بقلم -خالد منتصر
ما معنى اللقاح أو الفاكسين الذى ينتظره العالم من سارة جيلبرت، رئيسة الفريق البحثى بأكسفورد؟، اللقاح هو ما يُسمى بنوع ناقل فيروسى يعتمد على سنوات من البحث من قِبل سارة جيلبرت وأدريان هيل رئيس معهد جينر، والفريق المعاون، تصنع اللقاحات التقليدية بشكل ضعيف أو معطل من الجراثيم التى تُسبّب العدوى لتحفيز الاستجابة المناعية، هذه اللقاحات ليست سهلة التطوير والإنتاج بسرعة، بل هى أبطأ من الأدوية العلاجية بكثير، لأن اللقاح سيُحقن للأصحاء وهذه مغامرة بحثية كبيرة، طوّر فريق أكسفورد تقنية يمكنها تسريع العملية باستخدام فيروس غير ضار كنوع من حصان طروادة لنقل المواد الوراثية لمسبّبات الأمراض إلى الخلايا لتوليد استجابة مناعية، فى حالة Covid-19، أخذت جيلبرت ما يُسمى بفيروس الشمبانزى الغدى (فيروس نزلات البرد الشائع)، وأدخلت مادة وراثية من بروتين ما يُسمى بالسنبلة السطحية لفيروس سارس - CoV - 2، كوسيلة لخداع جهاز المناعة وتحفيز الأجسام المضادة والمستويات العالية من الخلايا التائية القاتلة، وهى نوع من خلايا الدم البيضاء التى تساعد جهاز المناعة على تدمير العدوى، لقاح «جيلبرت» يشبه اللقاح الذى طورته الشركة الصينية CanSino Biologics Inc. الفرق بين الاثنين بسيط، لكنه قد يكون حاسماً، يستخدم CanSino الصينى ناقلاً يعتمد على فيروس بشرى أصيب به الكثير من الأشخاص بالفعل. أظهرت الاختبارات المبكرة أن الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة موجودة مسبقاً للفيروس قاموا بتحييد اللقاح قبل أن يتمكن من الحصول على استجابة مناعية قوية ضد السارس CoV-2، إذاً يتم تدمير حصان طروادة قبل أن تتمكن القوات من الخروج، وتقوم شركة جونسون آند جونسون بتطوير لقاح مشابه يعتمد على فيروس غدى بشرى، كل هذه اللقاحات القائمة على الفيروسات الغدية لها ميزة على المرشحين الآخرين، وهى أنها تحتاج فقط إلى الاحتفاظ بها مبردة، بدلاً من تجميدها، مما يسهل توزيعها فى جميع أنحاء العالم.
من المحتمل ألا يكون اللقاح الناجح فعالاً بنسبة 100٪، بغض النظر عمن سيفوز بالسباق لا تنتج جميع اللقاحات ما يُسمى بمناعة التعقيم، حيث ينتج الجسم الأجسام المضادة المحايدة التى تمنع الفيروس من دخول الخلايا، بعض اللقاحات لا تمنع العدوى، لكنها تحفّز جهاز المناعة للحماية من المرض، لقاح شلل الأطفال لدى جوناس سالك لا يوقف العدوى، لكنه يمنع المرض الذى شل الملايين، وهذا ما نحتاجه فعلاً، لقاح مثل لقاح شلل الأطفال، وهذا مستبعد فى الزمن القريب.
فى أعقاب تفشى فيروس إيبولا، استجابت «جيلبرت» لدعوة من منظمة الصحة العالمية للباحثين، للتوصل إلى طرق للاستجابة بسرعة لمجموعة من مسببات الأمراض الناشئة، كان يعنى وجود خطة لـ«المرض X» - المجهول، قبل تقديم Covid-19 كسيناريو مرض الكابوس X، بدأت «جيلبرت» العمل على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو فيروس كورونى آخر يسبب الالتهاب الرئوى، وهدّد بإثارة أزمة صحية عالمية، ظهرت لأول مرة فى عام 2012 فى المملكة العربية السعودية، لكن لم يحدث تفشٍّ حتى عام 2014، وكان قاتلاً أكثر بكثير من Covid-19، مما أسفر عن مقتل نحو ثلث المصابين، وهكذا العلم يستفيد بتراكم الخبرات وهذا ما فعلته سارة جيلبرت عندما استفادت من تجربة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.