اغتيال حسن نصر الله 10 ملاحظات أولية

اغتيال حسن نصر الله.. 10 ملاحظات أولية

اغتيال حسن نصر الله.. 10 ملاحظات أولية

 العرب اليوم -

اغتيال حسن نصر الله 10 ملاحظات أولية

بقلم: عماد الدين حسين

فى ضربة موجعة جدًا تمكن الجيش الإسرائيلى من اغتيال قائد حزب الله اللبنانى حسن نصر الله مساء أمس الأول الجمعة بغارات دمرت المقر المركزى للحزب فى الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وهو الأمر الذى أكده الحزب عصر أمس السبت.
هذا التطور النوعى يثير مجموعة من الملاحظات المبدئية أهمها:
أولا: كيف تمكنت إسرائيل من الوصول لقادة حزب الله الكبار والصغار بلا استثناء تقريبا، وكيف وصلت لغرفة نوم إسماعيل هنية فى قلب طهران، هل هى خيانات سياسية لبنانية أو إقليمية أو إيرانية، أو جيوش من العملاء الصغار الذين يمدونها بكل المعلومات، أو تجسس إلكترونى إسرائيلى غربى؟!
ثانيا: سواء أتفقنا مع حسن نصر الله أم اختلفنا معه فهو زعيم سياسى كبير، يتمتع بكاريزما خاصة، جعلته الحاكم الفعلى فى لبنان طوال السنوات الماضية. وجعلت حزب الله لاعبا مؤثرا فى العديد من أحداث المنطقة خصوصا فى سوريا وفلسطين واليمن.
ثالثا: اكتسب نصر الله شعبية جارفة فى الشوارع العربية بعد صمود الحزب أمام آلة الحرب الإسرائيلية فى يوليو ٢٠٠٦، ولـمجرد أن الحزب لم ينكسر وقتها، رغم الدمار الهائل فى الضاحية الجنوبية لبيروت ، فقد اعتبر كثيرون أن ذلك انتصار كبير له.
رابعا: مقابل هذه الشعبية، فإن سلاح حزب الله الذى يفترض أن يكون موجها فقط لمواجهة إسرائيل، تم استخدامه للأسف لحسم صراعات داخلية فى لبنان ابتداء من ٢٠٠٨، وبالتالى فإن هذا السلاح صار مؤثرا فى الأوضاع الداخلية اللبنانية، الأمر الذى جعل غالبية المكونات السياسية والاجتماعية اللبنانية تدخل فى صدام مع الحزب وسلاحه، خصوصا أن قرار اختيار الرئيس اللبنانى صار فعليا فى يد حزب الله، والدليل أن هذا المنصب شهد شغورا أكثر من مرة خصوصا طوال عامين ونصف العام من ٢٠١٤ - ٢٠١٦. وهذا الأمر تكرر منذ نهاية أكتوبر ٢٠٢٢ بعد نهاية ولاية ميشيل عون، ولم يسمح الحزب بانتخاب رئيس جديد مادامت بقية المكونات السياسية لم توافق على مرشحه الأول جبران باسيلى رئيس التيار الوطنى الحر الذى يقوده عون.
خامسا: جزء من العرب يشعر بتعاطف خاص مع حزب الله لأنه يدعم الشعب الفلسطينى فى محنته الحالية بالسلاح والتضحيات والدماء، وليس فقط بالكلمات، ودفع الثمن غاليا نتيجة إسناده للمقاومة الفلسطينية منذ يوم ٨ أكتوبر بعد ساعات قليلة من عملية «طوفان الأقصى».
سادسا: جزء كبير أيضا من العرب لا يشعر بأى نوع من التعاطف مع حزب الله بل يراه عدوا، باعتباره ــ كما يقولون ــ ذراعا لإيران، ومجرد أداة مذهبية طائفية فى يدها، وينفذ مشروعها الطائفى الفارسى. هؤلاء يقولون إن الحزب مسئول عن سقوط العديد من الضحايا العرب السنة فى العراق وسوريا واليمن، وبعض هؤلاء احتفلوا فى الشوارع ليلة الجمعة بمجرد انتشار خبر اغتيال نصر الله.
سابعا: بعض العرب يختلف مع حسن نصر الله وحزب الله، بسبب تحوله إلى أداة إيرانية، لكن هؤلاء ــ وخلافا للفئة السابقة ــ يقولون إنه رغم ذلك لا يصح إطلاقا إثارة هذا الخلاف الآن، فى الوقت الذى تدك المقاتلات الصهيونية قادة ومقاتلى الحزب وبيوتهم ومنشآتهم، وهم يحاربون العدوان الإسرائيلى وينصرون الفلسطينيين.
ثامنا: جانب آخر من العرب يقول إن المنطقة تشهد منذ سنوات صراعا بين مشروعين هما الإسرائيلى والإيرانى، وإن ضحية هذا الصراع هم العرب فى الأساس، وإن غياب المشروع العربى وانكساره هو السبب فيما وصلت إليه أحوال المنطقة المزرية، وأن إيران لا تنصر العرب حبا فيهم، بل رغبة منها فى الهيمنة على المنطقة.
تاسعا: رغم كل ما سبق فإن الخطر الأكبر يظل هو إسرائيل التى كشفت طوال العام الماضى عن حقيقتها العنصرية الهمجية السافرة، وإن هذا الخطر لا يفرق فعليا بين سنى وشيعى وبين عربى معتدل وآخر متشدد، وإن هذا العدوان مصحوب بحماية أمريكية كاملة، بل يمكن القول إنه عدوان أمريكى بتنفيذ إسرائيلى شكلى.
عاشرا: اغتيال القادة والشخصيات المؤثرة يلعب لا شك دورا مهما فى إضعاف تنظيماتهم، ويؤثر عليها الى حد ما، لكن كل التنظيمات المشابهة لحزب الله لم يشهد التاريخ القريب أنها انتهت لمجرد أن قائدها أو قادتها قتلوا، والسبب أنها قائمة على أيديولوجية وليس على شخص بعينه.
وبالتالى فإن الحزب سوف يتأثر لكنه ورغم الضربات لن يتلاشى كما يتخيل البعض.

 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال حسن نصر الله 10 ملاحظات أولية اغتيال حسن نصر الله 10 ملاحظات أولية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab