رفع آثار الحادث

رفع آثار الحادث

رفع آثار الحادث

 العرب اليوم -

رفع آثار الحادث

بقلم : أمينة خيري

 

ندق بسرعة على أوتار حادث الجلالة وباص الطلاب، وذلك قبل أن يسقط بالتقادم. إنها سمة حوادث السير الجلل القاتلة. فى كل مرة يُصاب الجميع بالصدمة، تتعالى الآهات، ويتم توجيه الاتهامات، وتتواتر المقترحات، وتتفاقم التحليلات، و... يتم رفع آثار الحادث، وننسى أو نتناسى انتظارًا لحدث جلل قاتل جديد، وهلمَّ جرا.

تتعدد الأسباب فى كل مرة: سرعة جنونية، مخدرات، رعونة، مشكلة فى صيانة المركبة، وفى كل الأحوال جهل تام بألف باء قواعد القيادة والسلامة، وأولًا وثانيًا وثالثًا وعاشرًا غياب تطبيق القانون بحذافيره. بدءًا من إصدار رخصة القيادة، وطريقة إصدارها والاختبارات التى يُفترض أن يخضع لها السائق قبل أن يحصل عليها، مرورًا بترك الشوارع والميادين مرتعًا للمختلين وعديمى المسؤولية والمتعجرفين وكارهى القانون والنظام، وانتهاء برفع آثار الحادث وعودة حركة السير إلى طبيعتها.

مدن سكنية جديدة بأكملها دون أى خدمات مرورية، السير العكسى تحول إلى عقيدة راسخة، والمعترض يتعرض للسب والشتم والسخرية، مركبات تتبع جهات يُفترض أنها نموذج يُحتذى فى احترام القانون واتباع القواعد تضرب عرض الحائط بكليهما، علامة استفهام عملاقة أمام السيارات الطائرة على الطرق المزودة بكاميرات ورادارات وسرعات محددة، انتظار السيارات فى أغلب الشوارع مازال فى قبضة مجموعة من السُّياس يحددون التسعيرة ويقولون دائمًا وأبدًا إنهم يقتسمون المكسب مع «آخرين».

وأذكر مجددًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، منطقة الكوربة الجميلة سابقًا، الغارقة فى الفوضى والعشوائية حاليًا، والتى تحولت إلى نموذج للقبح. قبل يومين، وجدت التوسع الاستيطانى لمقاهى شارع إبراهيم وقد وصل درجة تستحق فيلمًا وثائقيًا يُعرض على «نيتشر» تحت بند عجائب وغرائب. قادة السيارات يضطرون أحيانًا لإزاحة كرسى المقهى من الطريق ليمر. هل يعقل أن تحتل المقاهى عرض الشارع، لا الرصيف فقط، ثم يتحول الطين إلى بلة بإيقاف السيارات برعاية السُّياس صفوفًا ثانية وثالثة؟!

ونضيف مجموعات الشباب والفتيات وموضة الـ«رولر سكيتس» فى وسط سيرك الشوارع والميادين، بما فى ذلك صلاح سالم والميرغنى وغيرهما. الرياضة رائعة دون شك، ولكن حين يدهس باص أحد هؤلاء الصغار، أو يجد أحدهم نفسه أسفل سيارة نقل، هل نبدأ وقتها، بعد الانتهاء من الصراخ والعويل، فى المطالبة برقابة مستمرة لا موسمية؟ بعدها، يتم رفع آثار الحادث، وتعود حركة السير إلى طبيعتها الفوضوية العشوائية.

المسألة ليست تحرير عشرة آلاف مخالفة، وليست مصادرة 17 ألف توك توك. المسألة أكبر وأخطر من ذلك بكثير، وإلا لالتزمت النعوش الطائرة على الطرق السريعة بالسرعات المحددة، وعلى الأقل «خافت» من الرادارات. وكنت ذكرت من قبل وقوع حوادث اصطدام بين السيارات المتناحرة على أولوية المرور عند البوابات. إنه اللامعقول فى أبهى صوره.

تطبيق قدر ولو بسيطًا من النظام فى الشوارع ضرورة قصوى. يجب أن يكون أسلوب حياة. المناشدات لا تنفع. القانون الصارم العادل وحده الطريق لحقن المزيد من الدماء، ومعه توعية وتعليم وتربية.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفع آثار الحادث رفع آثار الحادث



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab