قَسَم «الزوال»

قَسَم «الزوال»

قَسَم «الزوال»

 العرب اليوم -

قَسَم «الزوال»

بقلم - محمود خليل

في إحدى جولات معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص في خلافة عمر بن الخطاب، وهي واقعة نهر شير، وقف هاشم بن عتبة ينظر إلى جنود الفُرس، ويستمع إليهم وهم يقسمون: لا يزول مُلك فارس ما عشنا، بعدها فوجئ بهم يدفعون بأسد كبير في اتجاه المسلمين، يخوفونهم به، كان من الطبيعي أن يصاب الناس بالرعب ويهرولون، لكن «هاشم» ثبت في مكانه، وأخذ ينظر إلى الأسد القادم، التقط سهمه وأخذ يتحين الفرصة لاصطياده حتى تمكن منه، ثم صعقه بسيفه، وقد فعلها في مشهد أبهر كل من حوله، وجعل الخائفين يطمئنون ويهتفون باسمه، ويمجدون سيفه ويطلقون عليه «المتين»، أما القائد سعد بن أبي وقاص فقد أقبل عليه وقبّل رأسه، تقديرًا له على ما فعل.

قد يرى البعض في هذه القصة نوعًا من المبالغة، لكن العقل يمكن أن يقبلها في ظرفها وسياقها، فاستخدام الحيوانات الشرسة أو المفترسة كان شائعًا في ذلك الزمان، يستخدمه العديد من الأطراف التي دخلت في حروب ضد أهل الجزيرة العربية. فقد استخدم الأحباش الفيلة في حملة أبرهة على مكة، واستخدم الفرس الأسود في مواجهة الزحف العربي عليهم بقيادة سعد بن أبي وقاص.

وإذا كان هاشم بن عتبة قد اشتهر بين معاصريه بهذه الواقعة العجيبة، فإن كتاب التاريخ لم يهتموا به بما يكفي، لأنه كان من المنحازين إلى علي بن أبي طالب ضد معاوية وحارب معه في «صفين»، رغم أن البعض يصنفه ضمن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، أو من كبار التابعين في أقل تقدير، وهو أيضًا ابن شقيق سعد بن أبي وقاص، وواحد من قواد معركة القادسية بجولاتها المختلفة.

لم يظهر دور هاشم بن عتبة ويلمع اسمه فوق سطور كتب التاريخ إلا في معركة القادسية، حين تمكن من اصطياد الأسد الذي أرعب جنود سعد بن أبي وقاص، ثم حمل على الفرس فأزالهم عن أماكنهم وهزمهم، وهو يتلو قوله تعالى: «أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال»، وقد أراد «هاشم» من خلال هذا الاستدعاء القرآني التلميح إلى ما أقسم به جنود كسرى من قبل: «لا يزول ملك فارس ما عشنا». كان المشهد جديرًا باسترجاع إحدى الآيات التي تحمل معنى عميقًا يصف ما حدث فيه وغيره من المشاهد الإنسانية الشبيهة.

وقوله تعالى «أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال» جزء من الآية القرآنية الكريمة التي تقول: «وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال». والآية جزء من خواتيم سورة إبراهيم، ومثلها مثل كل خواتيم السور القرآنية، يفضي التأمل المتعمق لها إلى استخلاص العديد من السنن أو القوانين التي تحكم أساليب تفكير وسلوك البشر على اختلاف الزمان والمكان.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قَسَم «الزوال» قَسَم «الزوال»



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab