صراع البيرفيكشن

صراع البيرفيكشن

صراع البيرفيكشن

 العرب اليوم -

صراع البيرفيكشن

بقلم - خالد منتصر

بعد مشاهدة موكب المومياوات الملكية بدقته وإبهاره وروح الرغبة فى الكمال التى سرت فى أوصال كل من شارك فى هذا الحدث المبهر، قمة البيرفيكشن كما يصفه الأجانب، بعدها تساءلت إذا كنا نستطيع أن نفعل كل ذلك وبكل هذا التميز، فلماذا نرى فى الشارع سلوكيات «الطلسأة» و«اللكلكة» و«الطناش»، تحكمنا ثقافة «إلا خمسة»، كل شىء نفعله «إلا خمسة» و«ناقص حتة» أو «سيكا»، كما يقولها الجيل الجديد!، لماذا كل تلك الحوادث على الطرق التى أساسها ثقافة الطلسأة والسربعة، وعبارة «يعنى هى جت على دى»! لماذا كل تلك الأطنان من أهرامات القمامة فى الشوارع ثم نأتى لنضيف إلقاءها فى الترع التى نظفتها الدولة كنوع من التعود والألفة مع القبح؟ لماذا الكسل فى صيانة ما بعد الصناعة والإنشاء؟ لماذا يبنى شخص خمسة أدوار مخالفة أو يفتتح مصنعاً فى عمارة ليس فيه أى نوع من أنواع الحماية المدنية ويستخدم أدوات قابلة للاحتراق تنفجر مع أول شرارة؟ لماذا الطلسأة والطناش فى إبلاغ عطل قطار أو تجهيز فرملة أمان فيه؟ عدم التزام أو اهتمام فى الشارع بالإجراءات الاحترازية، بطل مسلسل فرعونى مكسل يحلق لحيته.. إلخ، مظاهر طلسأة كثيرة صارت تحكم تفاصيل حياتنا، تندهش وأنت ترى أن هؤلاء المطلسئين ينتمون إلى نفس البلد الذى نفذ الموكب الملكى، وهم فى نفس الوقت أحفاد هؤلاء الفراعنة العظام ملوك الدقة والبيرفيكشن فى الفن والحياة.

قبل الموكب بأيام حالفنى الحظ وحضرت حدثاً شاهدت فيه ذلك «البيرفيكشن» لايف، الاحتفال بمئوية د. ثروت عكاشة فى مكتبة الإسكندرية ومشاهدة جناح شادى عبدالسلام، وهما مثالان على هذا البيرفيكشن أو الرغبة فى الكمال والدقة الشديدة واحترام التفاصيل، حكى د. مصطفى الفقى أن عكاشة كان يراسله من أجل شريحة لعمل فنى يرسلها له من النمسا لاستكمال معلومة فى مجلداته عن الفن، وحكى شقيقه د. عكاشة عن وسوسته ومراجعته الدقيقة وحرصه على البحث عن المعلومة من مصدرها، حتى إنه فى مذكراته السياسية كان يطلب ممن كتب على لسانهم شيئاً أن يوقعوا بجانب الكلام أنهم قد قالوه بالحرف! وكان عكاشة الكبير يطلب من شقيقه الأصغر وهو فى باريس أن يذهب إلى اللوفر ويكتب وينقل كل ما يتعلق باللوحات فى كراسة ويمنحه مكافأة على أدائه لتلك المهمة!

أما المخرج شادى عبدالسلام فهو قصة وحكاية من الممكن أن يكون ملخصها أو عنوانها المخرج المهووس بالبيرفيكشن، الباحث عن الكمال، كان يطارد التفاصيل ويبحث فى المراجع وكأنه يعد رسالة دكتوراه، عندما أعد فيلم «إخناتون» حوّل البطل محمد صبحى إلى تلك الشخصية بكل ملامحها وكأنها صورة كربون، انبهرت وأنا أشاهد رسوماته للمشاهد والكادرات قبل تصويرها بكل دقة التفاصيل، حتى زاوية الإضاءة وإكسسوار الأساور والعقود والأقراط، ثم أشاهدها فى الفيلم فتصيبنى الحيرة، هل معقول أن يكون الخيال كاميرا فوتوغرافية بكل تلك الدقة؟

فعلناها فى موكب المومياوات، إذن نحن نستطيع فعلها فى كل سلوكياتنا وممارساتنا.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع البيرفيكشن صراع البيرفيكشن



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab