تحية للمرأة في الحرب والتنمية

تحية للمرأة في الحرب والتنمية

تحية للمرأة في الحرب والتنمية

 العرب اليوم -

تحية للمرأة في الحرب والتنمية

بقلم - أمينة خيري

كل يوم هو يوم المرأة. لكن شهر مارس أصبح شهر المرأة لأسباب، بعضها معروف؛ مثل كونه شهر تخلي الشتاء عن قسوته، أو لأن الاحتفاء بالأم يكون في الربيع، أو لأن منظمة الأمم المتحدة، حين اختارت يوماً للاحتفاء بنساء العالم، اختارت يوماً في مارس. والبعض من الأسباب يعود إلى إحساس كوني ما، يصعب تفسيره بارتباط أجواء مارس بنساء العالم.

 

هذا العام، تعاود الأمم المتحدة الحديث عن ضرورة تحقيق المساواة، والتي أصحبت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وهي محقة تماماً في الربط بين حقوق النساء والفتيات في شتى النواحي، وبين بناء اقتصادات مزدهرة وعادلة.

لكن المنظمة الأممية ربطت بين ما أسمته بـ «النقص المثير للقلق» في التمويل، مع عجز هائل في الإنفاق السنوي على تدابير المساواة، مقدرة قيمته بنحو 360 مليار دولار، وبين عرقلة تحقيق المساواة المنشودة. وذيلت مطالباتها بالتأكيد على أنه «حان وقت التغيير»، عبر الاستثمار في المرأة، لتسريع وتيرة التقدم.

وتيرة التقدم لا يمكن تعميمها في أرجاء الأرض. وواقع الحال يشير إلى أن المنطقة العربية ونساءها، تنتهج وتيرة ذات خصوصية. هذه الخصوصية لم تعد فقط عادات وتقاليد وثقافة ورؤى يجب أن تؤخذ في الاعتبار، بل أضيفت عليها أعباء صراعات الإقليم وحروبه، جنباً إلى جنب مع ما تحرزه دول عدة، رغم أنف المصاعب، من إنجازات تُكتب بحروف من نور وذهب للمرأة العربية.

في شهر المرأة، لا يسعنا إلا النظر إلى ما تكابده المرأة الفلسطينية في غزة. صحيح أن الجميع في حرب القطاع يواجه مآسي ونوازل يدمى لها قلب ما بقي من الإنسانية، إلا أن ما تواجهه المرأة في حرب القطاع متشعب ومتنوع. بالإضافة إلى بديهيات التعرض للقصف والقتل في حرب ضروس.

وبالإضافة إلى فقدان الزوج والأهل والأبناء، فهي ما زالت ربة البيت المسؤولة عن إعداد وجبة ورعاية الصغار، وطمأنة الزوج، مع النزوح الدائم، والعيش في أحلك الظروف وأصعبها. ويضاف إلى ذلك مشكلاتها النسائية، من أمراض تتطلب رعاية طبية غير موجودة، وولادة بلا رعاية، والقائمة تطول.

وتنضم للقائمة نساء وفتيات اليمن، وإلى حد ما سوريا، بعد ما يزيد على عقد من الحرب والدمار، وكذلك ليبيا، وقبلها العراق، وحالياً السودان، وفي كل هذه الدول تتحمل المرأة – شأنها شأن الرجل – عبء الصراع، مضافاً إليه كونها امرأة.

المسألة ليست ضعفاً يتعلق بالأنثى، التي تظهر في الحروب والصراعات شجاعة وجلداً ربما يفوق الرجال، وذلك للحفاظ على كيان الأسرة من الانهيار النفسي والعصبي والمادي، لا سيما في ظل غياب رب الأسرة، ولكن لأنها الأكثر عرضة للفقر والتهميش والاعتداء، لا سيما ذات الطابع الجنسي.

وفي شهر المرأة، لا تذكر المرأة العربية في أماكن الصراع والمعاناة فقط، ولكن تسلط عليها أضواء النجاح والإنجاز، وتحقيق ما كان ينظر إليه حتى الأمس القريب باعتباره معجزات أو خيالات.

المرأة في الإمارات ومصر والسعودية، على سبيل المثال لا الحصر، حققت في السنوات القليلة الماضية ما يفرض نفسه أمامنا، لا للاحتفاء فقط، ولكن للتذكرة والتشجيع على المضي قدماً.

في مصر، كانت المرأة المصرية في صدارة التصدي لجماعات مجرمة، أرادت أن تحكم باسم الدين، بغرض سرقة البلاد، وتغييب عقول العباد. ثم ظلت في القلب من عملية إعادة البناء، وأظهرت من الجلد والقوة في الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ما يستحق الكتابة في دفاتر العزة والإصرار.

وفي الإمارات، تسير المرأة الإماراتية إلى الأمام في خطوات واثقة، مدعومة ومدفوعة بقيادة سياسية، وضعت المرأة في قلب التنمية منذ اليوم الأول. والنتيجة، أصبحت الإمارات نموذجاً ريادياً لتمكين المرأة في كافة المجالات، فعلاً لا قولاً.

وفي السعودية، عوضت المرأة في سنوات قليلة، ما فاتها على مدار عقود، وهو ما وصفته «منظمة العمل الدولية» بـ «التقدم المثير للإعجاب»، وذلك بدعم كامل من القيادة السياسية.

في شهر المرأة، تحية لها في السلم والحرب، سواء كانت تجاهد من أجل البقاء، أو تجاهد من أجل التميز والارتقاء. تظل المرأة عنواناً للحياة والعطاء.

arabstoday

GMT 01:04 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 01:01 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ملحمة وطنية للأبطال الذين أُزهقت أرواحهم!

GMT 00:58 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

العلم في مكان آخر

GMT 00:10 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

شخص واحد متعدد المواصفات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للمرأة في الحرب والتنمية تحية للمرأة في الحرب والتنمية



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 00:15 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

الخاسر الأكبر جامعات أميركا

GMT 03:41 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

تسرب نفطي خطير في ميناء عدن

GMT 06:09 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

زلزال بقوة 4.5 ريختر يضرب أفغانستان

GMT 18:14 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مقتل 5 أشخاص بضربات روسية على مناطق أوكرانية

GMT 18:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

زلزال بقوة 4 درجات يضرب ميانمار

GMT 16:11 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

زلزال بقوة 5ر4 درجة يضرب أفغانستان

GMT 13:41 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

زلزال بقوة 5.1 درجة يضرب تايوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab