هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة

هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة؟

هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة؟

 العرب اليوم -

هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة

بقلم - عماد الدين حسين

هل يمكن لكاتب مقال أو عمود يومى أن يكتب فى موضوع واحد لمدة ستين يوما من دون انقطاع؟
فى يوم ٨ أكتوبر الماضى نشرت مقالا فى هذا المكان بعنوان «الموتوسيكلات.. حينما تهزم القبة الحديدية» بعد أقل من يومين من عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها المقاومة الفلسطينية وفاجأت إسرائيل والعالم بأكمله صباح يوم السبت ٧ أكتوبر الماضى.
ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن، أى منذ ما يقارب الشهرين، فلم أكتب شيئا فى هذه المساحة اليومية بخلاف متابعة العدوان الإسرائيلى الغاشم والبربرى وغير المسبوق دوليا والمستمر حتى هذه اللحظة على القطاع.
كت أظن أن كاتب المقال اليومى خصوصا إذا كان يكتب فى الشأن العام يفترض أن ينوع فى كتاباته بما يناسب الاهتمامات المختلفة لجميع فئات المجتمع وقضاياه المتنوعة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية حتى لو كان هناك حدث جلل ومروع، لكن التجربة الشخصية فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلى على غزة جعلتنى لا أطبق هذه القاعدة.
أكتب هذا المقال بصورة منتظمة منذ مارس ٢٠٠٩، وأتذكر بوضوح أنه وبعد شهرين تقريبا من صدور العدد الأول من الشروق وكان ذلك فى الأول من فبراير 2009، تحدث معى المهندس إبراهيم المعلم وقال لى مازحا ومحفزا: «هو انت بتعرف تكتب.. ورينى بتكتب ازاى؟!»، ومن يومها ظل هذا المقال مستمرا بصورة يومية فى يمين الصفحة الثانية من النسخة الورقية إضافة لبوابة الشروق الإلكترونية، وعلى ما أتذكر لم أتوقف عن الكتابة إلا بسبب إصابتى بفيروس كورونا فى مارس 2020 لمدة عشرة أيام أو حينما توفى والدى رحمه الله فى 16 نوفمبر 2021 لمدة أسبوع تقريبا. وفى العام الأخير قررت أن أعطى لنفسى إجازة من الكتابة يوم الجمعة، من أجل التوقف عن اللهاث المستمر والتقاط بعض الأنفاس.
أعود إلى السؤال الذى بدأت به وإجابتى هى أن الطبيعى أن الكاتب اليومى ينوع فى كتاباته بين الأحداث المختلفة التى تهم قراءه مختلفى الميول والاتجاهات والانتماءات والتفضيلات، لكن ما نحن بصدده وهو العدوان الإسرائيلى على غزة والآن على الضفة ليس مجرد حدث طارئ، ولا يشبه كل الاعتداءات الصهيونية على القطاع أو القدس أو الضفة أو حتى جنوب لبنان، هذا العدوان لا يؤثر فقط على الأشقاء فى فلسطين، بل على المنطقة العربية بأكملها، وبالأخص على أمننا القومى المباشر فى مصر.
ثم إن الشعب الفلسطينى يتعرض بالفعل لحملة إبادة منظمة، وعملية تدمير شاملة لكل شىء فى القطاع من أول المبانى السكنية إلى المؤسسات والمنشآت وصولا إلى المستشفيات والمساجد والكنائس وحتى مقرات الأمم المتحدة التى احتمى بها مئات الآلاف من الفلسطينيين..
طبعا كانت هناك أحداث أخرى كثيرة ومهمة، لكن كنت دائما أعتقد أن لا صوت يعلو فوق صوت المذبحة الجارية فى عموم فلسطين، وبالأخص فى قطاع غزة، والمخطط الإسرائيلى الذى صار علنيا بمحاولة تهجير سكان القطاع إلى سيناء المصرية وفلسطينيى الضفة إلى الأردن.
كنت أعتقد وما أزال أن كل إنسان عربى عليه واجب الدفاع عن فلسطين فى حدود ظروفه وإمكانياته، وأن دور الكاتب أن يكتب ويشرح ويوضح الحقائق للقراء.
كنت أعتقد أن مقالا يوميا كافيا لأى كاتب لأن يؤدى هذه المهمة، لكن شراسة وعنف ووحشية العدوان تفرض على أى كاتب أن يكتب كل لحظة عارضا ومفندا وموضحا ما يحدث. خصوصا أن هذا العدوان يريد أن يقتلع الفلسطينيين من كامل أرضهم ويقتلهم أو يهجرهم خارج فلسطين.
نجاح المخطط الإسرائيلى هو تهديد مباشر لكل البلدان العربية خصوصا مصر والأردن وسوريا ولبنان وبالتالى وجب علينا جميعا أن نجاهد كلٌّ فى مكانه وحسب إمكانياته حتى نفشل هذا المخطط دون أن يمنع ذلك التطرق إلى بعض الأحداث الأخرى خصوصا إذا كانت مرتبطة أيضا ــ بصورة أو بأخرى ــ بالعدوان الإسرائيلى ومخططاته فى فلسطين والمنطقة.

 

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة هل يمكن الكتابة بعيدا عن غزة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab