فوق جبل عرفات

فوق جبل عرفات

فوق جبل عرفات

 العرب اليوم -

فوق جبل عرفات

بقلم - عماد الدين حسين

يوم عرفة هو أفضل الأيام، وهو الركن الأعظم فى الحج عند المسلمين‫.‬
‎أكرمنى الله ووقفت على عرفات أمس السبت‫.‬
‎وصلت إلى عرفات مبكرا ليلة الجمعة، استيقظت وصليت الفجر، ونمت قليلا. ثم تجولت فى معظم الأرجاء وهى جولة كانت شديدة الصعوبة‫.‬
‎ لأن درجة الحرارة كانت مرتفعة جدا جدا بشكل لا يمكن تخيله. ومن المكان الذى تواجدت فيه، حتى جبل الرحمة، قطعت حوالى تسعة آلاف خطوة بما يعادل حوالى ستة كيلومترات ونصف‫.‬
‎ الزحام كبير جدا، وهو أمر منطقى ومتكرر فى معظم مواسم الحج؛ لأن هناك حوالى ٢٫٥ مليون مسلم يتواجدون فى نفس المكان فى وقت واحد‫.‬
‎ورغم ذلك، أشهد أن الأجهزة السعودية المسئولة عن الحج بذلت جهدا كبيرا فى التنظيم والشرطة موجودة فى كل مكان، والمتطوعون كذلك وحتى عصر يوم السبت موعد كتابة هذه السطور كانت كل الأمور على ما يرام‫.‬
‎وبسبب الحرارة المرتفعة، فإن أهم سلعة فى هذا الوقت كانت المياه والمظلة أو الشمسية. فى كل خطوة تجد من يقدم لك الماء أو اللبن الرايب أو العصائر المثلجة، بل أحيانا «الآيس كريم» والمظلات. وهم ليسوا فقط من جهات رسمية، بل هم جمعيات وهيئات ومتطوعون وأفراد، وعلى وجوههم سعادة لا توصف لأنهم يخدمون الحجاج.
‎ومن المشاهد المألوفة جدا وبسبب ارتفاع الحرارة تجد بعض الأفراد يقولون لك «برد برد» ثم يرشون عليك المياه للتخفيف من حرارة الجو، وكل ٥٠٠ متر تقريبا هناك مبردات مرتفعة مثبتة فى جانبى الطريق تقوم برش رذاذ المياه على المارة وبعض الحجاج يفترش المنطقة الموجودة أسفل هذه الأعمدة كى يضمن تكييفا طبيعيا.
‎هناك خيام بدرجات مختلفة حسب نوع الحملة التى تشترك فيها، بعضها مكيف ومجهز بكل شىء، وهناك كثير من الحجاج يفترش الشوارع ويقضى يومه تحت شجرة أو على جانب الشارع وأغلب الظن أن هؤلاء من الحجاج الذين جاءوا بمفردهم من دون الاشتراك فى حملات محددة‫.‬
‎ومن الملاحظات المهمة أن السلطات السعودية بذلت جهدا كبيرا فى موسم الحج الحالى لمنع المخالفين وقد استمعت إلى شرح موسع من قبل بعض مسئولى الشرطة فى «واحة الإعلام» التى أقامتها وزارة الإعلام السعودية فى جدة‫.‬
‎المسئول الأمنى قدم لنا شرحا وافيا لتطبيق شعار «لا حج إلا بتصريح» وقد شاهدت هذا الشعار مترجما على أرض الواقع وأنا أتنقل أكثر من مرة بين مكة وجدة، أو بين جدة وعرفات، فأى كمين أمنى ومن خلال رقم التأشيرة يعرف فورا إذا كنت تحج بصورة شرعية أم لا. وقد تم ضبط أكثر من ربع مليون مخالف للحج لم يكونوا يحملون تصريحا رسميا، وتم ترحيلهم إلى بلدناهم أو إبعادهم عن سائر منطقة مكة‫.‬
‎العمال المسئولون عن النظافة بذلوا جهدا كبيرا للغاية تخيلوا لو أن كل حاج شرب زجاجتين من المياه وطبقا به وجبة الغ‫د‬اء فسوف يكون لديك ٧٫٥ مليون فارغ، وأظن أن الرقم ضعف هذا التقدير بسبب كثرة استخدام زجاجات المياه والعصائر لارتفاع درجة الحرارة‫.‬
‎الطريق إلى جبل الرحمة ــ حيث خطب الرسول عليه الصلاة والسلام فى حجة الوداع ــ كان مزدحما إلى حد كبير، لأن كثيرين يريدون الصعود إلى الجبل، وللأمانة كان النظام جيدا بحيث إننى واثنين من الأصدقاء، لم نجد صعوبة تذكر فى الوصول لقمة الجبل.
‎والملاحظة المهمة أن غالبية الحجاج كانوا يلتقطون الصورة التذكارية فى أى مكان، خصوصا أمام وفوق جبل الرحمة. كاميرات الموبايلات صارت جزءا من كل شىء، وفى الحج فهى الموثق الأساسى للرحلة. وقد شاهدت البعض يقوم ببث رحلته بالفيديو، والبعض الآخر يفتح الكاميرا ليسجل رسالة لحبيب أو قريب أو صديق‫.‬
‎الملاحظة الأساسية هى أن الجميع متحابون متسامحون لطفاء كرماء، يساعدون بعضهم البعض، بل ويؤثرون على أنفسهم. وحينما شاهدت كل ذلك يتكرر أمامى سألت نفسى: لماذا يكون سلوكنا بهذه الروعة كمسلمين فوق جبل عرفات أو سائر مناسك الحج فقط، ولماذا لا يكون هذا هو سلوكنا طوال الوقت، والأهم لماذا لا نستغل هذه الطاقة الجبارة والهادرة لخير ورفعة الإسلام والمسلمين؟‫!‬
‎سؤال يحتاج إلى نقاش لاحق إن شاء الله‫.‬
‎عيدكم مبارك جميعا ورزقكم الله الوقوف بعرفة والطواف حول الكعبة وأن يتقبل الله حجنا جميعا ويجعله مبرورا‫.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق جبل عرفات فوق جبل عرفات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
 العرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab