رسائل هيلاري والإخوان الأمريكان

رسائل هيلاري والإخوان الأمريكان

رسائل هيلاري والإخوان الأمريكان

 العرب اليوم -

رسائل هيلاري والإخوان الأمريكان

بقلم - خالد منتصر

وصلتنى رسالة من الصديق المفكر والمحلل السياسى والطبيب طارق عبدالحميد، الشهير بتوفيق حميد، والذى يعيش فى أمريكا منذ فترة ويمثل شوكة فى ظهر الإخوان هناك، يتصدى لهم فى كل مناسبة بمنطقه القوى الهادئ والمفحم، ولذلك تُعد رسالته فى هذا التوقيت مهمة جداً لفهم الوضع هناك، كتب د. طارق عبدالحميد:

كان إعلان إدارة الرئيس ترامب مؤخراً عن قرار نشر إيميلات هيلارى كلينتون أثناء وجودها فى البيت الأبيض بمثابة صاعقة على القيادات الأمريكية التى احتضنت جماعة الإخوان المسلمين فى عهد الرئيس السابق أوباما.

فالأمر سيفضح أموراً كثيرة عن علاقة منظمة الإخوان المسلمين التى كانت وراء انتشار فكر التطرف وجماعاته الإرهابية فى معظم أنحاء العالم بهيلارى كلينتون وأعوانها.

وقد تجلى دعم هيلارى كلينتون للإخوان فى العديد من الأمور، فأصبحت هوما عابدين، وهى المقربة لجماعة الإخوان المسلمين، هى أقرب مستشارة لها فى البيت الأبيض الأمريكى. ولم يقف الأمر عند هذا فحسب، بل أصبحت المنظمات المدعومة بالإخوان مثل منظمة «كير» الأمريكية هى مصدر المعلومات والناصح لإدارة أوباما لإدارة ملفات الشرق الأوسط.

وتجلت هذه العلاقة المشئومة فى قرارات مصيرية مثل ترك منظمة داعش الإرهابية، وهى أحد أذناب منظمة الإخوان، تنمو فى وضح النهار أمام أعين إدارة أوباما دون تدخل لمنع نموها بل ورفض لكل النصائح المقدمة إليه، والتى نصحت بوأدها فى بداية ظهورها.

وكان لعلاقة هيلارى كلينتون ونظام أوباما بالإخوان تأثير واضح فى مواقفهم من ثورات الربيع العربى، فنزول الشعب بالملايين كما حدث فى ثورة 25 يناير وتدخل الجيش لإزاحة رئيس الدولة حينذاك عن الحكم أصبح فى نظرهم ثورة محمودة لا بد أن يدعموها بكل الوسائل، أما تكرار نفس الشىء ألا وهو تدخل الجيش لإزاحة الرئيس الإخوانى محمد مرسى عن الحكم بعد نزول 30 مليون مصرى ضده فى ثورة 30 يونيو فهو فى نظر نفس الإدارة «انقلاب» مرفوض تماماً!

وهذا الكيل بمكيالين يوضح مدى تأثير منظمة الإخوان على صنّاع القرار الأمريكى فى عهد هيلارى كلينتون.

وقد يتساءل البعض: كيف يتفق طرفان قد يكونان فى الواقع على طرفى نقيض فكرى؟! فمن ناحية ها هى منظمة الإخوان التى تقول إنها تريد دولة إسلامية تضع يدها فى يد من يروجون بقوة لزواج المثليين! ومن ناحية أخرى تقبل هيلارى كلينتون التى تتظاهر بأنها داعمة الحريات وضع يدها فى يد من يقهر المرأة ويبيح الرق ويقضى تماماً على هذه الحريات! والأمر ببساطة أن كلاً من الطرفين كان يستفيد من الآخر ولكن بصورة مختلفة.

فمن ناحية الإخوان كان اختراق الإدارة الأمريكية خطوة رئيسية لإزالة الحكومات التى تقاومهم فى الشرق الأوسط كمرحلة للسيطرة المطلقة عليه بعد ذلك.

أما عن هيلارى كلينتون وإدارة أوباما فكان أحد الأهداف من وضع يدهم فى يد الإخوان هو خلق نوع من عدم الاستقرار والصراعات والتفكك فى الشرق الأوسط تجعل جميع أطراف هذا الصراع فى احتياج دائم لدعم أمريكى وتعطى إدارة أوباما وداعميه القدرة على السيطرة على مقدرات هذه الشعوب.

أما الهدف الآخر من خلق هذه الصراعات فكان عمل نوع من الاضطرابات فى منطقة منتجة وواعدة فى إنتاج البترول والغاز الطبيعى فى المرحلة القادمة حتى يتجه العالم للاعتماد فقط على الطاقة البديلة (والتى تدعمها هيلارى كلينتون بشراسة) بعيداً عن هذه الصراعات واحتمالات تأثيرها على إمدادات الطاقة للدول الصناعية الكبرى فى المستقبل.

واستمرت هذه العلاقة التى تباع فيها الأوطان وتموت فيها كل معانى الحرية والإنسانية، وكلا الطرفين سعيد بتحقيق أهدافه حتى انقلب السحر على الساحر وجاء الرئيس الأمريكى ترامب ليقلب الطاولة عليهم ويعلن عن بداية نشر إيميلات هيلارى كلينتون السرية والتى حاولت إخفاءها من الوجود بكل الوسائل!

ونشر هذه الإيميلات قد يكون بداية السقوط الحقيقى لمنظمة الإخوان فى الفترة القادمة، خاصة إذا تمت إعادة انتخاب الرئيس ترامب لفترة ثانية!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل هيلاري والإخوان الأمريكان رسائل هيلاري والإخوان الأمريكان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab