ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو

ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو؟

ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو؟

 العرب اليوم -

ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو

بقلم - عماد الدين حسين

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى قال أكثر من مرة خلال الأيام الماضية إنه فخور أنه نجح فى منع قيام الدولة الفلسطينية خلال الثلاثين سنة الماضية. هو وقف متباهيا ليقول لشعبه: «لن أسمح بقيام هذه الدولة فى أى منطقة أخرى فى فلسطين».
نتنياهو تحدث يوم الأحد الماضى خلال مؤتمر صحفى وقال نصا: «لن أسمح بأن تستبدل حماستان بفتحستان، واستبادل خان يونس بجنين والعودة إلى أوسلو وذلك حتى لو كانت هذه رغبة أقوى حليف لإسرائيل وهو أمريكا وسوف نستمر فى هذه الحرب سواء كان هناك دعم من أمريكا أو بدونه. نتنياهو قال إنه لا فرق بين فتح وحماس فى الرغبة فى القضاء على إسرائيلى، هما يختلفان فقط فى كيفية القيام بذلك. هو يقول أيضا إن اتفاق أوسلو خطأ فادح وقد ورثه ولم يكن له يد فيه.
وردا على أحد الصحفيين قال له: أنت وزملاؤك تلومونى طوال ٣٠ سنة على وضع العثرات والعراقيل أمام اتفاق أوسلو، وأنا فخور بمنعى قيام دولة فلسطينية، لأن الجميع اليوم يفهم كيف ستكون هذه الدولة، بعد أن رأينا نموذجا مصغرا لها فى غزة».
نتنياهو تعهد فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع وزير دفاعه يؤاف جالانت والوزير فى حكومة الحرب بيتى جانتس بأن قطاع غزة سيصبح بعد انتهاء الحرب منزوع السلاح وأن الجيش الإسرائيلى سيكون مسئولا عن الأمن هناك.
إذن نتنياهو يتفاخر بأن أهم إنجازاته أنه منع قيام دولة فلسطينية، وللأمانة وحتى لا نظلمه فإنه لم يتظاهر يوما بأنه رجل سلام، ولم يتحدث عن قيام دولة فلسطينية مستقلة.
السؤال الجوهرى الذى يفترض أن يسأله كل فلسطينى وعربى هو: إذا كان نتنياهو يفاخر بذلك، فما هو المبرر لإقامة علاقات معه.
وحتى لا يكون هناك تجنٍ وظلم فربما يكون السؤال الأكثر صحة هو: سوف نفترض أن نتنياهو كان مخادعا وغشاشا مع العرب وأوهمهم بالسلام حتى يقيم معهم علاقات لمصلحة بلاده، وإن كل ما فعلته غالبية الدول العربية كان بهدف التأثير فى الموقف الإسرائيلى لدفعه نحو السلام الشامل والعادل وإقناع إسرائيل بأن من مصلحتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
لكن الآن نتنياهو يتفاخر بأنه نجح فى منع قيام دولة فلسطينية، والأهم أنه سيعمل على منعها فى المستقبل، سواء كانت باسم حماس فى غزة أو فتح فى الضفة.
نتنياهو وحكومته وغالبية الإسرائيليين يقولون إنهم يرفضون عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، بل إن بينى جانتس المصنف معتدلا رفض أن يرد على سؤال محدد هو: هل توافق على إقامة دولة فلسطينية فى المستقبل، فكانت إجابته: دعونا ننتصر فى الحرب أولا.
لست متطرفا ولا حالما، ولا أطالب الحكومات العربية بإعلان الحرب على إسرائيل أو حتى قطع العلاقات معها، بل أن تبدأ الدول العربية فى استخدام ما لديها من أوراق للضغط على إسرائيل من أجل حل القضية الفلسطينية وإجهاض المخطط الإسرائيلى بتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والأردن وبقية الدول العربية.
لا أطالب الحكومات العربية أيضا بأن تنتصر لحماس على أساس أن علاقات غالبية هذه الحكومات مع حماس ليست على ما يرام، ولكن على الأقل أن تنتصر الحكومات العربية للشعب الفلسطينى ليس من أجل مستقبل الشعب الفلسطينى فقط لأنه شعب شقيق، ولكن من أجل الأمن القومى لكل دولة وحكومة عربية على حدة.
بالطبع قد تقول بعض الحكومات العربية إنها تراهن على سقوط الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فى الانتخابات المقبلة، وبالتالى تأتى حكومة إسرائيلية معتدلة تقيم السلام مع الفلسطينيين والعرب. هذا كلام قد يبدو منطقيا، لكن السؤال: وما هى الضمانة التى تجعلنا نظن أن المشكلة فى المجتمع الإسرائيلى نفسه الرافض للسلام، فى حين أن الواقع يقول إن المجتمع الذى ينتخب حكومات اليمين المتطرف منذ اغتياله لإسحاق رابين عام ١٩٩٥ باستثناء فترات قليلة لحكومات الوسط.
كل ما نطلبه من الحكومات العربية أن تدرس الأمور بهدوء وأن تقول لإسرائيل رسالة واضحة ومفادها: لا علاقات مجانية، وكل شىء بمقابله وأن الصيغة الوحيدة المقبولة للعرب هى السلام مقابل الأرض وليس السلام مقابل السلام.

 

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو ماذا سيفعل العرب مع صراحة نتنياهو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab