صوتى لكامالا هاريس

صوتى لكامالا هاريس

صوتى لكامالا هاريس

 العرب اليوم -

صوتى لكامالا هاريس

بقلم : عماد الدين حسين

لو كنت أملك حق التصويت فى الانتخابات الأمريكية التى ستجرى اليوم الثلاثاء لأعطيت صوتى بلا تردد للسيدة جيل ستاين مرشحة حزب الخضر الأمريكى فى مواجهة كل من مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطى كمالا هاريس نائبة الرئيس الحالى جو بايدن.
الغالبية العظمى منا تعتقد أن المنافسة محصورة فقط بين ترامب وهاريس، ومعظمنا لا يعرف أن هناك مرشحين آخرين أبرزهم ستاين وكورنيل ويست الناشط ضد العنصرية ويخوض الانتخابات فى 15 ولاية فقط وهناك أيضا تشايس أوليفر مرشح الحزب الليبرتارى وهو يدافع عن الحريات الفردية والتجارة الحرة والمثلية الجنسية.
وهناك مرشحون يخوضون الانتخابات فى ولايات قليلة مثل راندال تيرى من الحزب الدستورى وبرنامجه يتلخص فى تدمير الحزب الديمقراطى ويخوض الانتخابات فى عشر ولايات.
وكذلك كلوديا دى لا كروز من حزب الاشتراكية والتحرير «الشيوعى» وتخوض الانتخابات فى 20 ولاية، وأخيرا مايكل وود الذى يخوض الانتخابات فى ولايات قليلة ممثلا لحزب «الحظر» الذى يدعو إلى حظر الخمور.
السيدة ستاين ذات أفكار وتوجهات تقدمية وتنتقد بشدة السياسات الأمريكية التقليدية الداعمة لإسرائيل. هى ترشحت أكثر من مرة وحصلت عام 2012 على ٫4٪ من الأصوات وعام 2016 على 1٪، ووقتها تم اتهامها بأنها ساهمت فى تشتيت أصوت داعمى هيلارى كلينتون الأمر الذى استفاد منه دونالد ترامب.
وعدد كبير من هؤلاء المرشحين الصغار من حيث المؤيدين يتنازل فى اللحظات الأخيرة عن ترشحه لصالح أحد المرشحين الكبار.
لكن وبما أننى أدرك أن النظام الانتخابى الأمريكى قائم على أن الفائز ينحصر دوما بين مرشحى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وأنه يستحيل فى ظل هذا المشهد أن يفوز أى مرشح بخلافهما، فالمطلوب أن نختار بين «أهون الشرين».
فى الانتخابات الأمريكية سيظل أى مرشح سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا يدعم إسرائيل وسياساتها حتى لو كان مقتنعا بأنها كيان عنصرى فاشٍ إجرامى.
هذا الانحياز ليس سببه حب المرشحين لإسرائيل فقط، بل فى مرات كثيرة لأسباب كثيرة منها قوة اللوبى اليهودى فى الاقتصاد والإعلام، ودور الدين والضعف العربى بصفة عامة.
قلت قبل ذلك إن الحكومات العربية منقسمة فى تأييد ترامب أم هاريس، وقلت أيضا إن الناخب الأمريكى من أصول عربية لا يدلى بصوته فى الانتخابات الأمريكية انطلاقا فقط من المواقف الأمريكية من إسرائيل، بل لأسباب متعددة منها البرامج الاقتصادية والاجتماعية، والأديان والهجرة والحريات.
لكن أنا أتحدث اليوم فى هذه السطور عن احتمال نظرى إذا كنت أملك حق التصويت، وبالتالى كنت سأعطى صوتى لهاريس.
سيقول البعض إنها تؤيد إسرائيل مثل ترامب، وإنها فى إدارة بايدن ولم تفعل شيئا. هذا كلام صحيح، لكن مرة أخرى نحن فى هذه الحالة وفى حالات كثيرة فى السياسة لا نختار بين الملائكة والشياطين، بل بين الأقل سوءا وضررا لمصالحنا.
كمواطن عربى أعتقد أن عودة ترامب للبيت الأبيض ستكون خبرا سيئا لنا كمواطنين عرب. قد يكون ترامب مفيدا لهذه الحكومة أو تلك، لكن ضرره أكثر من نفعه للأمن القومى العربى.
هو رئيس عنصرى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يحتقر العرب وهو الذى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس وهو الذى وافق على ضم الجولان والضفة لإسرائيل، ولا يرى الاستيطان خطرا على إسرائيل!
هو ليس خطرا فقط علينا كعرب ومسلمين، بل هو خطر على الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلنطى «الناتو» والصين وروسيا، هو باختصار خطر على كل الإنسانية، رغم أن البعض يقول إنه باعتباره تاجر عقارات، يؤمن بالصفقات، وقد يجبر الإسرائيليين على عقد صفقة. والسؤال أى نوع من الصفقات يمكن أن نتخيله فى ظل ميزان القوى المختل جدا بفضل الدعم الأمريكى لإسرائيل؟!
هاريس تؤيد إسرائيل نعم، ولا تملك أن تفعل العكس فى الوقت الحالى لأسباب كثيرة، لكن على الأقل كانت لها تلميحات وتصريحات أنها يمكن أن تهدئ من الاندفاع الأمريكى فى دعم الجنون الإسرائيلى وحرب الإبادة ضد الفلسطينيين واللبنانيين.
وإلى أن نتمكن كعرب من توحيد مواقفنا وأن نجيد استخدام أوراق الضغط الكثيرة الموجودة فى أيدينا، فللأسف سوف نظل ندفع الثمن أضعافا مضاعفة، ولا نملك إلا التمنيات والدعوات والرهان على معجزة فى وقت اختفت فيه المعجزات!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوتى لكامالا هاريس صوتى لكامالا هاريس



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab