جيوب «إخوانية» تنسج خيوطها

جيوب «إخوانية» تنسج خيوطها

جيوب «إخوانية» تنسج خيوطها

 العرب اليوم -

جيوب «إخوانية» تنسج خيوطها

بقلم - إميل أمين

مخطئ من يظن أن الانكسار الأكبر لجماعة «الإخوان المسلمين»، الموصومة والموسومة بالإرهاب، الذي أصابها في مقتل قبل سبع سنوات، من خلال ثورة المصريين عليهم، أنه كان نهايتها مرة وإلى الأبد، ذلك أنه وعبر 7 عقود خلت استطاعت أن تصنع لنفسها جيوباً وخنادق تتمترس فيها ومن حولها، لتقفز منها ذات اليمين وذات اليسار، تمارس غيها السادر منذ زمان وزمانين.

الذين عندهم علم من كتاب تاريخ الإخوان، يدركون تمام الإدراك أن قطر كانت الجيب الأكبر والأخطر، حين فروا في منتصف ستينات القرن المنصرم من مصر إليها، وهناك زرعوا أفكارهم وأفشوا آيديولوجيتهم الخبيثة عبر جميع مناحي الحياة، وما مواقف قطر الحالية إلا تعبير عن تمكن فيروس الأخونة من قلوب وعقول القائمين على الأمر هناك.

الجيوب الإخوانية لم تقف عند حدود قطر، وإن كانت الأخيرة قد أضحت المصرف المفتوح للإنفاق سيئ السمعة على أعمال العنف والإرهاب، والتخريب وإضعاف الاستقرار، والتخطيط لكوارث الإقليم والعالم، إذ نجح هذا الفريق الخارج على الشرعية في تأصيل وجود موازٍ له في تركيا، هناك حيث الأغا العثمانلي الممتلئ مرارة وأحقاداً على العرب الذين طردوهم شر طردة في الماضي، والآن يتصدون لأطماع العثمانية الجديدة.

جيوب «الإخوان» نسجت خيوطها، ومدت خطوطها ناحية سوريا ومن أسف ابتلع فريق كبير من السوريين الطعم التركي المسموم، وقد اكتشفوا في نهاية الأمر أن أنقرة لا تبغي صالحهم أو مصالحهم، فما احتله إردوغان من أراضٍ في شمال سوريا بات الآن عرضة للتتريك لغة ومنهجاً حياتياً، ما جعل جيب «الإخوان» السوري مرغماً على ترك لغة القرآن جبراً وقسراً، والتعاطي مع الذي نهب مصانع حلب وساقها إلى تركيا في وضح النهار.

الجيب الإخواني الكارثي الآخر الذي يبدو واضحاً في المشهد المتوسطي في حاضرات أيامنا، هو إخوان ليبيا في مصراتة وطرابلس، أولئك الذين بلغت بهم المهانة أن يجلس العثماني في غرفة عمليات حربية على الأراضي العربية الليبية ليرسم خطط الشر التي يريد منها إيذاء الصديق الأكبر والجار الأقرب، مصر المحروسة، ولكن هيهات.

هل لشمال غربي أفريقيا نصيب من تلك الجيوب؟
لا يحتاج الأمر إلى كثير من الجهد ليحير المرء جواباً، فما يجري في تونس صراع واضح المعالم ما بين الغنوشي وإخوانه، وبين القوى الوطنية التي تحاول استنقاذ التونسيين من بين أنياب الأفاعي الإخوانية، وهي معركة صعبة لو يعلم القارئ.

أما جيب «الإخوان» الجزائري فهو كامن كمون بركان «فيزوف» الإيطالي الشهير، وإذا انفجر سيغمر المنطقة كلها.

لذا يريد السلطان العثماني أن يكون قريباً من هذه الساحة بقواته هذه المرة، ليشعلها متى حانت الفرصة. لقد رأيناه مع القذافي يهادنه، وحالما سنحت الفرصة أدخل الإخوان لإشعال النار. وهو يفعل المكر نفسه مع تونس والجزائر.

الجيوب الإخوانية لا تموت، والناظر إلى البيانات التي تصدرها قيادات «الإخوان» المختبئة في العوالم والعواصم الأوروبية، يوقن بأن هناك محاولات جارية على قدم وساق للعودة من خلال «خدعة المراجعات المكذوبة»، التي لا تخرج عن مآلات التقية الإيرانية التقليدية.

قبل عام تقريباً صدر عما يسمى المكتب العام لـ«الإخوان» المسلمين بيان يحمل استراتيجية السم في العسل، في محاولة للالتفاف على الجماهير المصرية، ومحاولة خداعهم بالقول إن الجماعة راجعت أوراقها وأعادت النظر في أفكارها وسلوكها.

هل من يأمن جانب الإخوان، وهم أول من ينقلب على الوعود والعهود؟
ويبقى السؤال الجوهري: «على من تقع مسؤولية مواجهة الجيوب الإخوانية؟».

حتماً إنها معركة مشتركة بين دولاب الدولة من جهة بأدواته الخاصة، وبين كبار المثقفين والمفكرين، والعلماء ورجال الدين، المطالبين بنقض ونقد التهافت الإخواني، وتبيان زيف دعواهم، وخطورة بقائهم، أو إرهاصات عودتهم من خلال شباك الأغا إردوغان.

عند اجتياح المغول مدينة بخارى إحدى مدن بلاد خراسان المسلمة، نجح جنكيز خان في شق صف المواطنين، بالضبط كما يفعل إردوغان في ليبيا اليوم، وقدر له أن يستميل جناحاً من المواطنين سلموا أنفسهم له بوعد الأمان.

في نهاية المعركة أمر بقتلهم جميعاً وأطلق صيحته التاريخية: «لو كان يؤمن جانبهم لما غدروا بإخوانهم من أجلنا نحن الغرباء»...

الجيوب الإخوانية تخون... ويجب ألا تكون آفة حارتنا النسيان.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيوب «إخوانية» تنسج خيوطها جيوب «إخوانية» تنسج خيوطها



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab