ثم يسألون لماذا يكرهوننا

ثم يسألون: لماذا يكرهوننا؟!!

ثم يسألون: لماذا يكرهوننا؟!!

 العرب اليوم -

ثم يسألون لماذا يكرهوننا

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الإثنين الماضى «٢٥ ديسمبر» كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن وصول ٢٣٠ طائرة و٢٠ سفينة تحمل أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ بداية العدوان على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر الماضى.
هذا الجسر الجوى المفتوح هو العامل الأساسى الذى جعل إسرائيل تقتل ٢٠٦٧٤ ألفا وتصيب ٥٤ ألفا آخرين، إضافة إلى آلاف المفقودين وتدمير معظم مبانى القطاع وتحويل أكثر من ٧٥٪ منه إلى نازحين.
العديد من المسئولين والإعلاميين والكتاب والمواطنين فى الولايات المتحدة كانوا يسألون كثيرا: لماذا يكرهنا العرب والمسلمين خصوصا بعد هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ التى دمرت برجى التجارة فى نيويورك وهاجمت مبنى وزارة الدفاع فى «النتاجون» فى واشنطن على يد عناصر تنظيم القاعدة المتطرف.
لا أحد عاقل طبعا يؤيد الإرهاب أو استهداف المدنيين من أى دين أو ملة أو جنس، وهجمات ١١ سبتمبر كانت فعلا إرهابية وينبغى إدانتها بأشد الكلمات.
لكن المشكلة أن أمريكا من يومها لم تحاول بجدية الإجابة على السؤال المهم وهو لماذا يكره كل الفلسطينيين ومعظم العرب والمسلمين السياسات الأمريكية فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى؟
من المهم جدا التفريق بين السياسات الأمريكية الظالمة من غالبية الإدارات الأمريكية المتعاقبة المنحازة لإسرائيل طوال الوقت على حساب الحقوق العربية خصوصا الفلسطينية، وبين الشعب الأمريكى. قطاعات كثيرة فى هذا الشعب تظاهرت واحتجت على العديد من السياسات الأمريكية الظالمة وآخرها الانحياز السافر لإسرائيل فى عدوانها الأخير ضد قطاع غزة.
بل إن هناك العديد من المسئولين الأمريكيين احتجوا وبعضهم استقالوا احتجاجا على هذه السياسة وكل هؤلاء لهم التحية والتقدير والاحترام.
المفترض أن المسئولين فى الإدارة الأمريكية يدركون أن مخازن السلاح الأمريكية المفتوحة على مصراعيها لإسرائيل هى التى قتلت وأصابت أكثر من ٦ آلاف فلسطينى حتى يوم الإثنين فقط.
هذه الأسلحة ومن بينها القنابل الثقيلة مخترقة الحصون هى التى أدت إلى هدم نحو نصف مبانى غزة، على رءوس ساكنيها، أو جعلتهم مشردين ونازحين فى الشوارع والمؤسسات والمدارس والمستشفيات. ولولا حاملات الطائرات والسفن الأمريكية النووية التى جاءت على عجل لحماية إسرائيل، أو منع أى أطراف أخرى من الانضمام للحرب ضد تل أبيب لربما تغير شكل وطبيعة القتال بل ومجمل الصراع.
أليس من الطبيعى أن تدرك الإدارة الأمريكية وغالبية المسئولين الأمريكيين ووسائل الإعلام ومراكز البحث أن أى فلسطينى يدرك أنه لولا الدعم الأمريكى المكشوف ما استشهد أو أصيب أو تشرد قريبه. هل فكرت الإدارة الأمريكية فيما يفكر فيه الفلسطينى الذى وجد أهله وأقاربه قتلى بلا ذنب، ووجد بيته مهدما، ووجد نفسه هائما ونازحا؟
هل سأل المسئولون الأمريكيون أنفسهم عن مشاعر هؤلاء الفلسطينيين، ومعهم عدد كبير من العرب والمسلمين وأى شخص حر فى العالم بعد كل هذه المذابح بحق سكان قطاع غزة؟!
ألم يحتمى هذا الفلسطنى بالمستشفى والمدرسة والمؤسسات الدولية، ورغم ذلك تعرض للقصف الإسرائيلى الممنهج؟!
لا أحد يؤيد العنف والإرهاب، لكن السؤال أليس القانون الدولى يؤيد حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال فى مقاومة الاحتلال بكل السبل؟! أليس هناك قوانين دولية معطلة تعطى الشعب الفلسطينى الحق فى إقامة دولته المستقلة؟
ألم تفكر الإدارة الأمريكية وكل من يؤيد نهجها أن قطاعات كبيرة من الفلسطينيين، وحينما تصاب باليأس من تطبيق القوانين الدولية، وحينما تجد الكبار يدعمون آلة الحرب الإسرائيلى الباطشة، قد تفكر فى رفع شعار «على وعلى أعدائى».
لو استمر العدوان الإسرائيلى بدون رادع، ولو استمر الدعم الأمريكى الأعمى والانحياز الغربى السافر لإسرائيل،ولو استمر العجز العربى، فوقتها سيحق للشعب الفلسطينى الدفاع عن نفسه وعن وطنه بكل الوسائل المشروعة طبقا للقوانين الدولية التى وضعها الغرب والولايات المتحدة. وبعد كل هذا الدعم الامريكى المفتوح للعدوان الإسرائيلى فعلى الإدارة الأمريكية ألا تطرح إطلاقا سؤال «لماذا يكرهوننا»؟!.

 

arabstoday

GMT 14:31 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

طيّ صفحة الحرب على السُّنّة في سوريا ولبنان

GMT 12:41 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

كبيرة آسيا

GMT 12:38 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

لا تتركوا الساحة لفكر التجهيل والعتمة

GMT 12:33 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

من يمول إعمار غزة.. وبأي شروط؟!

GMT 12:31 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 12:30 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

آلَةُ العَيشِ صِحَةٌ وشَبَابٌ

GMT 12:27 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مصر ومضات الحضارة المتجددة

GMT 12:26 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ترمب والحوثي... أفلح إن صدق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثم يسألون لماذا يكرهوننا ثم يسألون لماذا يكرهوننا



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab