شيء من الحرب

شيء من الحرب

شيء من الحرب

 العرب اليوم -

شيء من الحرب

بقلم - خالد منتصر

السلاح السرى الذى استخدم بعد هزيمة ٦٧ كان هو الفن، سواء اُستخدم عن قصد من السلطة، أو تم تشكيله من الفنانين والناس بطريقة عفوية، إنها كما سماها المؤلف فى كتابه أغانٍ مسيلة للدموع إنه الفن المقاوم للموت، الكتاب هو شىء من الحرب الصادر عن دار ريشة، والمؤلف هو الصحفى محمد توفيق، أنت على ميعاد مع وجبة من المتعة والدهشة على مائدة هذا الكاتب الصحفى الدؤوب، لقطاته التاريخية ذكية ولماحة ولها دلالات مهمة.الماضى مسكوباً فى قنينة الحاضر لاستشراف المستقبل..كل صفحة من هذا الكتاب هى كادر سينمائى أحياناً يذيقك مرارة وأحياناً بهجة وأحياناً تلمس عبثاً وكوميديا سوداء فى هذا الشريط السينمائى الصادم.

هذا الكتاب عن الفن المصرى من ٦٧ إلى ٧٣.. من ولا يهمك م الأمريكان يا ريس ويا أبوخالد يا حبيب بُكرة هتدخل تل أبيبإلى ع الربابة وصباح الخير يا سيناستعرف ظروف خروج شنبو فى المصيدة فى رمضان ما بعد الهزيمة!أفلام للكبار فقط وسينما تنتقد النظام ومسرحيات تمررها الرقابة وهى مليئة بالألغام السياسية.

ستشاهد حفل الرابع من يونيو على الجبهة.. أناشيد ملتهبة لنظام كارتونى سرعان ما سقط بعدها بيوم!!، فى الكتاب أسرار من الأرشيف الصحفى غاية فى الأهمية، هى طرفة أحياناً وكارثة فى أحيان أخرى، قصة القط والفأر ما بين الرقابة والفنان، والفنان والسلطة، منع فيلم قصر الشوق ثم السماح به، وكذلك ميرامار لكمال الشيخ، والمتمردون لتوفيق صالح، والقضية لصلاح أبوسيف، وشىء من الخوف لحسين كمال، كيف كانت مؤسسة السينما حينذاك تنتج مثل هذه الأفلام الجريئة التى تنتقد النظام والاتحاد الاشتراكى، وتقف ضدها الرقابة، ثم يدور نقاش عنيف داخل مجلس الوزراء ويشارك فيها عبدالناصر شخصيا، كيف اقتحم مسرح القطاع الخاص ساحة النقد السياسى بكل قوة مع فرقة تحية كاريوكا ومسرحية البغل فى الإبريق؟، أم كلثوم وما فعلته من أجل المجهود الحربى من مسرح الأولمبيا فى باريس إلى مسرح الخرطوم فى السودان، ما هى الكلمة التى تم تغييرها فى أغنية المسيح لعبدالحليم حافظ؟ كيف أثرت مظاهرات الشباب ضد محاكمات قادة الطيران فى ١٩٦٧، وكيف فتح لهم السادات رئيس مجلس الأمة أبواب البرلمان؟، بداية ظهور تيار غنائى على يسار النظام، نجم والشيخ إمام، وكيف تحول حوش قدم إلى قبلة المثقفين، وكيف دخل الشيخ إمام إلى إذاعة صوت العرب وهو الذى يعتبر اللسان اللاذع الذى يهاجم النظام، ما هو دور الصحفى والناقد الكبير رجاء النقاش؟ ستحتار مع كل هذا الكم من التفاصيل وهذه اللقطات الموحية الموجعة، هل تدين مثقفى وشعراء هذا الزمن؟ وهل كانوا مخدوعين ومصدقين أم مشاركين ومتآمرين؟ستقع فى حيرة كبيرة..من «عدَّى النهار» التى لمست أوتار القلوب لأنها خاصمت الهتاف الزائف.. إلى «ع الربابة» التى حركت شغاف القلب ومآقى الدمع مع عبورنا إلى الضفة الأخرى واقتحامنا لبارليف والانتصار على ضعفنا قبل أن ننتصر على قوة العدو.كتاب مكتوب بعذوبة ونفس سينمائى وإيقاع ما بين حزن مقام الصبا وبهجة الفالس.شكراً للكاتب الشاب الجميل محمد توفيق، الذى قابلته لأول مرة فى معرض هذا العام صدفة.

arabstoday

GMT 03:07 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 03:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

GMT 02:59 2024 السبت ,18 أيار / مايو

هل كان المتنبي فظاً؟!

GMT 02:57 2024 السبت ,18 أيار / مايو

التكلفة الباهظة للفقر

GMT 02:52 2024 السبت ,18 أيار / مايو

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

GMT 02:49 2024 السبت ,18 أيار / مايو

هل اختل التوازن العالمي؟

GMT 02:44 2024 السبت ,18 أيار / مايو

منظومة القيم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيء من الحرب شيء من الحرب



اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 11:26 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
 العرب اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 04:01 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
 العرب اليوم - الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة

GMT 14:34 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

وفاة مطرب سوري وضاح إسماعيل بعد صراع مع مرض

GMT 03:05 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هزة أرضية تضرب ولاية البويرة في الجزائر

GMT 09:11 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت

GMT 01:19 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين: كثر الكلام وقل الخبز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab