فى انتظار سيد سالم

فى انتظار سيد سالم

فى انتظار سيد سالم

 العرب اليوم -

فى انتظار سيد سالم

بقلم - طارق الشناوي

كسر عبدالحليم الحاجز الوهمى بينه وبين الجمهور، إنه يشبه (الحائط الرابع) الذى أسقطه رائد المسرح الألمانى بريخت، الممثل على المسرح يفترض وجود حاجز بينه وبين الجمهور فلا يحدث تواصل مباشر، العندليب كثيرا ما كان يجرى حوارًا مع الناس، بل وصل به الأمر لأن يتناول أقراص الدواء، وفى أخرى انفلتت منه كلمات الغضب عندما تصور أن هناك مؤامرة حيكت ضده لإفشال قصيدة (قارئة الفنجان).. حرص العندليب فى حفلاته الأخيرة على تقديم المؤلف والملحن وعازفى الفرقة للجمهور.

على الجانب الآخر، نجد أم كلثوم تجلس على كرسى أثناء عزف المقدمة الموسيقية، ثم تشرع بعدها فى الوقوف والغناء، كانت الجماهير تعرف أسماء بعض العازفين من المشاهير مثل الملحن محمد القصبجى (العود) وأحمد الحفناوى (الكمان) ومحمد عبده صالح (القانون)، وكلًّ من هانى مهنا (أورج) وعمر خورشيد (جيتار)، حققا الشهرة من خلال العزف فى فرقة (الماسية)، التى صاحبت عبدالحليم فى كل حفلاته، وأيضا عباس فؤاد عازف (الكونترباس) الذى انتزع لقب عباس (عظمة) بسبب (صولو) فى (إنت عمرى).. وهى من المرات القليلة التى تتاح فيها لتلك الآلة الضخمة تقديم عزف منفرد، هتف أحد المتفرجين (عظمة على عظمة على عظمة)، فصار (عباس عظمة).. باقى العازفين لم يكن يعرفهم الناس، كلما ازدادت نجومية المطرب، خفَّ حضور العازفين، فما بالكم بأم كلثوم!، إلا أن سيد سالم عازف الناى بفرقة (الست) تمكن مرتين من سرقة الأضواء.. (السوشيال ميديا) لها أيضا بُعدها الإيجابى، أعادت لنا واقعتين.. وهكذا رأينا فى الأولى سيد سالم عندما وجد أن ذاكرة أم كلثوم خانتها وهى تردد أحد مقاطع (إنت عمرى)، أول مرة اعتقد أنها ستصلحها فى الثانية ولكنها فى الإعادة لم تتذكر الكلمات، على الفور لعب سيد سالم دور الملقن، ونحّى الناى جانبًا حتى لا تخطئ فى الثالثة.. نعم، صوته ارتفع عن المطلوب، لم يكن أمامه حل آخر لإنقاذ (الست).

المرة الثانية، فى أحد مقاطع (بعيد عنك)، وضع الموسيقار بليغ حمدى (صولو) للناى، وفى العادة تجرى أم كلثوم عشرات من البروفات قبل الحفل، وتسمح فيها بالاجتهاد وحضور الملحن، وعلى الجميع بعدها الالتزام فى الحفل بما تم الاتفاق النهائى عليه.. سيد سالم وهو يؤدى هذا المقطع تلبسته نشوة الإبداع، خرج عن النص، استمعنا هذه المرة إلى صوت أم كلثوم وهى تقول (إيه ده)، والجملة تعنى الاستحسان أو الاستهجان، محمد عبده صالح (المايسترو) أيقن أنها استحسان، أعطى أوامره للفرقة بالإعادة، فصفق الجمهور لسيد سالم أكثر وأكثر، وانتشت أم كلثوم أكثر وأكثر وأكثر.

إنه الخروج المحسوب عن النص.. أتذكر مقولة للكاتب الكبير الراحل على سالم: (أحيانا يكون الخروج عن النص دخولا إليه).

نحتاج فى العديد من تفاصيل حياتنا وعلى كل المستويات إلى الخروج عن القوالب سابقة التجهيز المعدة سلفا، فى انتظار سيد سالم!!.

arabstoday

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى انتظار سيد سالم فى انتظار سيد سالم



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab