وانتصر نجيب محفوظ
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

وانتصر نجيب محفوظ

وانتصر نجيب محفوظ

 العرب اليوم -

وانتصر نجيب محفوظ

بقلم - سوسن الأبطح

حين سئل نجيب محفوظ، بمن تأثر من الأدباء، في واحدة من مقابلاته، أجاب على الفور: «تتلمذت على طه حسين والعقاد والمازني وهيكل وتوفيق الحكيم، وأخذت من كل منهم فائدة لا تقدر». لم يبادر إلى ذكر كبار الكتّاب العالميين الذين قرأهم بنهم. فهو يعرف جيداً تولستوي، وكافكا وفلوبير. لكنه شدد يومها على مدى تأثره الكبير بالعقاد تحديداً، لأنه تعلم على يديه «معنى الحرية السياسية بمعناها الفلسفي». كان الرجل مقاتلاً، حراً في كتاباته، كما في سلوكه، فقد شاع قبله أن الأدب يصلح للتكسب، جاء هو وتحدّث عن «كرامة الكاتب» التي تفوق المال أهمية لا بل وتفوق كرامة الرجل السياسي. بقيت «الكرامة» عند العقاد، في ذهن محفوظ حية. لم ينس ما قاله الرجل، بعد أن سجنه الملك فاروق سنة كاملة عام 1930. فقد خرج الكاتب شامخاً، بل مصراً على أن شيئاً فيه لم يتغير، وأن أصدقاءه لا يزالون هم أنفسهم، وأن أعداءه لم يتغيروا، هم أيضاً.
أكثر ما عشق محفوظ الذي تحتفي مصر بعيد ميلاده العاشر بعد المائة هذه الأيام، هي الحرية. درس العقاد لم يغادره أبداً، وإن لم تكن له شراسته، وقوة شكيمته، وجلافة طبعه، وشخصيته الصدامية. دافع محفوظ عن حريته على طريقته الهادئة والمواربة؛ بدأ بكتابة الرواية التاريخية، التي يقول إنها كتبت عن الحاضر، وللتعبير عما يجول في نفسه، من دون أن يتعرض للمساءلة. ثلاثيته التاريخية «عبث الأقدار» و«رادوبيس» و«كفاح طيبة»، ليست أشهر ما كتب، لكن لها دلالاتها الكبرى، في مساره العام. حين خرج من عباءة التاريخ جعل بطله كمال عبد الجواد في ثلاثيته الشهيرة، أنموذجاً لجيل ما بعد ثورة 1919 بما عاشه من انكسارات وانهيارات وإحساس بالضياع، وهو يرى إجهاض معركة الاستقلال. إنه «جيل المأساة» وكمال عبد الجواد قد يكون محفوظ نفسه، بما عاناه وخبره من الاحتلال الإنجليزي وما تبع خروجه من محن.
لكن محفوظ المهجوس بحريته، والمسكون بالمثابرة، الذي لم يبالِ بإهمال النقاد له أكثر من 15 سنة، صمت بعد ثورة يوليو ظاناً أن وطنه وضع على سكة السلامة، ليخرج بعد سنوات بروايته «أولاد حارتنا» التي ستبقى لعنتها تطارده حتى اللحظة الأخيرة من حياته، تماماً، مثلما ساهمت في نيله «نوبل» أكبر جائزة أدبية في العالم.
ما أن صدرت حلقات من «أولاد حارتنا» في جريدة «الأهرام»، حتى بدا واضحاً أن الرمزيات التي استخدمها محفوظ، كانت أوضح من أن تدارى. فقد كشف أكثر مما يحتمل القراء، ومما تستطيعه السلطة السياسية التي كانت له بالمرصاد. ورغم أن الهجوم كان دينياً، واتهم بالإلحاد والزندقة والردة، إلا أن خلفه كان غضباً سياسياً ناصرياً. كان جلياً أن الجبلاوي رمز للذات الإلهية، وأن عرفة، اسمه آتٍ من العرفان والعلم، الذي يكتب له النصر في النهاية، وكذلك قاسم ورفاعة، الذي رفع إلى السماء وأدهم وإدريس. الربط بين محفوظ وسلمان رشدي كان فيه الكثير من التجني. وبقي التحامل على محفوظ، مانعاً دون نشر روايته في مصر، بعد أن صدرت في بيروت عام 1962.
محفوظ الذي لا تنقصه الحيلة، بعد أن قال كلمته واستراح، ونشرت روايته في «دار الآداب»، بقي مسايراً، مهادناً، ولم يقبل إعادة نشر الرواية، ولو على حلقات في الصحف المصرية، بدون موافقة الأزهر. أصرّ على موقفه، متفادياً الاستفزاز، رغم موجة التأييد التي اجتاحت القراء بعد حصوله على نوبل، والموجة الأكبر بعد محاولة اغتياله، نحراً، عام 1994 عقاباً له من أصولي، لم يقرأ «أولاد حارتنا» ولا غيرها من روايات محفوظ.
رقراق كخيط حرير قاطع، كان صاحب «زقاق المدق». تعيد قراءته، فتجد أنه على مدى أكثر من ستة عقود، وجد دائماً السبيل، ليتسلل حيث يريد، بدون أن يبدي سخطاً، أو تململاً، أو يدخل في سجالات عدائية كبرى. لم تكن تلك طبيعته، ولا ذاك هدفه الذي حققه بجدارة، وإن دفع الثمن غالياً باعتلاله بعد الاعتداء الظالم عليه الذي حرمه من الإمساك بالقلم والكتابة كالمعتاد. لكن العناد لم يمنعه من أن يكتب «أحلام فترة النقاهة»، تلك الرائعة الأدبية الخالدة التي كثف فيها رؤيته إلى الحياة، في خاتمة أشبه بالوصية الإنسانية.
بقدر ما جار عليه الزمن كان محظوظاً هذا المحفوظ. فمن النادر في بلادنا أن يجد أديب، ولو كان عظيماً ومستحقاً، الاهتمام والانتشار والعناية التي يلقاها صاحب «الثلاثية» أو الاحتفاليات التذكارية التي تبقيه حياً في ضمير الجيل الجديد. فنحن قوم لا نكرّم أدباءنا، ولا نعرف لهم قيمة إلا بعد أن يعطوا صكاً غربياً كالذي ناله محفوظ. مع أنه لم يكن بحاجة لذلك، لكن شاءت الحال التعسة التي نعيش، أن ينتصر محفوظ لحريته، ولرأيه، وأن تنشر «أولاد حارتنا» في مصر، ويرى فيه العالم العربي أعظم روائي في العصر الحديث بعد حصوله على نوبل. والأصل أن تحمل أمة كتّابها، وترفع من قيمة أعمالهم المستحقة، لتعرّف العالم بهم، وتتشرف بإبداعاتهم.
لم يكن صاحب «الثلاثية» الذي قيل أن له «عناد الثيران»، قاصراً عن التباهي بأنه قرأ بروست وجويس وفوكنر، وهمنغواي، كما يفعل بعض المتفرنجين هذه الأيام، وبأنه تلميذ نجيب لدوستويفسكي، لكنه آثر عباس محمود العقاد، الذي يختلف معه بالكثير، ويلتقيه في درس «الحرية»، الذي انتصر فيه وأبدع.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وانتصر نجيب محفوظ وانتصر نجيب محفوظ



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab