تحويش العمر
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

تحويش العمر

تحويش العمر

 العرب اليوم -

تحويش العمر

بقلم - محمود خليل

سأل علي بن أبي طالب ولده الحسن عن معنى ومدلول السماحة في الحياة، فأجابه: السماحة هي البذل فى العسر واليسر، بعدها سأله عن معنى ومدلول الشح، فأجاب: أن ترى ما فى يديك سرفا وما أنفقته تلفا.تكاد تكون ثنائية "السماحة والبخل" من أبرز المعايير التي تقاس بها إنسانية الإنسان، ومدارها دائماً هو سلوكه نحو الآخرين، ومنسوب عطائه لهم، وتحديد "الحسن بن علي" لمعنى هذه الثنائية يؤكد لنا من جديد على نظرته العملية الإصلاحية للحياة، فهو لا يميل إلى التعاريف المجردة للقيم الكبرى في الحياة، بل يبحث دائماً عن أثرها السلوكي، سواءاً في حياة الفرد أو الجماعة.

السماحة كما يراها "الحسن" تعني البذل والعطاء للآخر في العسر واليسر. وهو درس تعلمه داخل البيت الذي رُبّي فيه، بيت علي بن أبي طالب، وفاطمة بنت محمد، رضي الله عنهما. فقد ذهب بعض أهل التفسير -كما يذكر القرطبي- إلى أن الآية الكريمة التي تقول: "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا" نزلت في علي بن أبي طالب، وفاطمة، وجارية لهما اسمها "فضة".

وقد بذلوا طعام صيامهم على مدار ثلاثة أيام متصلة لمسكين، ويتيم، وأسير. وإذا كان "القرطبي" قد رجح، في تفسيره، أن هذه الآية نزلت في جميع الأبرار، فعلي وفاطمة، رضي الله عنهما، أولى بالبر من غيرهم.تربى "الحسن" رضي الله عنه في بيت يقيم الوزن كل الوزن لفضيلة "الإيثار"، ويؤمن أهله بأن المؤمن هو من يبذل لغيره، في العسر واليسر، وقد كان من الحكمة أن يضع "الحسن" العسر قبل اليسر، لأن العطاء في حالات الشدة وخلال الظروف المعيشية الضاغطة يكون أصعب على الفرد، ومن يمد يد المعونة إلى غيره في مثل هذه الظروف يكون سهلاً عليه العطاء في فترات اليسر.

تعال بعد ذلك إلى معنى الشُّح ومدلوله لدى الحسن بن علي وستجد أنه حدده في أمرين: الأول هو البخل على الذات، والثاني هو البخل على الآخر. فالشحيح هو من يرى أي إنفاق على نفسه يعد إسرافاً، أما المال الذي ينفقه على غيره فيعتبره مالاً ضائعاً تالفاً، لا عائد من ورائه.

والشح -كما تعلم- هو أصل الفشل والخيبة في الحياة، والله تعالى يقول: "ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون". وهو أيضاً -كما بين القرآن الكريم- جزء من تركيبة الإنسان: "وأُحضرت الأنفس الشح"، لذلك فمن يتغلب على هذه الآفة التي تسكن نفسه هو الأقدر على إدارة حياة ناجحة.

النعم التي حباها الله للإنسان يجب أن يظهر أثرها عليه.. يقول الله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث". فالإنسان يستطيع أن يدخر المال والممتلكات ويبخل بها على نفسه، لكن هل يستطيع أن "يحوش عمره"؟!.

البخل أو التقتير على الذات وعدم الاستمتاع بنعم الله يمثل قمة التغفيل، فصاحب هذا الفكر ينقضي أجله وهو يعذب نفسه بالتحويش، وحتى إذا استفاق في لحظة وحاول تصحيح أسلوبه في الحياة، فقد يأتيه في هذه اللحظة الموت، ويخلف ما تركه من مال لغيره، ليستمتع به، وقديماً قيل "مال الكنزي للنزهي".

أما البخيل المقتر فإنه يذهب إلى ربه ليحاسب على بخله وتقتيره، وعزوفه عن الإنفاق على ذاته أو العطاء للآخرين.المؤمن في نظر الحسن بن علي هو من يبذل ولا يبخل على نفسه أو من حوله ما دام يملك القدرة على ذلك.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحويش العمر تحويش العمر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab