معركة التنوير الحقيقية

معركة التنوير الحقيقية

معركة التنوير الحقيقية

 العرب اليوم -

معركة التنوير الحقيقية

بقلم - خالد منتصر

صدر كتاب مهم فى فرنسا عن «دار غاليمار» الباريسية الشهيرة، بعنوان «النبى والجائحة»، للمفكر جيل كيبل، وقد قدم له الكاتب هاشم صالح قراءة فى منتهى الدقة والروعة فى جريدة الشرق الأوسط، سأحاول فى هذا المقال أن أشرككم معى فى بعض منها، فهو يفتح فيها نافذة تفاؤل جديدة لإمكانية التنوير فى العالم العربى، يقول الكتاب:

لن يظل السؤال: هل هذا الشخص سنى أم شيعى؟ عربى أم كردى؟ مسلم أم مسيحى؟... إلخ، وإنما سيصبح هو التالى: هل هذا الشخص حداثى تنويرى فى فهمه للدين أم تقليدى ظلامى؟ هل يشد إلى الأمام أم يشد إلى الخلف؟ هل يستوعب الدين الإسلامى بشكل عقلانى واسع متسامح أم بشكل طائفى ضيق متعصب؟ وهل أنت من أتباع طه حسين ونجيب محفوظ أم من أتباع حسن البنا وسيد قطب؟ باختصار شديد: هل أنت من أتباع إسلام الأنوار أم إسلام الظلام؟ هذا هو السؤال المركزى الذى سوف يهيمن على المثقفين العرب طيلة العشرين أو الثلاثين سنة المقبلة.

المعركة مندلعة، إذن، بين تيارين كبيرين: الأول يريد أسلمة الحداثة، والثانى يريد تحديث الفكر الدينى. الأول يريد إبقاءنا إلى الأبد سجناء ما يدعوه محمد أركون بالسياجات الدوغمائية المغلقة، والثانى يريد إخراجنا منها، ولكن بصعوبة شديدة وألم مرير.. فنحن قد وُلدنا فيها، وتعودنا عليها، ورضعناها مع حليب الطفولة، وتربينا عليها فى البيوت والمدارس والجوامع والجامعات والفضائيات... إلخ، فكيف يمكن أن ننفصل عنها؟ نفضّل أن تُزهق روحنا على أن يحصل ذلك!

لا يعتقدن أحد أن الإسلام السياسى يعيش الآن أجمل لحظاته، فالواقع أنه فقد شعبيته إلى حد كبير من بغداد إلى تونس. قبل عشر سنوات فقط، كان مترعرعاً مسيطراً على ما يُدعى «الربيع العربى». ولكن الثورات التى اندلعت مؤخراً فى العراق ولبنان والجزائر والسودان لم تندلع باسمه أبداً، ولم تكن له فيها مشاركات تُذكر، على عكس ما حصل سابقاً. وهذا شىء مفرح بالنسبة لقضية التنوير العربى، وهو دليل محسوس على أنه يمكن تجاوز جماعات الإخوان المسلمين، وبقية جماعات الإسلام السياسى، وهو كذلك يثبت صحة مقولة هيجل عن مكر العقل فى التاريخ، فالعقل الكونى يستخدم الشر لتحقيق الخير، أو قل لا يمكن أن يتوصل إلى الخير إلا بعد المرور بمرحلة الشر. وهذا ما اكتشفه المتنبى قبل هيجل بزمن طويل: «ولا بد دون الشهد من إبر النحل». ينبغى أن ندفع ثمن التقدم عداً ونقداً. ينبغى أن ندفع ثمن كل خطوة إلى الأمام دماً ودموعاً. وهذا أذكى أنواع «المكر»، بالمعنى الإيجابى النبيل للكلمة، لأنه يعكس الشر ضد ذاته. بمعنى آخر، لولا الفظاعات التى ارتكبتها حركات الإسلام السياسى فى الجزائر إبان العشرية السوداء، لما فقد الأصوليون السيطرة على الشارع فى «الحراك» الذى حصل مؤخراً. هذه أشياء ينبغى أن تقال. قبل ذلك كانت الجماهير مخدوعة بالإسلام السياسى، بل كانت تعتقد أنه الحل والخلاص والترياق، فإذا بها بعد عشر سنوات فقط تكتشف الخيبة والمرارات، فالإسلام بصيغته التكفيرية الظلامية لا يمكن أن يكون حلاً، وإنما فقط بصيغته التنويرية. ولكن الانتقال النهائى من هذه إلى تلك قد يستغرق عشرات السنوات المقبلة، كما علمتنا تجربة أوروبا ذاتها. وبالتالى، فنحن لا نعتقد أن المسألة قد حُسمت تماماً.. هذه قضية كبيرة، هذه قضية القضايا ومعضلة المعضلات، ولكن حصل تقدم فى السنوات الأخيرة، والشعوب العربية سائرة نحو الاستنارة لا محالة.

 

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة التنوير الحقيقية معركة التنوير الحقيقية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab