في الطريق إلى «سدس الأمراء»

في الطريق إلى «سدس الأمراء»

في الطريق إلى «سدس الأمراء»

 العرب اليوم -

في الطريق إلى «سدس الأمراء»

بقلم - عماد الدين حسين

فى الثامنة من صباح السبت الماضى الموافق ١٦ سبتمبر تحركت من وسط البلد بالقاهرة، ومعى زميلة نائبة فى البرلمان فى طريقى إلى قرية «سدس الأمراء»، مركز ببا بمحافظة بنى سويف، لحضور افتتاح وتفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى لبعض مشروعات مبادرة «حياة كريمة» فى قرى ببا.
قبلها بساعات، أى مساء الجمعة، سألت محمد سعد عبدالحفيظ مدير تحرير «الشروق» عن أفضل طريق للوصول إلى القرية، باعتباره ابن قرية الدوالطة فى بنى سويف.
هو نصحنى بأن أسير فى الطريق الصحراوى الغربى، وأسلك طريق "دمو" الرابط بين بني سويف والفيوم، وعندما تجاوزنا «قصر الباسل» بالفيوم أشار لنا الـ GPS بأن ندخل عبر طريق مركز سمسطا. وبدلا من أن ندخل «الدخلة الصحيحة» على الطريق المرصوف المؤدى إلى بنى سويف، أى الواصل ما بين الطريق الصحراوى الغربى والطريق الزراعى، سلكنا بالخطأ طريقا زراعيا بين قرى مركزى سمسطا وببا.
مررنا على قرى تحمل أسماء ربما يعود بعضها للعصر الفرعونى، وعرفت من بعض الزملاء أن هناك قرى تحمل أسماء دشاشة ودشطوط والشنطور وسربو، أما قرى ببا فتحمل أسماء مثل الضباعنة والبرانقة وصفط راشين وطحا البيشه وطنسا بنى مالو وطرشوب وقمبش الحمراء ونزلة الشريف وهربشنت وهلية، وهناك قرى كثيرة تحمل اسم بنى كذا، مثل بنى عقبة وبنى عوض وبنى قاسم وبنى ماضى وبنى محمد وبنى هاشم، وقرى تبدأ بكلمة منشأة أو نزلة.
الطريق الزراعى الواصل ما بين سمسطا وسدس الأمراء يشبه غالبية الطرق الزراعية بين قرانا. طريق ضيق إلى حد ما تسير عليه السيارات الملاكى وربع النقل التى تحمل البضائع والبشر والجرارات والمواشى، إضافة إلى المزارعين.
وبدلا من أن نصل فى حوالى نصف ساعة إلى قرية سدس الأمراء فإننا استغرقنا حوالى ساعة ونصف تقريبا، لكن من ناحية أخرى كانت مناسبة طيبة لكى أتذكر الطرق المؤدية والمحيطة بقريتى التمساحية بمركز القوصية فى أسيوط، ومن الواضح أنها جميعا متشابهة إلى حد كبير، حتى شوارع المدن فقد صارت متشابهة، ويكاد يكون القاسم المشترك بينها هو انتشار التكاتك بصورة رهيبة تستدعى التفكير فى طريقة لترشيد هذه الظاهرة الجهنمية، باعتبار أن القضاء عليها تماما صار ضربا من الخيال.
دخلنا قرية سدس الأمراء من الطرق الزراعية، وليس من طريق ترعة الإبراهيمية، والملاحظة الأساسية أن القرية شهدت نهضة ملحوظة بسبب مبادرة حياة كريمة لدرجة تكاد تظن أنها مدينة وليست قرية.
أعرف طبيعة غالبية القرى المصرية التى تتشابه فى بيوتها المبنية بالطوب اللبن فى المنطقة القديمة منها، وطرقها الترابية، وبيوتها الحديثة على الأطراف خصوصا للمواطنين الذين سافروا للخارج، وعادوا ليبنوا بيوتهم على الأرض الزراعية سواء تلك التى دخلت كردون المبانى بصورة قانونية أو التى بنيت بالمخالفة للقانون.
لكن الوضع فى سدس الأمراء كان مختلفا، هناك شوارع واسعة، وبيوت معظمها حديثة إلى حد كبير، ومؤسسات حكومية على أحدث مستوى مثل المركز التكنولوجى والمجلس المحلى والمستشفى ونقطة الشرطة والمدارس الواسعة، ومثال ذلك أن المدرسة التى احتضنت الاحتفال يوم السبت الماضى كان بها ملاعب وأماكن للأنشطة، وهى أشياء لم تعد موجودة فى معظم المدارس الحديثة.
لو أن كل القرى استفادت من مبادرة حياة كريمة مثل سدس الأمراء، فسوف تشهد مصر نهضة حقيقية فى قراها خلال سنوات محدودة.

ونعلم أن الأزمة الاقتصادية قد أدت ضمن أشياء كثيرة إلى بطء العمل فى هذا المشروع المهم، وكل الأمل أن تعود وتيرة العمل لسابق عهدها.
انتهى الاحتفال ووقفنا مجموعة من الصحفيين لنتحدث لقناة «إكسترا نيوز»، وهناك قابلنا العديد من أهالى القرية صغارا وكبارا.
كبار السن ما يزالون يحرصون على ارتداء الزى المصرى وهو الجلباب الأصيل والتقليدى، فى حين أن معظم الشباب يرتدون البنطلون والقميص أو التيشيرت أو الملابس الرياضية.
غالبية الحضور كانوا سعداء بزيارة الرئيس، وبعضهم جاء على أمل أن يقابل أى مسئول ليعرض عليه شكواه الخاصة من أول دخول ابنه للمدرسة فوق الكثافة، نهاية بالحصول على فرصة عمل. جميعهم يشبهون أهالينا الطيبين فى الصعيد ومنتهى أملهم يتمثل فى الحياة الكريمة والستر.
الزيارة كات مهمة وخلالها استفاد مصريون كثيرون من القرارات الجماهيرية التى أعلنها الرئيس بزيادة الحد الأدنى للأجور وعلاوة غلاء المعيشة ورفع حد الإعفاء الضريبى وزيادة معاش تكافل وكرامة، والأهم أن الرئيس قدم واجب العزاء لأهالى ضحايا إعصار درنة الليبية خصوصا من قرية نزلة الشريف.

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الطريق إلى «سدس الأمراء» في الطريق إلى «سدس الأمراء»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab