للأسف نتنياهو حقق هدفًا استراتيجيًا

للأسف.. نتنياهو حقق هدفًا استراتيجيًا

للأسف.. نتنياهو حقق هدفًا استراتيجيًا

 العرب اليوم -

للأسف نتنياهو حقق هدفًا استراتيجيًا

بقلم - عماد الدين حسين

هناك فارق كبير بين مساندة المقاومة الفلسطينية ودعمها بكل السبل، وبين إنكار عدد كبير من الفلسطينيين والعرب أن العدوان الإسرائيلى يكاد يكون نجح فى هدفه الأساسى فى تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة فيه.
هذه المعضلة يقع فيها عدد كبير من العرب المساندين للمقاومة الفلسطينية، وهم فى سبيل الإشادة بالمقاومة لا يلتفتون إلى أنهم ــ من دون قصد ــ يحققون هدفا إسرائيليا، بترديد عبارات غير صحيحة بأن إسرائيل فشلت فى تحقيق كل أهدافها من العدوان وأنها منيت بخسائر استراتيجية.
مثل هذا الكلام غير الصحيح يجعل عددا كبيرا من المتابعين خصوصا أولئك الذين لا يعرفون تفاصيل الصراع العربى الإسرائيلى منذ بدايته قبل أكثر من ٧٥ عاما، يتعاملون مع العدوان الحالى وكأنه صراع متكافئ بين جيشين نظاميين.
صحيح أن إسرائيل أعلنت فى بداية العدوان ظهيرة يوم السبت السابع من أكتوبر الماضى أن أهدافها هى تفكيك حركة حماس والقضاء عليها، والإفراج عن الأسرى المحتجزين بالقوة لدى المقاومة، وهى فعلا أهداف لم تتحقق حتى الآن بفضل صمود المقاومة، لكن معظمنا فى المنطقة العربية ينسى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تعهد منذ اليوم الأول بأنه سيحول غزة إلى مكان لن يعرفه أحد حتى سكانه!
وتقديرى أن هذا هو الوعد الوحيد الذى صدق فيه نتنياهو ربما طوال حياته السياسية.
على مستوى المقاومة فإنها وجهت لطمة وضربة كبيرة لإسرائيل وسمعتها وجيشها فى عملية «طوفان الأقصى» يوم ٧ أكتوبر ونجحت المقاومة فى قتل وإصابة وأسر آلاف الإسرائيليين، لكن العدوان الإسرائيلى تمكن حتى الآن من قتل أكثر من ٣١ ألف فلسطينى وإصابة أكثر من ٧٢ ألفا، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، وآلاف المفقودين، وهو ما يعنى أنه قتل ٥٪ من مجمل سكان غزة ودمر أكثر من نصف مساكن القطاع وكذلك المؤسسات والهيئات والبنية التحتية، وتحويل أكثر من ثلثى سكان القطاع إلى نازحين، بل تجويعهم حتى الموت بعد أن لجأ بعضهم إلى تناول علف الحيوانات!
لا أقصد من المقارنة إحباط الروح المعنوية للمقاومة، بل أؤمن بأن أى حركة مقاومة تدفع ثمنا باهظا من الخسائر فى الأرواح والممتلكات حتى تنال حريتها، لكن ما أقصده أن معظمنا من دون أن يقصد يقدم أعذارا وتبريرات لجيش العدوان حينما يصور المقاومة وهى مجموعة من التنظيمات غير الرسمية، ولا تملك أى سلاح طيران أو دفاع جوى باعتبارها ندا للجيش الإسرائيلى، وبالتالى فإن هؤلاء يقولون لكل المتابعين من الخارج إن هناك معركة متكافئة بين الطرفين.
لا يدرك معظمنا أن الهدف الجوهرى لنتنياهو وحكومته ومعظم المجتمع الإسرائيلى هو تدمير قطاع غزة، بحيث يتحول إلى مكان غير قابل للعيش، وبالتالى تحقيق الهدف النهائى لإسرائيل وهو تصفية القضية الفلسطينية وإجبار سكان غزة على مغادرة القطاع إلى سيناء أو إلى أى مكان فى العالم وسكان الضفة إلى الأردن فى مرحلة تالية قد لا تكون بعيدة.
لن تتضرر إسرائيل كثيرا إذا قتل كل أسراها لدى حماس، فهى طبقت منذ البداية «مبدأ هانيبال» الذى يقضى بأن وجود أسرى لدى العدو لن يحول دون تحقيق الجيش الإسرائيلى لأهدافه. أيضا لن تخسر إسرائيل كثيرا إذا ظلت حماس باقية، لكن مع قطاع غزة مدمر ويستحيل العيش فيه.
مرة أخرى فإن المقاومة صمدت بصورة بطولية، لكن حتى هذه اللحظة فإن إسرائيل دمرت القطاع، وأتمنى أن يخيب ظنى على المدى الطويل، ويتمكن صمود الشعب الفلسطينى والضغوط الخارجية خصوصا الأمريكية والعربية من إجبار إسرائيل على وقف العدوان وقبول حل الدولتين. وإلى أن يحدث ذلك، فإن نتنياهو حقق أهم أهداف إسرائيل الاستراتيجية حتى لو انتهى مصيره الشخصى إلى الاستقالة أو حتى السجن.

 

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للأسف نتنياهو حقق هدفًا استراتيجيًا للأسف نتنياهو حقق هدفًا استراتيجيًا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab