقص على إيقاع فريد الأطرش!

أوزبكستان ترقص على إيقاع فريد الأطرش!

 العرب اليوم -

أوزبكستان ترقص على إيقاع فريد الأطرش

بقلم -طارق الشناوي

هل كان يحلم الموسيقار الكبير الراحل فريد الأطرش أن أغنيته «يا زهرة في خيالي» سوف تعيش كل هذه العقود من الزمان ويستمع إليها الملايين في دولة أوزبكستان؟ اليوبيل الماسي (75 عاماً) للقصيدة يحل العام القادم. الفن قادر على اختراق حدود الزمان وخصوصية الوجدان. كثيراً ما كان فريد يؤكد في كل أحاديثه أن الغرب يتأثر بإنتاجنا الموسيقي، وغير صحيح أننا فقط نأخذ منهم، بل هم أيضاً كثيراً ما يرددون أغانينا.
فوجئت في أحد الحفلات التي تقام على هامش مهرجان «طشقند» السينمائي الدولي في دورته «21» بقصيدة فريد الشهيرة تعزفها الفرقة الموسيقية، ويرددها المطرب الأوزبكستاني بدقة وتمكُّن ولا يخطئ في اللغة العربية، القصيدة من شعر صالح جودت، وأبدعها فريد على إيقاع «التانغو»، فهو من أوائل الموسيقيين في العالم العربي الذين استعانوا بهذا الإيقاع الغربي. فريد أصرّ على الإبقاء على كلمة «أذبلتها» رغم أن كُثراً وجدوا أن ظلال الكلمة تَحول دون غنائها، ولكنّ فريد رفض أن يستقطع التعبير من سياقه «جنت عليها الليالي - وأذبلتها الأيادي».
في أوزبكستان أعادوا كثيراً غناء القصيدة، وأغنيات أخرى لعمرو دياب ونانسي عجرم وموسيقى لعمر خيرت مثل «ضمير أبلة حكمت». كنت أتصور في البداية أن الفرقة الموسيقية عندما علمت بهويتنا العربية أرادوا مجاملتنا، إلا أنني اكتشفت أن تلك الأغنيات وغيرها تُعزف يومياً.
في هذا المهرجان الساحر الذي يعود للحياة بعد توقف 24 عاماً بقرار من رئيس الجمهورية شوكت ميرضياف، تأكدت أن هناك رغبة رئاسية في أن يتمكن المهرجان من استرداد مكانته على خريطة السينما في العالم. انطلق عام 68 واستمر حتى عام 97 رغم استقلال أوزبكستان عن الاتحاد السوفياتي عام 91. كان يقام مرة كل عامين بالتبادل مع المهرجان العريق «موسكو»، الذي صار يُعقد سنوياً، وهذا هو أيضاً ما قررته إدارة «طشقند»، المهرجان يقفز فوق حاجز السينما، ليلقي بظلاله على الدولة الثرية بتراثها الحضاري التاريخي والإسلامي، ورغم أن المهرجان في كل دول العالم يرتبط بالمدينة التي تحمل اسمه، فإن «طشقند» امتدت فعالياته إلى مدن أخرى مثل بخارى وسمرقند، حيث كانت تُعرض الأفلام المشاركة في المهرجان بعد أن تتم «دبلجتها» إلى اللغة الأوزبكستانية مع كتابة تعليق بالإنجليزية.
الغياب كل هذه السنوات من المؤكد يسحب الكثير من رصيد المهرجان، ولكنّ الإدارة الجديدة تسعى لكي يسترد مكانته، وهكذا يلعب سحر أوزبكستان دور البطولة في عودة المهرجان إلى مكانته التي يستحقها.
المهرجان في سنوات البدايات كان يشكّل للعالم العربي هدفاً للوجود، كما أن الجوائز التي يمنحها يضعها الفنان العربي في مكانة متميزة، وهكذا مثلاً نجلاء فتحي تعتز كثيراً بأنها عام 1990 حصلت بفيلم «أحلام هند وكاميليا» لمحمد خان على جائزة أحسن ممثلة من «طشقند».
في دولة أوزبكستان رغبة وتوق لكل ما هو عربي، وبمجرد أن يدرك المواطن الأوزبكستاني أن هناك حواراً بالعربية، يرهف السمع، حتى لو لم يدرك المعنى. اللغة العربية لها مكانتها، وفي كثير من المواقع التراثية يحرصون بجوار اللغة الوطنية «الأوزبكستانية» و«الإنجليزية» أن تترجَم أيضاً إلى العربية.
دولة ساحرة تملك خصوصية في كل التفاصيل كأنها حكاية خيالية اقتُطعت من «ألف ليلة وليلة» لتعيش على أرض الواقع، وترقص «تانغو» على نغمات «يا زهرة في خيالي»!

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوزبكستان ترقص على إيقاع فريد الأطرش أوزبكستان ترقص على إيقاع فريد الأطرش



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab