فوضى شركات الحج والعمرة

فوضى شركات الحج والعمرة

فوضى شركات الحج والعمرة

 العرب اليوم -

فوضى شركات الحج والعمرة

بقلم - عماد الدين حسين

النية لسحب تراخيص ١٦ شركة سياحية متورطة فى تسفير حجاج مصريين من دون تأشيرات حج رسمية خطوة جيدة مبدئيًا.. لكن من المهم أن تكون ضمن سياق إصلاح شامل يعالج الفوضى والتسيب الموجود فى هذه الشركات، والتى احترفت النصب والغش بحق حجاج ومعتمرى بيت الله الحرام طوال سنوات من دون رادع حقيقى.
يوم السبت الماضى ترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماع «خلية الأزمة» الذى طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى، تشكيله لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفيات الحجاج المصريين خلال موسم الحج الذى انتهى الأسبوع الماضى.
وزير السياحة أحمد عيسى قدم لخلية الأزمة تقريرًا يثبت أنه تم رصد ١٦ شركة سياحية - بصورة مبدئية - قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم للحجاج أى خدمات، وكلف رئيس الوزراء بسرعة سحب تراخيص هذه الشركات، وإحالة المسئولين إلى النيابة العامة.
اللجنة اتخذت العديد من التوصيات خصوصًا التنسيق مع الجانب السعودى، لمتابعة حالات الحجاج الموجودين بالمستشفيات السعودية. وكذلك العمل على وضع آليات منح تأشيرات الزيارات بمختلف أنواعها قبل وأثناء موسم الحج، منعًا لتكدس الحجاج غير الرسميين داخل المملكة.
من أهم ما تضمنه تقرير اللجنة التفكير فى تغريم الشركات المخالفة لصالح أسر الحجاج، الذين تسببت هذه الشركات فى وفاتهم. وإذا تم تطبيق هذه الفكرة بعد تحقيق عادل، فقد تكون جرس إنذار حقيقيًا لأى شركة أخرى تفكر فى تكرار هذا الأمر فى المستقبل.
مرة أخرى تستحق الحكومة المصرية الشكر على تحركها الأخير، لكن كثيرًا من المصريين يسألون: «لماذا يكون التحرك فى معظم الأحوال بعد وقوع المشكلة ولماذا لم تكن هناك إجراءات وقائية قبل موسم الحج؟!».
وهنا قد يرد البعض، ويقول: «وهل يعقل أن الحكومة كانت ستتنبأ بارتفاع درجات الحرارة إلى هذا الحد، وهل كان بمقدورها أن تعرف أن الذين ذهبوا إلى السعودية بتأشيرات زيارة عادية وقانونية، سيذهبون لأداء فريضة الحج بصورة غير نظامية؟».
السؤال يبدو منطقيًا، لكن هناك ردًا أكثر منطقية، وهو أن درجات الحرارة صار متوقعًا معرفتها مبكرًا قبلها بأيام وأسابيع وشهور طويلة بفضل التقدم العلمى، فإذا كان العلم يخبرنا بأن بعض الشواطئ والمدن قد تختفى بفعل التغيرات المناخية، أليس فى مقدوره أن يتنبأ بارتفاع درجات الحرارة فى أى مكان؟!
هذا أولًا، وثانيًا٬ تعرف الحكومة أكثر من غيرها أن بعض شركات السياحة احترفت النصب على الحجاج وعلى المعتمرين طوال سنين طويلة، وسمعنا وقرأنا مئات التصريحات من مسئولى الحكومات المتعاقبة بأنها سوف تحاسب هذه الشركات حسابًا عسيرًا، وتشطبها وتغرمها، ثم لا يحدث شىء حقيقى على أرض الواقع، لتعود هذه الشركات لتمارس نصبها وغشها على المواطنين.
الحكومات المتعاقبة كانت تعرف كل الشركات التى احترفت النصب، وللأسف لم تتخذ ضدها إجراءات رادعة، ما مكنها من العودة إلى النصب على الغلابة مرة أخرى. ولولا درجة الحرارة المرتفعة وتشديد السلطات السعودية للإجراءات وتطبيق شعار «لا حج من دون تصريح» لأفلتت هذه الشركات مرة أخرى. وبالتالى فإن درجات الحرارة المرتفعة هى التى فضحت هذه الشركات.
السؤال: «هل تفلت هذه الشركات من الحساب كما حدث كثيرًا فى الماضى أم أن خلية الأزمة الحكومية سوف تتخذ إجراءات رادعة بحق هذه الشركات؟!».
الحجاج الذين سافروا بدون تأشيرة حج رسمية يتحملون جزءًا من المسئولية، لكنها المسئولية الأكبر على الشركات المجرمة، وكل من سهّل عملها وغشها وخداعها، فالعديد من الحجاج لا يعرف كثيرًا فى اللوائح والنظم والقواعد، ولو أن الشركات قالت لهم لا يصح أن تحجوا إلا بتأشيرة حج رسمية، ما تمكنوا من الذهاب.
نتمنى نهاية سريعة للتحقيقات وإحالة كل المسئولين إلى النيابة والمحاكمة وإصدار عقوبات رادعة وصارمة تغلق هذا الملف تمامًا.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى شركات الحج والعمرة فوضى شركات الحج والعمرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab