بقلم - أمينة خيري
قرأت خبرًا عنوانه أن الحكومة تدرس وقف العمل بجداول تخفيف الأحمال. فرحت وابتهجت وهممت بالرد على رسالة أحد القراء الأفاضل، الذى أرسل رسالة تحمل شكوى مريرة من مسألة انقطاع الكهرباء، أبشره بأن تخفيف الأحمال أصبح فصلًا من فصول الماضى، وأن القادم أفضل ومنور بشكل أفضل، وبالتالى أعتذر له عن عدم نشر مضمون رسالته. ولكن بعد الدق على العنوان لمعرفة تفاصيل الخبر، اكتشفت أن تنسيقًا يجرى بين رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وكل من وزيرى الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر والبترول والثروة المعدنية طارق الملا لوقف تنفيذ خطة تخفيف الأحمال عن الكنائس خلال احتفالات المواطنين المسيحيين بالأعياد، «وذلك تيسيرًا عليهم خلال فترة الاحتفالات». ثم طالعت خبرًا مفاده أن وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، الدكتور رضا حجازى، قال إنه بصدد مخاطبة وزارة الكهرباء لـ«تنسيق فترة تخفيف الأحمال خلال فترة امتحانات الفصل الدراسى الثانى، سواء لطلاب صفوف النقل والشهادة الإعدادية أو لطلاب الدبلومات الفنية والثانوية العامة». ولا أخفيكم سرًّا أننى تعجبت قليلًا- أو بالأحرى كثيرًا- لمثل هذه الخطوات وغيرها، والتى من شأنها أن تفتح الباب أمام مخاطبة جهات لجهات لوقف خطة التخفيف لأسباب متعددة. بالطبع لست ضد وقف مسألة تخفيف الأحمال للأبد. حد يكره النور والهواء والمياه الباردة؟!، ولكن فتح الباب أمام المخاطبات من أجل الاستثناءات سيجعل الجميع يشمر عن ساعديه لاعتبار نفسه وظروفه مستحقة للاستثناء. وجميعنا يعلم أن قاعدة الاستثناءات فى بلادنا الحبيبة ترعى وتتوسع وتزدهر وتصبح غاية الجميع ومنتهاه. على أى حال نعود إلى رسالة الأستاذ الدكتور متّى قلادة، استشارى الجراحة.
يقول: «أنا متفهم ان تخفيف الأحمال بسبب قلة المواد البترولية التى تعمل بها محطات الكهرباء لأن الدولة تستورد تلك المواد من الخارج، وأسعارها فى ارتفاع مستمر، ولكن مع تفهمى هذا أشعر بإحباط وغيظ شديدين بسبب عدم المساواة فى تخفيف الأحمال عن كل مناطق القاهرة، فهناك مناطق لا ينقطع بها التيار، وأغلبها فى المجتمعات الجديدة، مما يقسم طبقات المجتمع إلى قسم مرضى عنه وآخر يجب أن يتحمل كل ضيق. وحتى فى أماكن الانقطاع، هناك تفرقة صارخة. أسكن على مقربة من النادى الأهلى فى مدينة نصر. هنا، يتم قطع الكهرباء عن الجانب الذى تقع فيه عمارتى، ولا ينقطع عن الجانب الآخر أبدًا. وقيل لى إن السبب أن «علية قوم» يسكنون على الجانب الآخر. ويتساءل الدكتور متّى عن سبب إنارة مناطق غير مسكونة بالكامل طيلة الليل، وتطبيق التخفيف على مناطق مسكونة بالكامل؟!، ويُذيل رسالته بـ«المساواة فى تحمل المصاعب تزيد القدرة على تخطيها». من جهتى، وبعيدًا عن تجربة كل منّا الشخصية فى التخفيف، أرى أن المسألة فى حاجة إلى قدر أوفر من «إعادة النظر» فى الخطة وأسس الجدول، مع التأكد مما أشار إليه الدكتور متى «عدالة القطع والمساواة فى التخفيف