حقوق المرأة لا توهب بل تُنتزع

حقوق المرأة لا توهب بل تُنتزع

حقوق المرأة لا توهب بل تُنتزع

 العرب اليوم -

حقوق المرأة لا توهب بل تُنتزع

بقلم - خالد منتصر

فى يوم المرأة المصرية لم أجد أفضل من رسالة الباحث المتميز سامح عسكر حول حقوق المرأة، أترك له المساحة:البعض يظن أن حقوق المرأة تؤخذ فقط بالأخلاق والعقل، هذا غير صحيح، مصطلح حقوق المرأة ظهر رفيقاً لمصطلح آخر وهو «المرأة العاملة» فى القرن 19م فتنبهت النساء أن حقوقهن ارتبطت أساساً بالعمل، وهنا يسأل سائل: كيف صبرت الأنثى طيلة هذه الفترة حتى نالت حقوقها؟

والجواب: للأمر بُعد سيكولوجى.. فالإنسان الضعيف دائماً يعيش الصورة التى يراه بها الآخر، وفور اكتشاف بواطن قوته ومواطن شدته وبأسه يتخلص فوراً من تلك الصورة ويثور ويتمرد.. وهذا تفسير لكيفية اندلاع الثورات، هذا ما حدث للأنثى، عندما كانت لا تعمل (كانت ضعيفة) والحجة أن الذكر هو من ينفق ويبذل الجهد، والتحول بدأ من القرن 19 فى الثورة الصناعية وحاجة الأثرياء للعمال فاضطروا لتشغيل النساء، ولأن هذا القرن كان مليئاً بالحروب الكبيرة التى قتل فيها (ملايين الذكور) اشتدت الحاجة للنساء فاضطرت رؤوس الأموال لترضيتهن بأجور مرتفعة.. ومن هنا كانت اللبنة الأولى لما يعرف لاحقاً بـ«حقوق المرأة»، أى أن الذى جاء بحقوق المرأة.. هى المرأة نفسها، وكلما تعززت الحاجة للنساء فى العمل ارتفعت مطالبهن بحقوق أخرى، والدليل أن الثورة الحقوقية الكبرى للنساء بدأت فعلياً بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، نأتى بقى للشيوخ فهم لديهم علم جزئى بتلك الأسباب التى جعلت العالم يعترف بالمرأة، فجعلوا أول مطالبهم تتمثل فى ثلاثة مطالب:

1- ممنوع الاختلاط.. ليعزلوا الأنثى مرة أخرى عن كل مظاهر المجتمع الحديث

2- ممنوع تشغيل المرأة فوظيفتها البيت والأطفال.. لتعود المرأة كما كانت مجرد كائن طُفيلى يحتقرونه آناء الليل وأطراف النهار.

3- ممنوع ولاية المرأة على الرجل.. لتعود سيطرة الذكر مرة أخرى كما كانت منذ العصر الحجرى حتى القرن 19م.

قصة الحجاب والنقاب ليست هى الأساس، فالرجل بطبعه شهوانى يريد للمرأة أن تتحرر، ولكن هذه الأزياء متسقة تماماً مع الطلبات الثلاثة عاليه، فالحجاب والنقاب يساعدانهم على منع الاختلاط وعدم تشغيل المرأة واستحالة ولايتها على الرجل.. فلا يوجد ذكر سيولى عليه امرأة لا يعرفها أو أن يسمح بتشغيل أنثى يعلم تماماً أن هذه الأزياء ستعيقها عن العمل، المرأة عندما عملت وارتفعت مطالبها بالحقوق والفرص ارتفع وعيها وفطنت لحقوق ضائعة مهدرة منها (حرية الملابس) فقضية الحجاب نشأت فى هذا الجوّ، أنه وطالما العدالة هى المساواة بين الجنسين فالعدالة لا تتجزأ وينبغى على الذكر أن يستتر هو الآخر حفظاً لحقوق الأنثى.. وهنا كانت الضربة القاصمة التى أثارت المتشددين الذكور وحفزتهم على الثورة على تلك الأفكار الجديدة، ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن كل الذكوريين وأعداء المرأة لن ينجحوا، وسيظلون فى مؤخرة الجدول ما دام النساء يتصدرن الدول كحكام والشركات والمزارع كعاملات والصحف والإعلام كمفكرات لهن رأى معتبر، والأحزاب كعناصر لهن وزن اجتماعى.. وسيظل الدعاة كارهو المرأة يصرخون دون أى تأثير على مجريات الحياة، فالثابت أن مسار الحياة الإنسانى يتطور نحو العقل والعلم والمساواة والحقوق.. لا العكس، صحيح أن العالم يدفع ضريبة ذلك التطور وما من أمة متخلفة إلا وتُضحى جراء الانتقال، لكنها ضريبة أشبه بوقود القطار يجب أن يحترق ليسير فوق قضبانه، فالقطار هو الحياة المتطورة باستمرار، ومن يحاول وقف القطار يدهسه.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقوق المرأة لا توهب بل تُنتزع حقوق المرأة لا توهب بل تُنتزع



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab