بقلم:حبيبة محمدي
تحية طيبة: الحقيقة، كنتُ سأكتبُ عن موضوعٍ آخرَ، ربّما،استكمالاً لرصدِ بعضِ الأحداثِ الثقافيةِ، أو عن قضايا جوهريةٍ فى الثقافةِ أو أمورِ الحياةِ، غير أنَّ ما تشهدُه المنطقةُ العربيةُ، فى ظلِ تحدّياتٍ كبيرةٍ، جعلتنّى أعيدُ نشرَ بعضِ الأفكارِ ممّا كتبتُه سابقا، وأضيفُ عليها! إقرارًا بأنَّ «مِصرَ» خطٌ أحمرُ وستبقى.! ثُمَّ ما أحوجَنا- اليومَ- إلى وحدةِ الصَّفِ العربىّ، فى مثلِ هذه الظروفِ، ممّا يحدثُ فى المنطقةِ وفى العالَمِ بأسرِه.
إنَّها أرضُ الكِنانةِ، إنَّها أرضُ الأنبياءِ والرُسلِ وأولياءِ اللهِ الصالحين، أرضُ الطُهرِ، التى رحلَ إليها الأنبياءُ،عليهم السلام، بلدُ سيدةِ النساءِ «سِتنا» هاجر، و«سِتنا» «ماريَّة» زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، البلد الذى ذكره اللهُ عزَّ وجلَّ تصريحًا وتلميحًا مراتٍ ومراتٍ فى كتابِه الكريمِ، إنَّها «مِصرُ»، مَنْ أوقفتْ زحفَ التتارِ فى «عكا» و«عين جالوت» وفى حدودِ «المنصورة»، وأوقفتْ «نابليون بونابرت» وهزمتْ الأعداءَ ولا تزال!.
«مِصرُ» أرضُ «سيناء» وأرضُ الذهبِ والفيروزِ، «مِصرُ» سيّدنا الحُسين والسيّدة نفيسة والسيّدة زينب وكلّ أحبابِ اللهِ المُخلصين، «مِصرُ» خان الخليلى والحارات والمساجد والكنائس.. «مِصرُ» التى قالَ فيها اللهُ عزَّ وجلَّ: «ادخلُوها بسلامٍ آمنين».
صدقَ آللهُ العظيم.
مِصرُ حضارةُ آلافِ السنين، مِصرُ الأهرامات والثقافة والفنون والفكر والإبداع، والنّاس الطيبون!.
- (أوصيكُم خيرًا بأهلِ مِصرَ، فإنَّ لهم نسبًا وصهرا).
هكذا أوصانا سيّدُنا «محمد» صلى الله عليه وسلم، بمِصرَ وأهلِها، فقوةُ مِصرَ هى قوةُ العربِ جميعًا.
اقرأُوا التاريخَ قبلَ أنْ تتحدثوا عن مِصرَ، بل هى مَنْ صنعتْ التاريخَ، وقد قال عميدُ الروايةِ العربيةِ الأستاذ «نجيب محفوظ»: «مِصرُ ليستْ دولةً تاريخيةً، مِصرُ جاءتْ أوَّلاً، ثم جاءَ التاريخُ بعدها»!.
ويا أهلَ الكلامِ وأهلَ الإعلامِ، فى الداخلِ والخارجِ، أيضا، عطِّرُوا أفواهَكُم بماءِ الوردِ، واقرأُوا التاريخَ، قبل أنْ تتحدثُوا عن مِصرَ! ويا مَن تُغازلونَ الأعداءَ، وتَكيلونَ لـ«مِصرَ» وتخدمُون «أجنداتِ» الأعداءِ، وتصطادون فى المياهِ العكرة، سواء بكلمةٍ أو بموقفٍ، مِن هنا أو هناك، أقولُ لكم: ارفعُوا أيديّكم عن «مِصرَ» واتقوا اللهَ فى «مِصر».
ومهما حاولتُم، فلن تستطيعُوا، لأنَّها محروسةٌ من اللهِ وبإذنِ اللهِ.
حفظَ آللهُ مِصرَ.
وحفظَ أُمَّتَنا وشعوبَنا العربيةَ جميعًا.
ولى عودةٌ أخرى، بإذنِ اللهِ، للدفاعِ عن وحدةِ أُمّتى، ولو بالقلمِ! وذلك أضعفُ الإيمانِ.