«الغلوشة» والقيادات الجامعية

«الغلوشة».. والقيادات الجامعية

«الغلوشة».. والقيادات الجامعية

 العرب اليوم -

«الغلوشة» والقيادات الجامعية

بقلم - محمود خليل

خبر أعقبه خبر. الأول يقول بالقبض على رئيس إحدى الجامعات الإقليمية فى قضية فساد مالى، والثانى يشير إلى القبض على عميد معهد للدراسات العليا ومدير المشتريات بإحدى الجامعات تلقيا مبالغ مالية على سبيل الرشوة من أحد المتعاملين مع الجامعة.

كان لهيئة الرقابة الإدارية فى الحالتين الدور الأساسى فى الكشف عن الواقعتين، مما يؤشر إلى تواصلية وتمدد الدور الذى باتت تقوم به فى مكافحة الفساد بصورة تجعله محل إعجاب من جانب أفراد المجتمع المصرى الطامحين إلى الإصلاح.

وإذا كان أداء الرقابة الإدارية يثير الإعجاب، فإن الواقعتين وما يشابههما داخل بعض الجامعات تثيران العجب فيما يتعلق بأسس ومعايير عملية اختيار القيادات الجامعية، ومدى التزام القائمين عليها بتحرى المعايير الموضوعية الدقيقة التى تفرز أكفأ العناصر فى المواقع المختلفة.

المتهم برىء بالطبع حتى تثبت إدانته، فماذا لو أثبتت التحقيقات إدانة الطرفين محل الاتهام فى الواقعتين؟ ثبوت الإدانة يعنى أن هناك «حاجة غلط» فى آلية الاختيار. قد تستغرب إذا قلت إن الحاجة الغلط تلك تتمثل فى «الغلوشة».

المفترض فيمن يتقدم إلى وظيفة قيادية داخل الكليات أو الجامعات أن يكون ممتلكاً لجملة من الشروط، تشمل الكفاءة البحثية فى تخصصه، وكفاءة الأداء التعليمى، وتمتعه بالخبرات الإدارية التى تمكنه من قيادة المكان، وعلاوة على ذلك لا بد أن يكون لديه رؤية واضحة وخطط عملية دقيقة لكيفية تطوير المكان الذى سيتولى قيادته، فالإدارة لا تقتصر على تسيير الأمور، بل تتأسس على فكرة التطوير، وإحداث النقلات النوعية فى الأداء، وإلا تراجع المستوى العام داخل المؤسسة التعليمية.

من المفترض أن المتقدمين لشغل وظائف القيادات الجامعية يعرضون أمام اللجان المختصة التى تشكلها وزارة التعليم العالى المسوغات والعناصر التى تؤهلهم للموقع على مستوى الكفاءة العلمية والتعليمية وأنشطة خدمة المجتمع الجامعى والمجتمع العام، وبالإضافة إلى ذلك يقدمون خططاً للتطوير المستقبلى للمؤسسة التى سيتولون قيادتها.

من يراجع الإجراءات السابقة لاختيار القيادات الجامعية سيسأل: وماذا بها؟ وأقول له: ليس بها أى شىء، بل هى إجراءات قادرة على تحديد الأفضل والأقدر عند الالتزام بأسس التقييم الموضوعى، وتحديد أسماء المرشحين للموقع طبقاً لترتيب معين.

المشكلة تظهر عندما يعاد ترتيب المرتب «موضوعياً» على أسس جديدة ومخالفة لأية معايير موضوعية، تهب معها رياح «الغلوشة»، لتظهر معايير أخرى جديدة، من بينها مثلاً دوائر العلاقات العامة التى يعتمد عليها المرشح، والدوائر العائلية التى ينتمى إليها ومستوى ثقلها، ومدى اجتهاد المرشح فى تدبيج وصلات المديح أمام كل كبير ولحساب كل من يظن أن بإمكانه أن يدعمه، وقدرته على شرخ صوته وهو يهتف ضد الفساد والتخريب ويدافع عن التقوى والإصلاح، وكفاءته فى الغناء للوطن وعلى الوطن و«يا حبيبتى يا مصر»، وقدرته على تسخير إمكانيات المكان لخدمة أهداف لا صلة لها بالعلم أو التعليم أو أدوار الجامعة فى دعم المجتمع.

حزمة المعايير الثانية تمثل فى بعض الأحوال الأساس الذى يتم الاعتماد عليه فى اختيار القيادة الجامعية، والنتيجة دائماً تساوى المزيد من قضايا الفساد التى تكشف عنها الرقابة الإدارية.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الغلوشة» والقيادات الجامعية «الغلوشة» والقيادات الجامعية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab