الألعاب الهزلية

الألعاب الهزلية

الألعاب الهزلية

 العرب اليوم -

الألعاب الهزلية

بقلم - د. محمود خليل

سؤال الغنى والفقر من أخطر الأسئلة التى يهتم بها بنو آدم. طلب على بن أبى طالب من ولده الحسن -شيخ الحكمة- أن يعرّف له الغنى فقال: رضى النفس بما قسم الله لها وإن قلَّ، فإنما الغنى غنى النفس، ثم سأله عن معنى الفقر، فأجاب: الفقر شره النفس فى كل شىء.

الغنى الباحث عن المزيد من الثراء فقير، والفقير الراضى غنى. والغنى كما يقول الحسن هو «غنى النفس». الأصل فى البحث عن المزيد من المال أو الأملاك أو المقتنيات هو الطمع.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب».

والتوبة هنا هى توبة عن الطمع، وإلا بماذا نفسر أن الرضا هو الجائزة الكبرى التى يفوز بها المؤمن الذى يعرف أن ما عند الله خير وأبقى؟.

يقول الله تعالى: «وسيجنبها الأتقى الذى يؤتى ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى».

والبحث عن المزيد -المدفوع بالطمع- هو أصل الفساد فى الحياة، وأصل إفسادها أيضاً، لأن الطامع الباحث عن المزيد لا بد أن يسلك أى طريق يؤدى به للوصول إلى ما يطمع فيه، بغض النظر عن طبيعة هذا الطريق، أكان فاسداً ملتوياً أو مستقيماً مشروعاً.

الطامعون فى غير الستر هم الذين يقفون وراء شيوع النفاق داخل المجتمعات، والتربح غير المشروع، واستغلال النفوذ، والسطو على حقوق الغير، والاحتكار، والتلاعب بأقوات الناس، وتطفيف الميزان، وغير ذلك من موبقات تؤدى إلى تسميم حياة الناس.

الرضاء هو أصل السعادة فى الحياة، وليس حجم ما يحوزه الإنسان من مال أو متاع أو ممتلكات. وللمصريين مقولة نافذة تقول: «الرضا بالمقسوم عبادة»، بل قل إنه قمة العبادة.

فالراضى بالمقسوم تشغله طاعة الله، وجوهر طاعة الخالق العظيم يرتبط بالحمد على ما أعطاه، أما الباحث عن المزيد فمشغول بالمعصية، خصوصاً حين لا يهمه أن يحصل على هذا المزيد من طريق مشروع أو غير مشروع.

ويتعجب المتأمل للتعريف الذى قدمه شيخ الحكمة الحسن بن على لمفهوم الفقر، وذكر فيه أنه «شره النفس فى كل شىء». فالفقر لا يعنى قلة المال فى اليد، بل الأصل فيه هو الشره فى كل شىء.

وصف «الشره» يعبر عن فكرة «الولع بالاستهلاك» بالمصطلح المعاصر.

هذا الولع هو الذى يؤدى إلى الفقر، أو يرسخ الإحساس بالفقر داخل النفس.

فهو يؤدى إلى الفقر، حين يندفع إليه الفقير محدود الرزق فى الحياة، وينسى احتياجاته الأساسية، فيتسبب سلوكه هذا فى إفقاره، وهو من ناحية أخرى يرسخ إحساساً بالفقر داخل من يعجز عن اقتناء التعابير السلعية والخدمية لرذيلة الاستهلاك، لأنه لا يملك ثمنها.

لعبة الطمع فى المزيد والجنوح نحو الاستهلاك من أكثر الألعاب هزلية فى الحياة.

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الألعاب الهزلية الألعاب الهزلية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab