حين نسافر

حين نسافر..

حين نسافر..

 العرب اليوم -

حين نسافر

بقلم - عائشة سلطان

السفر نعمة كبرى، وكل الذين سافروا يعرفون المعنى الحقيقي لهذه النعمة، يعرفون أنك حين تسمع عن عجائب الدنيا، وعن قصور تشبه تلك القصور التي جاء ذكرها في حكايات ألف ليلة وليلة، وأنك حين تقرأ عن طبيعة المجتمعات وأخلاق الناس في المجتمعات البعيدة سيختلف الأمر تماماً عما ستراه حين تسافر إليهم وتشاهد بعينيك وتشعر بعظمة حضاراتهم بجميع حواسك.

السفر كحاسة سادسة تهبنا إياها الحياة لتتسع مدارات الرؤية وآفاق المعرفة وأسرار الحواس الخفية.

وحين تسافر تختلف رؤيتك للأمور لأنك ترى وتلمس وتتفاعل، تغني في الشارع مع فرق الموسيقى، وتقف مشدوهاً أمام القصور والشواهد، وتتعجب من قدرات الإنسان الهائلة وهو يطوع قوى الطبيعة ويبني الحضارات، فتتعلم كيف تقدر ذلك كله وتنحني له احتراماً.

ساعتها يكون لك مطلق الخيار في أن تحب أو تكره، أو تتخذ الموقف الذي تراه مناسباً، دون توجيه أيديولوجي أو سياسي من أحد ما.

في طفولتنا، حين وقعت بين أيدينا كتب كثيرة، لعبت دورها في إفساد مفاهيمنا أحياناً، وحشونا بالأكاذيب أحياناً أخرى، تلك الأكاذيب التي لم تصححها سوى القراءة الصحيحة والسفر، فقد كتب أحد أصحاب تلك الكتب يقول: «لقد سافرت للغرب فوجدته مليئاً بالفجور والتفسخ الأخلاقي، وأن لا عائلة ولا قيم هناك»، كتب ذلك بعد زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية كما قال، ولقد صدَّقه الناس وآمنوا بما قال مندفعين بمشاعر سلبية تجاه الغرب، لكنهم عندما سافروا إلى هناك وجدوا صوراً أخرى أهم وأكثر قيمة وتأثيراً، حيث يمكن للإنسان أن يتأملها ويفيد منها، فليس العري ولا التفكك ما يميز المجتمعات هناك، بل تميزهم الجدية في التعاطي مع الحياة، والنظام والعمل و... وكثير، فلماذا لم يرَ كل ذلك؟

إن الانحلال والفساد موجودان حيثما وجد الإنسان، وعلينا أن ننظر للغابة لا للشجرة فقط، السفر يقرب إلينا هذا المعنى ويصحح مفاهيمنا حول التعميم الخاطئ وإطلاق الأحكام الجائرة من منطلقات أيديولوجية صرفة أو عدائية مقيتة.

arabstoday

GMT 18:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 05:17 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 05:14 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 05:10 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

بورصة أسماء الوزراء

GMT 05:07 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

الرد على الرد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين نسافر حين نسافر



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab